سوداني يكتب: رسالة لاخوانا الشعب المصري الكريم
لا يخفى عليكم ظاهرة توافد اخوتكم من السودان في السنين الاخيرة خاصة بعد الثورة في شكل جماعات وبصورة مستمرة ومتزايدة كل يوم و ذلك الامر إقتضته الظروف السياسية المعقدة التي إنعكست على احوال البلد الاقتصاديه والاجتماعيه فهذه ظروف طارئة تحدث في كتير من المجتمعات والدول كما نجدها في السودان على وجه اوضح حيث يعتبر السودان اكبر قطر افريقي استقبالا للاجئين بسبب ظروف طبيعيه او سياسيه انعكست على احوال تلك الشعوب الامر الذي جعل حركة النزوح والهجرة الى السودان امراّ متزايدا خاصة ان السودان يجاور ثمانية دول بإستثناء مصر وليبيا كلها بها ظروف جعلت ارتال من المهاجرين واللاجئين تختار السودان وجهة لها حيث إمتلأت معسكرات الامم المتحدة بهم وفاضت لتنتشر في انحاء السودان..هذه الافواج من البشر من تلك الدول لم تأت للسودان عبطاّ بل لأن شعب السودان مضيافاّ بطبعه و متسامحاّ بقيمه و كريماّ يقاسم الدار و اللقمه وجرعة الماء و العلاج وكل الخدمات العامه دون ازدراء او منٍّ او أذى او تجريح وإساءة بل تملكوا العقار وامتهنوا الصنع والتجارة فأصبحوا جزء من نسيج المجتمع السوداني ومجال انشطته التجارية والخدميه دون مضايقات او فرز.
اخوتنا المصريين يجب أن تستحملونا لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا لأن ما حدث ويحدث من نزوح وسفر الى مصر أمراّ لم نألفه مطلقا من زمان بل كان السودانيون الذين يسافرون لمصر إما للدراسه او العلاج او السياحه فلم نسمع بهجرة وإستقرار في مصر إلا في العقدين الأخيرين و ذلك للظروف السياسيه والتي إنعكست بظلالها على الحاله العامه للمجتمع السوداني ليس في مصر فقط بل أكاد اجزم لك ان السودانيين منتشرين في كل قارات العالم ومعظم دوله، لكن مصر لها وقع خاص في نفوسنا كونها الأقرب لنا وجدانياّ و جغرافياّ بل و جينياّ حيث بيننا المصاهرة وقرابة الدم لذلك مصر هى الوجهه الانسب مجبرين في ظل الظروف الاستثنائيه التي يعيشها شعب السودان الطيب والذي إنتشر في بقاع الارض طالبا العيش الكريم وليس مستجديا علّ وعسى تنقشع تلك الظروف قريبا وتعود الطيور الى وكرها العزيز فيصبح الامر ذكرى مُرّه.
الاخوة المصريين المستاؤون من وجود السودانيين في مصر بالشكل الحالي بسلبياتهم وايجابياتهم يجب ان يفهموا ان هؤلاء السُمر الطيبون جاؤوا بمالهم و زادهم و خبراتهم وجهودهم فمنهم من تقطعت بهم السبل و ضاقت عليهم الحياه بأقدارها فإنقطعوا فعاشوا المسغبه و المعاناه كلهم ينوون الرجوع لوطن العزة والكرامه حال انصلح الحال هناك…
تذكروا اخوتنا المصريين المستاؤون ان حركة سوق العقار في مصر في العقدين الاخرين نشطت بفعل السودانيين من داخل السودان و الذين هم منهم في دول المهجر فتملكوا العقارات واستفاد اصحابها..و إستأجروا الشقق فنفع الله بهم الاسر مُلّاك هذه العقارات…انتعشت حركة التجاره والصناعه وسوق الشحن والسفر ، فأسألوا أصحاب هذه المجالات ليشرحوا لكم كيف حالة الانتعاش التي أحدثها التواجد السوداني في مصر بغض النظر عن الظواهر السالبة التابعه لذلك التواجد .. السوق السوداني ملئ بالمنتجات المصريه والتي طغت نوعا وكما على المنتج الوطني في اسواق السودان..فأسأل اصحاب المصانع والمزارع والمستشفيات والفنادق وسوق الشحن في مصر لتتفاجأ بأن اكثر جاليه دعمت الاقتصاد المصري بصورة عامه هي الجاليه السودانيه..فلا تحكموا بمن هم في ميادين وسط البلد وقهاويها بلا مهن واضحه ، بل تذكروا ان افخم الاحياء والمجمعات الراقيه لا تخلوا من السودانيين أصحاب عقارات بل ومصانع وفي كل انحاء الجمهوريه.
التحيه للشعب المصري الشقيق المضياف… كيف لا و مصر ما زالت هي ام الدنيا وان اقرب الوشائج هي بين الشعبين على امتداد النيل..
نسأل الله أن يكشف عن سودانا الغُمه ويبسط عليه الأمن والرخاء.
(عصام أحمد هبّاني)