محمد عبد الماجد يكتب: نفس أعراض المرحوم
(1)
أنصح حكومة الانقلاب البحث عن مخرج آمن قبل اكتوبر القادم – لن تصمد الحكومة بعد اكتوبر القادم، فنحن قادمون على تواريخ تحرك الحجر.
اني لكم من الناصحين.
في اكتوبر القادم سوف تمر ذكرى ثورة اكتوبر المجيدة – 21 اكتوبر وكلكم يعرف قوة تأثير هذا التاريخ على الشعب السوداني – كل الثورات السودانية بدأت من هذا التاريخ.
بعد 21 اكتوبر سوف تأتي الذكرى الاولى لانقلاب 25 اكتوبر التاريخ الذي اوردنا الى تلك المهالك، ثم نوفمبر وما فيه من حراك، ثم ندخل بعد ذلك الى شهر ديسمبر وتاريخ ميلاد ثورة ديسمبر المجيدة في 19 ديسمبر .. وتمضي الايام الى 25 ديسمبر ثم ذكرى الاستقلال المجيد – كل هذه التواريخ تواريخ (ثورية) مشتعلة.
البلاد موعودة بموسم ثوري حافل – ان شاء الله يقضى لحكومة مدنية تحقق تطلعات ورغبات الشارع السوداني.
الاعراض التى يعاني منها النظام الحالي هى نفس الاعراض التى كان يعاني منها النظام البائد وهو في اخر ايام.
(2)
قرأت خبراً لوزير المالية والتخطيط (اللا اقتصادي) الدكتور جبريل ابراهيم يتحدث فيه عن تراجع الثورة السودانية في الشارع السوداني وعن انكماش الاحتجاجات الشعبية، تذكرت بعد قراءة هذا الخبر اخر وزير للإعلام في العهد البائد حسن اسماعيل عندما كان يطل في الفضائيات العربية بربطة عنق حمراء وهو يتحدث عن (انحسار) المواكب الشعبية وتراجعها – كان حسن اسماعيل يجادل على ذلك جازماً، وكان يتبعه (الخبراء الاستراتيجيون) الذين لم يكتب الله لهم شيئاً من الخبرة إلّا انحسار (الشعر) من الرأس وانتشاره في الفك الاسفل.
جبريل ابراهيم يتحدث عن انحسار الثورة السودانية وهو لا يعلم ان عدد الشهداء ارتفع الى (117) بعد قرارات 25 اكتوبر.
نقول لجبريل ابراهيم ان (الانحسار) الذي يتحدث عنه قد حدث فعلاً – لكنه حدث في (الحكومة) – فانا لم اشاهد حكومة بهذا (الانحسار) حتى في اواخر ايام العهد البائد.
لا وجود للحكومة في الوقت الحالي – احداث ولاية النيل الازرق تؤكد ذلك – بل ان احداث الغلاء والتفلتات في ولاية الخرطوم هي اكبر شهادة على انحسار الحكومة وعدم وجودها من الاساس.
(3)
في قريتنا كان الجميع يتحاشى (عبدالسميع) عندما يزور المريض، فقد كان عبدالسميع اذا زار مريضاً، يختار ان يجلس جوار (ترمسة) الشاي، والتى كان متى ما عصرها قال بصوته الاجش : (فاضية)!! والحسرة تغطي ملامح وجهه.
عبدالسميع كان أي مريض يعوده يسأل عن حالته ويستفسر عن الاعراض التى يعاني منها ثم يقول بنفس الصوت (الاجش) الذي حدثتكم عنه : (نفس اعراض المرحوم)، يقول ذلك وهو (متحسر) كما كان يفعل مع (ترمسة الشاي) الفارغة . ثم يمضى عبدالسميع بعد ذلك من المستشفى وهو يضرب كفاً بكف (متحسراً) ، وما ان يسأل عن حالة المريض إلّا قال : (تعبان والله.. لو لغاية الجمعة ما جاتو حاجة.. بمرق منها)… الحسرة هنا كانت تبلغ عنده اقصى درجاتها.
الغريب ان المريض لا ينتظر (الجمعة) التى حددها عبدالسميع ، فقبل ان تأتي يصبح المريض (مرحوماً).
الحكومة الحالية الآن تعاني من نفس اعراض (المرحوم).. هذه الاعراض هي اعراض النظام البائد عندما كان في ايامه الاخيرة.
لم يتبق غير تحديد (الجمعة) الاخيرة للحكومة!!
(4)
بغم |
يمكن ان يكون المتضررون والمنكوبون من فتح المدارس اكثر من المتضررين والمنكوبين من الامطار و السيول والفيضانات.
اغيثوا اولياء امور التلاميذ.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة