صباح محمد الحسن تكتب: وماذا عن فشلكم !!
قال القيادي بقوى الحرية والتغيير المعزّ حضرة إن رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك أدّى دوره وفشل في ذلك ورفضت قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني عودة حمدوك إلى منصبه السابق . وقال حضرة في تصريحاتٍ لصحيفة اليوم التالي يجب أنّ يكون هناك شخصًا آخر لأنّ السبب الأساسي في فشل الانتقالية هو حمدوك ، ووصف حضرة رئيس الوزراء السابق حمدوك بأنّه كفاءة لكنّ ضعفه في اتّخاذ القرارات ومن حوله أدّى إلى فشل الانتقالية ونوّه إلى أنّه من الممكن أنّ تتسبّب ذات الأسباب في فشله خلال المرحلة القادمة إذا عاد إلى منصبه. هذا الحديث غير الدقيق للقيادي بقوى الحرية والتغيير جاء تحت خبر بعنوان واحد (الوطني وقحت يرفضون عودة حمدوك) ، فحزب المؤتمر الوطني يرفض حمدوك وقحت ترفض عودته ايضا والمؤتمر الوطني ليس من صالحه عودة حمدوك ولو بنسبة ١% ومعلوم ان عاد حمدوك سيعود معه التفكيك مرة اخرى وكنس الفلول من المؤسسات التي عادوا اليها بعد الإنقلاب رغم قرارات لجنة ازالة التمكين، وعودة حمدوك تعني تحقيق اهداف الثورة واعادة هيكلة الجهاز القضائي ومحاربة الفساد وفساد الضمير الذي هزّ عرش العدالة وجعل ميزانها يختل فطبيعي ان يرفض الوطني عودة الرجل فمن الذي جعل حمدوك يتعثر وعمل على محاربته ليل نهار لكي يغادر منصبه انها عناصر النظام البائد . لكن ماهو الشيء الذي يجعل حضرة يغلف رفضه بهذا الهجوم الكبير على حمدوك ويصفه صراحة بالضعف الذي يحول بينه وبين العودة مرة أخرى فإن فشل حمدوك فحاضنته السياسية تسببت في جزء كبير من هذا الفشل ، ان قبلنا وصمه بالفشل الكامل وهذا في رأيي ظلم واضح في حق الرجل الذي حقق مالم يحققه غيره ان كانوا من الاحزاب او العسكريين . فلماذا يحاول حضرة اغلاق الابواب ( بالطبلة والمفتاح ) في وجه حمدوك بسبب فشله في الفترة السابقة فالحرية والتغيير فشلت ايضا في ادارة البلاد في تلك الفترة وهي الآن تحاول وتبحث لأكثر من مدخل لتأتي للحكم مجددا ، فماهو الشيء الذي يجعل أمر عودتها ممكنا وعودة حمدوك مستحيلة ؟! اما الإجحاف الحقيقي هو ان معز حضرة قال إن السبب الأساسي في فشل الانتقالية هو حمدوك ، وهذا حديث يجافي الحقيقة وفيه كثير من هضم الحقوق فمن الممكن ان ترفض قحت عودة حمدوك ويرفض الشارع قحت ويرفض الشيوعي الميثاق السياسي فهذا هو اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي فالكل يعبر عن رأيه ورؤيته لكن ان تلقي فشلك على الآخرين وتتحدث بكل صراحة وشفافية عن تقييم المرحلة السابقة وتنسى نفسك فهذا يتعارض مع قيم ومبادئ الأمانة السياسية وعدم الاعتراف بالخطأ ، فهذا يخصم من رصيدك السياسي وثقة المواطن فيك. وتوقعت بالأمس رفض الاحزاب لعودة حمدوك لكن لم اتوقع ردة الفعل هكذا فقحت عندما كان حمدوك على رأس حكومتها كانت لها فرصة ذهبية كبيرة فقدتها بعد ذهابه ولم تستطع استعادتها حتى كتابة هذه الحروف وعام مضى ومازالت الاحزاب السياسية تتشاكس وتتبادل الاتهامات في مابينها ، فماذا فعلت الاحزاب بعد ذهاب حمدوك وماذا قدمت للشعب ، فشلت في ابسط الأشياء والمهام وهي وحدة صفها وكلمتها فالتشرذم والخلاف من علامات الضعف أم القوة !! فقحت لم تسلم من نقدها حتى لجان المقاومة التي عندما فقدت سيطرتها على الشارع اتهمتها انها تمثل حزب بعينه ، وظلمت كثير من شباب هذا الوطن الذين لاينتمون لحزب او تنظيم وقدموا ارواحهم غالية ونفيسه فداء لهذا الوطن خرجوا الي الشارع ليس لهم انتماء إلا قضيتهم والوطن ، اختصرت قحت كل هذه التضحيات في نظرة حزبية ضيقة ، وهذا هي الأسباب التي تجعل القطيعة بينها وبين الشارع تتسع ، وهاهي تعود وتوجه سهام نقدها لرئيس وزراء قدمته ودعمته وكانت هي حاضنته السياسية ، تقدم له الوزراء والولاة وتمده بالروشته السياسية ، لفظته الآن ووصفته بالضعف !! إذن نحن الآن ننتظر (قوة قحت) لتغيير هذا الواقع المرير تغييرا فعليا وحقيقيا ، ليس بالتصريحات والاتهامات وبيانات الشجب والادانة والاتهامات ،فماهي الوصفة والخطة التي ستقدمها قحت فالشعب قدم مايكفي من صبر وتبرع بالأرواح ومازال يقدم !! طيف أخير: ولا تدري ياوطني ، لعلهُ اختبار طويل مؤلم، وبعده فرج كبير من الله
صحيفة الجريدة