عالمية

هل يتحول تيك توك إلى غوغل الجديد لجيل زد؟

سلط موقع ”يو إس إيه توداي“ الأمريكي، الضوء على التفضيل المتصاعد بين ”جيل زد“ لإجراء عمليات البحث على موقع تيك توك الشهير للفيديوهات القصيرة بدلاً من موقع عملاق البحث غوغل. ويعنى بـ“جيل زد“ الجيل الذي يلي جيل الألفية، ويتكون عموما من مواليد منتصف التسعينيات إلى منتصف العقد الأول من الألفية الثانية، ويتميز أفراد هذا الجيل ببراعتهم في استخدام التكنولوجيا والإنترنت. واستشهد الموقع بحالة آشلي ستورينو، التي قال إنها تعرف أن عمليات البحث على تيك توك أولا هي من ستحقق لها النتائج المرجوة؛ على سبيل المثال إذا أرادت شراء زوج من الأحذية أو الحصول على توصيات لكتب معينة.

وقالت ستورينو إنها تقوم بفتح تيك توك أولا، حيث لا توجد روابط زرقاء والإعلانات التجارية وصفحات نتائج البحث المرهقة كما هو الحال مع غوغل، وبعد ذلك تستعرض نتائج بحثها عبر مقاطع الفيديو الواحد تلو الآخر، ثم تتحقق من محتوى الفيديو عبر تعليقات الجمهور للتأكد من موثوقية المعلومات الواردة في المقطع. وأضافت أنها بعد أن تحدد هدفها بالضبط وتلم بكافة التفاصيل حول المنتج المراد شراؤه تذهب إلى غوغل للبحث عن المنتج بشكل محدد. وقالت: ”لنفترض أنني أريد العثور على أفضل نوع ماسكارا، كنت في السابق استخدم غوغل وكانت النتائج تعج بالكثير من المدونات والمقالات والقوائم على شاكلة أفضل 10 منتجات“. وذكرت: ”بصفتي شخصًا عمل في مجال التسويق والعلاقات العامة، أعرف أن الكثير من هذه القوائم غالبًا، إن لم يكن دائمًا، متأثرا بأطراف خارجية أو علامات تجارية تحاول الترويج لمنتجات في هذه المقالات والقوائم“.

وعقبت: ”الآن أنتقل إلى تيك توك للحصول على تقييمات صادقة من أناس حقيقيين. يمكنني البحث عن ماركة ماسكارا وهناك (على تيك توك) يمكن العثور على كل هؤلاء الأشخاص الذين أجروا مراجعات كافية لتلك المنتجات“ وإضافة لمنتجات التجميل، يقول الموقع الأمريكي، إن ثمة عددا متزايدا من الشباب أصبح يستخدم تيك توك، للعثور على أماكن مناسب وجديدة لتناول الغداء أو مشاهدة فيلم أو التخطيط لقضاء عطلة نهاية الأسبوع أو شراء ملابس جديدة. كما أصبحوا يعتمدون على تيك توك للحصول على إجابات لأسئلة، كانت من أساس عمليات بحث غوغل، مثل النصائح الصحية أو نظام العناية بالبشرة. وفي هذا الصدد قالت ”جينا درينتن“، أستاذة التسويق المشاركة في جامعة ”لويولا في شيكاغو“: ”يتحول المستهلكون إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا تيك توك، لأنها تبدو أكثر واقعية“.

وأضافت أن ”غوغل مغمورة بشكل لا يصدق باقتصاد الإنترنت اليوم. ومليئة بالمحتوى“. ووفق ”يو إس إيه توداي“ وجدت دراسة أجريت بتكليف من شركة غوغل عن المستخدمين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، أن ما يقرب من 40% يستخدمون تيك توك أو إنستغرام للبحث عبر الإنترنت. واستشهد الموقع بما قاله ”برابهاكار راغافان“، الذي يدير مؤسسة المعرفة والمعلومات في ”غوغل في هذا الصدد في يوليو الماضي. وقال راغافان: ”نستمر في التعلم، مرارًا وتكرارًا، أن مستخدمي الإنترنت الجدد ليس لديهم التوقعات والعقلية التي اعتدنا عليها“. من جانبها قالت، ناتالي بنينجتون، أستاذة الاتصال في جامعة نيفادا، لاس فيجاس، إن هذه العادات المتغيرة بين المراهقين والشباب تشير إلى تغيير كبير في الأجيال. وتابعت، مع وجود العديد من مقاطع الفيديو التي تقل مدتها عن دقيقة واحدة: ”يمكنني استهلاك هذه المعلومات والمضي قدمًا بسرعة“.

مزمز