المجتمع الدولي مرة لصا ومرة قاضيا
محجوب مدني محجوب
لا يمكن بحال من الأحوال أن ينسى الشخص نفسه، فيقول علنا أنه لا يستسيغ الشاي إطلاقا ولا يستطيع أن يبلع منه نقطة، وما أن تمضي أربع وعشرون ساعة وفي مناسبة أخرى يظهر فيها الشاي كأفضل مشروب وما أن يلتف حوله الشخصيات المهمة جدا (vip) إلا ويخلف ذات الرجل رجله ويطلب كاسا من الشاي؛ لأنه من أكثر الناس الذين يقدرون هذا المشروب.
من يظن أنه يستطيع أن يكون حاضرا في كل المواقف، فهو ليس مغفلا فقط بل مخبولا، فالذي يريد أن يكون زعيما في المسجد فقطعا سوف يكون منبوذا في الحانة بل لا أحد ينظر إليه.
فالذين يهاجمون أمريكا ويعتبرونها عدو السودان الأول سواء في ضعفه أو قوته فلا يأتون في يوم ويحتفون بقربها منهم وبقبولها بهم.
فالحية هي الحية سواء لدغت أو لم تلدغ.
قبول أمريكا واعترافها بحكومة ٢٥ أكتوبر ينبغي ألا يكون له أي أثر على هؤلاء.
يتبغي أن يستمروا على ذات موقفهم.
ينبغي أن يكون موقفهم ثابتا ويقولون أمريكا هي أمريكا سواء رضت أو غضبت سواء أدبرت أو أقبلت.
من يظن أن السياسة لعب على الكل، فهو لا يختلف عن العملاء سوى في اختلاف الأسماء فقط أما الممارسة والنتيجة فهي واحدة لا فرق بينها.
هذا الموقف المزدوج لهؤلاء مع أمريكا ليس غريبا، فهو يشبه كل مواقفهم الأخرى.
فأمريكا حينما تدبر عنهم وتحاربهم، فهي عدو الإسلام وعدو الأوطان.
وحينما تفتح لهم أبوابها فيهللون ويفرحون بأنهم كسبوا الرأي العام العالمي.
وبالأمس ألم يكن رأيا عالميا؟!
إن استولوا على السلطة فلا هم لهم سوى بالسلطة والثروة، وإن سحبت عنهم ناحوا وبكوا على المواطن وعلى الثروات التي تسرق وتنهب.
إن استولوا على السلطة، فما الانتخابات والديمقراطية إلا شيطان جاءنا من أبناء الفرنجة.
وإن ضاعت السلطة من بين أيديهم، فلا حل لهذه البلد سوى الانتخابات وصناديق الاقتراع.
حسنا.
ألم تجلسوا في الحكم ثلاثين سنة لماذا لم تتذكروا هذه الانتخابات؟
بل هؤلاء الكائنات الغريبة تذهب أكثر من ذلك إذ يتشددون ويرفعون أصواتهم بأن الخروج على الحاكم فتنة ما بعدها فتنة.
والصادق المهدي ليس في نظرهم حاكما انقلبوا عليه.
وحمدوك جاء به العملاء وأصحاب الجوازات الأجنبية.
على من يلعب هؤلاء؟
فمرة أمريكا عدو لدود ومرة أمريكا تدعم الخطوات التصحيحية.
ألم تقولوا أن أمريكا هذه تذهب خلف مصالحها؟
لماذا لا ينطبق هذا القول على زيارة الفريق البرهان إلى أمريكا؟
لملذا لا تقولوا أن أمريكا لا تريد أن تخسر السودان ليس بسبب تصحيح مساره، وإنما بسبب أن الحرب الروسية قسمت العالم إلى نصفين، وبالتالي لا تريد أمريكا أن تخسر السودان تحت أي ظرف؟
تبا لكم لا ممارسة سياسة تجيدون ولا على قيم إسلامية تحافظون؟
حقيقة:
من انتم؟؟؟؟
صحيفة الانتباهة