محمد عبدالماجد يكتب: في ذكراه الأولى تجديد الانقلاب بالتسوية
(1)
أي خطوة تدعم الوجود المدني في السلطة وتقلل من وجود العسكر والفلول في الحكومة نحن معها حتى وان كانت لا تؤدي في البدء الى النتيجة النهائية التى ينتظرها الشعب.
الطريق الى (المدنية) في ظل وجود (10) جيوش في العاصمة القومية امر في غاية الصعوبة، لن يتحقق من غير الحكمة والوعي وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الاخرى.
اذا تركتم السلطة كلها للعسكر وللفلول سوف يبخلون عليكم حتى بـ (مخدة) لوجدي صالح في محبسه.
الثائر والمناضل وجدي صالح الذي استرد للسودان ثورات وأراضي تقدر بمليارات الدولارات من النظام البائد وأكد ذلك البرهان بنفسه باسترداد مقار المؤتمر الوطني المحلول، بعد ان عمل وجدي صالح واجتهد لتفكيك النظام البائد يبخلون عليه بـ(مخدة) في الحبس. ماذا تنتظرون بعد ذلك من سلطة جاءت بعد ثورة ترفع شعارات السلام والحرية والعدالة؟
سلطة لا تملك عدالة بمقدار (مخدة)!!
يؤسس مبارك اردول مدرسة باسم والدته.. ويحرمون وجدي صالح من (مخدة) في محبسه. هل هذه هي العدالة والسلام والحرية في نظركم؟
(2)
أي تسوية تتم على حساب حقوق الشهداء والقصاص لهم ويوقع عليها (تحت التربيزة) وعلى حساب الوطن والحريات وتحقق اجندة دول اخرى تبقى تسوية مرفوضة. وهي لن تكون غير تمديد لعمر الانقلاب القصير . لن يحدث الخلاص ولن يستقر السودان اذا كانت هنالك تسوية لا تحقق تطلعات الشارع ولا تصطحب اهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
غير ان التفاوض والحوار يجب ان لا يغلق بابه– لأن (السلطة) اذا تم استلامها من غير هذه السبل سوف تفتح ابواب الحرب والجحيم على السودان.
الحوار والتفاوض هو احد وسائل السلمية والمدنية الرفيعة .. ولا يمكن التعبير عن السلمية والمدنية من غير هذه السبل.
لا تجعلوا الفوضى بديلاً للحوار ولا تضعوا استقرار السودان محل نزاع وصراع.
ثورة ديسمبر المجيدة اهم مميزاتها وأوضح معالمها هي (السلمية) التى تميزت بها واقوى اهدافها ومتطلباتها هي السلطة (المدنية).. وليس امام السلمية خيار غير الحوار، ولن تتحقق (المدنية) إلا عن طريق (التفاوض) وإلا كنا مع العسكر سوياً في ميدان واحد نعبر عن انفسنا بـ (البندقية).. شريطة ان يكون هذا (الحوار) مبنى على تحقيق اهداف الثورة وان يكون (التفاوض) من اجل الوصول الى سلطة مدنية كاملة – ان لم نصل اليها في البدء يجب ان نعمل جميعاً من اجل الوصول الى (مدنية) الدولة بدلاً من ان نفقدها كلياً.
لا تجعلوا مكاسب ثورة ديسمبر المجيدة تضيع عليكم ولا يستدرجكم الفلول الى ان تفقدوا هذه المكاسب العظيمة التى تحققت بفضل الثورة.
الذين يملكون (السلاح) ويشرعنون استعماله ضد الشعب لا يمكن ان نحاربهم بالسلاح الذي يمتلكونه. حاربوهم بأقوى اسلحتكم الممثلة في السلمية والحوار والتفاوض والديمقراطية والمنطق والنمو والحرية.
الله سبحانه وتعالى وهو الخالق والقادر والقوي والقهار والمتكبر استجاب لطلب الشيطان وجعله من المنظرين الى يوم الحساب : (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ – قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ – إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ – قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ – إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ).
الله يمتحن (اخلاصنا) وإيماننا من خلال الصراع مع (شياطين الجن) .. ونحن في صراع الآن مع (شياطين الانس).
يجب ان نختبر وطنيتنا وثوريتنا.
يجب ان لا يستدرجوكم الى الفوضى والخراب والدمار والنزاعات القبلية التى يبحث عنها (الفلول).
الفلول يدركون ان طريق العودة لن يكون إلا عن طريق الفوضى – لقد اجتهدوا من اجل ان يجعلوا البلاد تعيش في (الجحيم) حتى يحن الى (جحيمهم).
وفي كل الاحوال لن نستبدل جحيماً بجحيم.
(3)
بغم
المواكب التي تخرج من اجل ان تطالب بالسلام والحرية والعدالة والسلطة المدنية يغلقون في وجهها الجسور بالحاويات ويقطعون خدمة الانترنت من البلاد ويرمون المحتجين بالذخيرة الحية ويغرقونهم بالغاز المسيل للدموع.. اما مواكب الفلول التى لا ترقى حتى لاسم (موكب) يمدونها بالموز واللحوم ويقدمون لها (كبدة الابل) و(المحاشي) وينقلونها عبر الترحيل الحكومي ويوفرون لها الحماية ويمدوها بالتغطية الاعلامية (المصطنعة).
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة