هاجر سليمان: (دحيشات) و (جريوات)
الحكاية بدت من يوم بقينا نشترى اللحمة بـ (المسكول) بعد ما كنا بنشتريها بالكيلو، والله يجازى الكان السبب، ومن يومها تسأل اى زول الكبير والصغير، الحاجة والشافع، المرأة والراجل، تقول ليهم كيف احوالكم ولا وين انتو ما ظاهرين؟ ويجيك الرد سريع سريع وتسمع عبارة (والله جرى شديد) الجرى ده ما معروف ليهو اول ولا آخر، وفى النهاية طلعنا بناكل لحوم (حمير) و (جريوات)، وواحد قال لى أتاريهو الاقاشى ده طاعم جنس طعومة، قلت ليهو كيف ما يكون طاعم يا صاحبي يكون ده بتاع (دحيشات) صغار ولا (جريوات)، والعجب لمن تكون ماكل ليك اقاشى من لحمة حمار مكادى بعد فترة دمك زاتو ببقى تقيل، وتبقى كسلان و (حارن) كان دقوك ما بتحرك ساكن، معقولا لكن؟
آهااا البيحصل لينا ده كلللللو من شنو؟؟ من ضيق المعيشة واللهث وراء تكوين الثروات بدون مراعاة لمشروعية العمل ونوع الكسب، وكل زول عايز يغنى بين يوم وليلة حتى ولو على حساب الاخرين لكن آآه وين يااااااا، الشرطة لكم بالمرصاد.
من الطرائف حكى ظريف المدينة انه ذهب الى مطعم وقام بشراء وجبة شاورما وتناولها باستمتاع بالغ، وكان متعجباً من حكاية اللحم الكتير فى العيشة والسعر الرخيص، واثناء الاكل شعر بـ (عشراقة) والتفت لبتاع الكاشير وقال ليهو الاكل نط لى فى حلقي!! وبظرافة بالغة جاوبه الكاشير بسرعة: (هو نط فى الحيطة ما ينط ليك فى حلقك !!)، يعنى شنو الشغلة كانت لحم (كديس) وكديس سمين كمان.
طبعاً ما قلناه لا ينطبق على جميع المطاعم، لان هنالك من اصحاب المطاعم من يخاف الله ويأكل من حر ماله وبحلاله ويكسب بعرق جبينه، لذلك هؤلاء مستثنون من القاعدة، وسط انعدام الضمائر والذمم الذى اصبح فى كل مكان، ولكل قاعدة شواذ، وربما معدومو الضمير فئة قليلة لا يجب ان تحسب على الباقين.
لكن انا السؤال المحيرنى يا اخوانا انتو ما ملاحظين ظاهرة اختفاء الكلاب فى الشوارع؟ وبقت الشغلة ما زى زمان ولا ديل عندهم زبائن آسيويين براهم؟!
الكلاب الضالة تناقصت اعدادها، وحتى الحمير الضالة بقت ما زى زمان، وقبل فترة كنت متابعة حمارين مترافقين واحد منهما مصاب بـ (جرب) والتانى ساقو مكسورة، ويبدو ان صاحبيهما قررا الاستغناء عنهما فتركوهما للرعى فى الشارع والطرقات، وكانا طيلة النهار يسيران ويتآنسان ويهنقان مع بعض ثم يتناولان طعامهما مع بعضهما، وتجدهما يمارسان عادتهما فى عرك جلدهما مع حوائط الحى بطريقة أغضبت سكان الحى، لدرجة انهما يتعرضان للطرد فى كل يوم ويعودان فى اليوم التالى، ولكن فجأة كده اختفيا الاثنان فى ظروف غامضة ولم يعثر لهما على اثر، بل اصبح الناس الذين كانوا يشعرون بالاستياء منهما يتساءلون عنهما دون جدوى.. أتاريهم راحوا شمار فى مرقة، يا ربي اتعملوا شنو اقاشى ولا دمعة ولا شاورما ولا سووهم شنو؟؟
كسرة:
البركة في الشرطة وحملاتها البتخلينا نعرف حقيقة بعضنا، ويا رب تدوم الحملات دى كل يوم وفى كل مكان، عشان الواطة تنضف وعشان ناس المطاعم الببيعو الاقاشى الاصلى يسترزقو.
صحيفة الانتباهة