المقداد خالد: عن السوداني واستقلالية القرار والتفكير !
● لو سألتني أكتر حاجة محتاجاها بلدنا ومحتاجها الإنسان السوداني عشان يتعافى من مشاكلو دي حأقوليك (المقدرة على استقلالية التفكير واستقلالية القرار) .. صدقوني يا جماعة أغلب مشاكلنا كلها (سواءً العامة في المجتمع أو الخاصة بيك على مستواك الشخصي) بترجع للمشكلة دي .. نحن مريضين بحاجة اسمها (التبعية) .. بنعشق اننا نكون تابعين .. بنعشق إننا نقفل مخنا ونشوف (اهلنا/اصحابنا/جماعتنا/اصدقاءنا في الفيس) بقولوا في شنو وبعملوا في شنو ونقول زيهم ونعمل زيهم .. واحسن زول فينا تلقاو بقدر يشغل مخو براو لكن في النهاية ما بقدر يقرر براو .. ما بقدر يقرر بعيداً عن تأثير المحيط الحولو .. فبقت تشغيلة مخلو دي أخير عدما لانو ما منها فايدة 😂 .. ما بقدر يخالف الناس الحولو حتى في أبسط الحاجات .. ما بقدر يكتب ليو بوست في الفيس ساي بعيداً عن تأثير الناس الحولو .. تلقاو ماشاء الله زول smart في اي شي وعندو مقدرات أكاديمية وفكرية لكنه تعبان جداً و(ضعيف) بكل ما تحمله كلمة الضعف من معنى تجاه المجتمع والبيئة الحولو .. تلقاو طوالي إما بكرر في سلوك الناس الحولو وماسك في ضنبهم ولافي معاهم أو تلقاو ضحية لرغباتهم وتصوراتهم أو راكب الموجة .. المهم في النهاية ما بيعدو كونو اتأطر بالإطار الرسموهو ليو واتكبل تماماً بكل هوان وضعف .. ولأنو المسكين ما قادر يتحرر من الحاجة دي فبضيع مصلحتو وراحتو وسعادتو وكمان بأطر مقدراتو وطاقاتو في إطار محدد بس رسموهو ليو والأسوأ من دا كلو إنو بضيع إستقلاليتو البتفرض وزنو الحقيقي وقيمتو وهويتو المستقلة .. أنا بصراحة ومعاي كتار من الربنا رحمهم من العذاب دا (واظن أي زول ربنا أنعم عليو بتفكير مستقل وقرار مستقل) ما بنقدر نحترم ونقدر الزول المامستقل في تفكيرو .. ممكن أحترم وأقدر المختلف معاي في الفكر والسلوك والثقافة وطريقة التفكير وأي شي مهما كان حجم الاختلاف بس أهم حاجة يكون زول مستقل (عشان أقدر اعتبر انو القدامي دا زول) عشان أقدر أديو اعتبار وزن من الأساس أما الزول الضعيف تجاه المجتمع الحولو فدا ما بقدر أقدرو نهائي ، مهما أحاول أتفكر في حاجة تخليني اقدرو ما بلقى .. لأنو دا زول (مرهون) ما زول كامل .. فلازم تقوم تشوف المجتمع الهو بتأثر بيو وتتعامل مع المجتمع دا ما تتعامل معاو هو !
المرض المنتشر بينا دا أثر على أي شي في واقعنا.. على التركيبة السياسية والثقافية والاقتصادية برضو (تأطير أنماط العمل والانتاج والاستهلاك) وبرضو التركيبة المجتمعية (العادات والتقاليد الضارة والمفاهيم البليدة الرائجة).. المرض دا قتل الابداع في نفوس معظم الناس .. والأسوأ إنو قتل فيهم السعادة لأنو أثر في تخطيط الانسان على مستواه الشخصي وقرارتو الحياتية الممكن تحقق ليو سعادتو .. وقتل فيهم السعادة لمن قتل فيهم الراحة والحرية والصدق والوضوح والرضا والثقة بالنفس وكل المعاني المرتبطة بالاستقلالية عن أي تأثير بشري خارجي.
ربنا اتكلم عن المرض دا كتير لأنو دا بقتلك وانت حي .. ما حتقدر تصل لربنا وأنت عبارة عن تابع .. عبارة عن زول ميت ما عندك روح مستقلة ممكن تفكر وتقرر وتعمل بعيد عن أي شخص .. حتى لو كنت صالح في ظاهرك فانت في الحقيقة بدون ما تشعر صالح عشان الناس الحولك صالحين ما عشان دا تفكيرك وقرارك المستقل .. فدي حاجة ربنا ما بقبلها منك .. ربنا عايز منك روح مستسلمة ليو وقلب خاضع ليو ما عايز الظواهر والعبادات دي في نفسها (لأنها ممكن تكون عبارة عن لايف استايل مشيت فيو عشان اتأطرت فيو بدون ما تشعر) .. عشان كدا ربنا قال “لن ينال اللهَ لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم” والتقوى محلها القلب زي ما قال النبي (عليه الصلاة والسلام) .. وعشان كدا ربنا قال : “بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون * وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قريةٍ من نذيرٍ إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مقتدون” وقال : “أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا” .. وغيرها من الآيات في السياق دا .. وعشان كدا النبي (عليه الصلاة والسلام) روي عنه (باسناد فيه ضعف ولكن صح موقوفاً على ابن مسعود) : “لا يكن أحدكم إمعة، إن أساء الناس أساء وإن أحسنوا أحسن”
نصيحة ذهبية ليك ختها دوماً قدام عينيك : قبل ما تتخذ أي قرار/خطة/مشروع/فكر/رأي في حياتك .. راجعو تاني وتالت ورابع راجع فيو حتة إنو ممكن يكون القرار دا عبارة عن تأثير البيئة الحولك .. ومتى ما حسيت كدا وقف طوالي عن اتخاذ القرار دا وحاول أول انك تتغلب على تأثير كلام الناس فيك ومن بعدها فكر تاني في القرار المناسب شنو.
المقداد خالد