الحرية والتغيير .. هل (يفوتها) قطار جبريل؟
لايزال الوضع السياسي في السودان في حالة أزمة ولازالت قوي الثورة تسعى جاهدة لتحقيق مطالبها في السلام والحرة والعدالة في ظل اختلافات بين القوى المدنية رغم إعلان القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان بالانسحاب من العملية التفاوضية ودعوته للأحزاب بتكوين حكومة اتفاق وطني.
وبالرغم من الوساطات والمبادرات التي عمت الساحة السياسية إلا أن الأوضاع لم تتغيَّر بعد، مما يفتح الباب واسعاً أمام كل الاحتمالات.
اتهامات جبريل
وكان وزير المالية جبريل إبراهيم، اتهم قوى الحرية والتغيير”المجلس المركزي” بالاعتماد على الأجنبي لفرض أجندة على المجتمع السوداني، وقال في تصريحات له أمس الأول: إن مركزي التغيير يسعى إلى إقصاء القوى السياسية واحتكار السلطة، ووصف سعيهم بـ”وهم كبير”.
وقال جبريل إبراهيم بحسب (الانتباهة) على قوى المركزي أن يكونوا أكثر واقعية قبل أن يفوتهم القطار.
وفهم مراقبون من تصريحات جبريل إبراهيم، إن إجراءات مرتقبة ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة وهذا ما أشارت إليه قوى الحرية والتغيير الميثاق الوطني حينما صرحت قبل أيام أن البرهان سيصدر خلال الأيام القادمة قرارات لكنها لم تكشف عن ماهية تلك القرارات كما المح ضابط عسكري بوجود ساعة صفر.
ازدياد الأزمة
يرى مراقبون بأن التشاكس، وإطلاق التصريحات والرد عليها لن يفيد بشئ ولغة الاستعلاء والاتهامات -أيضاً- وعدم تقبل الآخر لها دور كبير في ازدياد احتقان الموقف، فيما يرى آخرين بأن المجلس المركزي ارتكب أخطاء في حق الثورة بعد انسحاب العديد من الأحزاب منه خصوصاً هناك من ينظر إليه بأن التاريخ تجاوزه، ولابد من التغيير، لأن بعض المواقف الرمادية لاتفيد.
أجندة خارجية
قال د. عبدالرحمن أبوخريس، أستاذ السياسات الخارجية في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية في حديثه لـ(الصيحة): إن الحرية والتغيير منذ مرجعيتها الأولى جاءت بأجندة خارجية دعت إلى العلمانية والتطبيع مع إسرائيل والكثير من المواضيع، لافتاً بأن الخط السياسي للحرية والتغيير جاء بتغيير المفاهيم السودانية بأجندة خارجية، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة) بأن حديث وزير المالية د. جبريل إبرهيم، ليس بجديد، لقد تمت رؤيته عملياً وتم تطبيقه بجانب تغيير القوانين، منوِّهاً إلى أن الإقصاء كان حاضراً منذ التوقيع على الوثيقة الدستورية ولم يتم التوسع في مناقشتها آنذاك فالأنانية كانت حاضرة، وأكد أبوخريس، بأن على الحرية والتغيير الاستفادة من التجارب والابتعاد من تنفيذ الأجندة فالأخطاء السابقة كانت نتيجتها حكومة فاشلة فسقطت فعليها مراجعة المواقف السابقة لتسهيل المسار وجمع الصف عدا المؤتمر الوطني بتكوين جبهة مدنية عريضة.
حالة ركود
قال المحلِّل السياسي علي شرف الدين، خلال حديثه لـ(الصيحة) بأن العملية السياسية في البلاد في حالة ركود منوِّهاً بأن الاتهامات التي أطلقها جبريل، ليست جديدة، بل كثير من القوى السياسية التي انسحبت من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وجهت انتقادات واتهامات للمجلس بتنفيذ الأجندة الخارجية والانحراف عن ما جاءت به ثورة ديسمبر ولفت شرف الدين بأن لازال هناك متسع لتراجع كل القوى السياسية بما فيها الخارج منظومة قوى الحرية والتغيير مراجعة مواقفها واللحاق بقطار التغيير المتوقف الآن لاتفاق القوى المدنية للتشاور لاختيار رئيس وزاء وحكومة مدنية والتوافق على خارطة طريق مكتملة لاتجد الرفض، وأضاف بأن بعض القوى السياسية تحاول أن تعمل على تنفيذ أجندة خارجية والبعض الآخر يمارس عملية الإقصاء والانفراد بالسلطة وهذا لا يجدي نفعاً، بل يجعل الأمور معقدة منبِّهاً بأن لابد من الالتفاف حول الوحدة ومع ما يتماشى مع الثورة لإنتاج مشهد جديد يؤسس لدولة مدنية.
الخرطوم- آثار كامل
صحيفة الصيحة