(البرهان والأزمة السودانية) .. الخيارات المتاحة
بعد انتهاء المهلة أو المدة التي حددتها الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ، للقوي السياسية والأطراف السودانية ولجان المقاومة للتوافق على تشكيل حكومة مدنية لإدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات، برزت ثمة تساؤلات عن ( ما خيارات البرهان لتجاوز الوضع الراهن) بعد تأخر وصول القوي السياسية لتوافق، وتأخر الالية الثلاثية في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السودانية…؟
.. هل سيدعو الي انتخابات مبكرة .. وهل سيتجاوز القوي السياسية ويشكل حكومة مدنية مؤقتة لإدارة الفترة الانتقالية.. ام ماذا.؟
يري خبراء ومحللون سياسيون وقوي سياسية، أن أمام البرهان خيارين لا ثالث لهما سوي الفوضى، فالخيار الأول بقاء الوضع الراهن بالبلاد علي ماهو عليه من اضطراب سياسي وانسداد لينحاز بذلك لقوي الحرية والتغيير التى تتبني استراتيجية عدم الاستقرار السياسي ورفض التوافق، والخيار الثاني الاستجابة للأغلبية التوافقية بتشكيل حكومة مدنية لإدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات، وإلا ستدخل البلاد في دوامة الفوضى، بينما أبدت قوي سياسية تخوفها من سعي البرهان الي الحكم بحجة فشل القوي السياسية في التوافق ويتم تطبيق النموذج المصري الذي يحكم بموجبه المشير عبدالفتاح السيسي مصر الآن.
خيارات البرهان
ويري الاستاذ حسن رزق رئيس التيار الإسلامي العريض، أن هنالك العديد من الخيارات المتاحة أمام الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس مجلس السيادة لتجاوز الوضع الراهن بالبلاد، وقد تسلمها كمبادرات، وأصبح القرار عنده لحل الأزمة السودانية.
واضاف رئيس التيار الإسلامي العريض: أمام الفريق أول عبدالفتاح البرهان، خيار تجميع المبادرات المطروحة أمامه واختيار أفضل ما طرحته من حلول للأزمة السورية السودانية مع مراعاة وزن كل مبادرة ومن هم خلفها وتاثيرها علي المشهد السياسي، والخيار الثاني الانحياز إلى مصلحة الوطن وتشكيل حكومة تكنوقراط لإكمال مهام الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات ، والبعد عن ضغوط الرباعية الدولية أو الآلية الثلاثية، حتى لا يواجه بضغوط داخلية وحراك جماهيري يغير الأوضاع السياسية بالبلاد، بحدوث انقلاب عسكري، بدأت بعض القوي السياسية. تهيئ له الملعب بحديثها عن شرفاء القوات المسلحة ومغازلة الدعم السريع ليدعم الانقلاب، بجانب رفضها تماما للجلوس مع القوي السياسية الأخري للتوافق على حل سياسي للأزمة السودانية، فضلا عن الدعم الخارجي لهذه القوي السياسية الرافضة للحوار الوطني الشامل والساعية للحكم بدون انتخابات و هيكلة الجيش.
نموذج السيسي في مصر
وتسأل رزق رئيس التيار الإسلامي العريض، هل البرهان يريد الحل.. أم يريد أن تفشل القوي السياسية ويحكم هو علي غرار التجربة المصرية، التى أصبح بموجبها عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر.
واضاف: الخيارات المتاحة أمام الفريق أول عبد الفتاح البرهان كثيرة لتجاوز الوضع الراهن بالبلاد والقرار بيده وحده الآن.
ثلاث خيارات أمام البرهان
وفي السياق ذاته يري المهندس عبدالله مسار القيادي بتحالف الحراك الوطني، أن القوي السياسية لن تصل لتوافق.
واضاف : امام البرهان ثلاثة خيارات للخروج من الأزمة السودانية، الأول تعيين حكومة تكنوقراط خارج إطار القوي السياسية ، والثاني تكوين مجلس عسكري ومعه حكومة تكنو قراط، والخيار الثالث عقد مؤتمر حوار ، ويأخذ قرارات بمن حضر.
حقيقية الأزمة السودانية
لكن الدكتور حسن الساعوري المحلل السياسي والاستاذ بالجامعات السودانية، تري أن الأزمة السودانية، ليست في الخيارات المتاحة أمام الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، أو المبادرات المطروحة لحل الأزمة السياسية، وانما حقيقية الأزمة السياسية تكمن في أن مجموعة محدودة لا تريد التوافق مع القوي السياسية السياسية الأخرى والجلوس معها لإيجاد حل سياسي للأزمة السودانية وهؤلاء يمثلون قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي والحزب الشيوعي وبعض البعثيين والناصرين والذين يرفضون مبدأ التوافق مع الآخرين، وبالتالي اخرجوا أنفسهم من دائرة الفعل السياسي الديمقراطي، خاصة وان الذين يتبنون الفعل السياسي الديمقراطي لا يرفضون الجلوس مع الآخرين علي مائدة الحوار الوطني الشامل لإيجاد حل سياسي للأزمة السودانية.
خياران فقط لا ثالث لهما
واكد دكتور حسن الساعوري ، أن أمام الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة خياران فقط لا ثالث لهما لتجاوز الوضع الراهن بالبلاد وتجنب الفوضى.
واضاف دكتور الساعوري: الخيار الأول الاستمرار في الوضع الراهن من اضطراب وعدم الإستقرار السياسي، وهو خيار واستراتيجية تتبناها قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي والشيوعي والبعثيين والناصريين، فهم يريدون سودان غير مستقر لتحقيق مصالحهم بالحكم بدون انتخابات ، ويعملون على تحريك الشارع والقوي الدولية لتحقيق مصالحهم، وبالتالي بامكان البرهان الخضوع لاصحاب هذه الاستراتيجية.
واضاف: أما الخيار الثاني يكمن في الانحياز إلى الأغلبية التوافقية من القوي السياسية ويقوم بتشكيل حكومة مدنية لإدارة الفترة الانتقالية وإجراء انتخابات، وهذان الخياران المتاحان أمام الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وإلا ستنجرف البلاد نحو الفوضى والاضطرابات وهذا يخدم أصحاب استراتيجية عدم الاستقرار والرافضين للجلوس على مائدة الحوار السوداني
تقرير: ST