خارج الإطار: توحيد المبادرات !
امتلأت الساحة السياسية بـ(المبادرات)؛ من مختلف القوى السياسية؛ كل يعرض بضاعته في هذا السوق العجيب.. منذ مبادرة (فولكر- وحوار الآلية).. مروراً بمبادرة (الجد)؛ ثم ظهور تكتلات جديدة؛ بعضها أعلن عنه وبعضه لا زال (طي الكتمان).. وكل طرف من هؤلاء لديه مبادرة أو رؤية للحل تختلف عن الآخر.
هناك مبادرة (الجبهة الثورية).. وأخرى بدأتها قحت (مركزي التغيير) بدار المحامين؛ وأخرى أعلنت عنها (مجموعة الميثاق)؛ وأسمتها (الاعلان السياسي)…. ثم مبادرة للاتحادي الأصل؛ ومثلها للأمة القومي؛ وثالثة ورابعة وووو.. هذا التطاول في طرح المبادرات بلا شك يؤدي الى تباعد (شقة الخلاف) بين المكونات السياسية.
العسكريون أعلنوا قبل غيرهم خروجهم من هذا (المولد)؛ واكتفاءهم باتفاق المدنيين؛ والقوى الثورية؛ على حكومة كفاءات مستقلة تدير دولاب الفترة الانتقالية ريثما يتم تسليمها الانتخابات عامة؛ يقول فيها الشعب كلمته؛ دون مزايدات أو ادعاءات (زائفة)؛ بمن الذي يمتلك الشارع الثوري؛ ومن هو صاحب القاعدة الأضعف.
في ظل هذا الجو المشحون بالخلاف؛ يبقى أي حديث عن (تجميع المبادرات)؛ أو وضعها في اطار مشتركات واحدة.. يبقى هو الحديث (المثمر والمنتج) في ظل الأجواء المشحونة بالخلافات؛ وأي حديث غير(تجميع المبادرات) يكون مجرد (اثارة) للمزيد من الخلاف ؛ ومساهمة لتشتيت (الافكار) وليس تجميعها.
لا يعقل أن تكون الساحة السياسة خالية من (المشتركات) التي يمكن أن تؤسس لوفاق في حدوده الدنيا؛ ومن ثم تشكيل حكومة؛ تنال رضا وثقة الأحزاب والكيانات؛ وتستطيع أن تنهض بالتزامات الفترة الانتقالية وتنقل البلاد لابواب الانتخابات؛ فقد مل المواطن السوداني من هذا الوضع (المأزوم)؛ وضاقت به سبل العيش الكريم.
بالأمس ترأس نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس (اللجنة الثلاثية) للمكون العسكري محمد حمدان دقلو، اجتماع اللجنة مع كتلة التوافق الوطني، وشارك في اللقاء عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، وجاء اجتماع اللجنة فى إطار المشاورات التى يجريها المكون العسكري مع الأطراف السياسية لانهاء الازمة السودانية.
وقال عضو الهيئة القيادية لقوى التوافق الوطني الدكتور عبد العزيز عُشر، عقب اجتماع اللجنة معهم، قال : إن الاجتماع بحث سبل توحيد المبادرات المطروحة على الساحة السياسية، لجهة الوصول لتوافق وطني، يفضي لتكوين هياكل ومؤسسات الفترة الانتقالية؛ مجرد بحث (توحيد المبادرات) المطروحة في الساحة؛ يكون الاجتماع قد وضع يده على التشخيص السليم.
د. عشر ذكر أن الاجتماع تطرق لعدد من القضايا المتصلة بتوحيد الإرادة الوطنية؛ وجزم أن النقاش الذي ساد كان (شفافاً)؛ مشيراً لتأكيد الطرفين على أهمية عنصر الوقت في المرحلة المقبلة لأجل الوصول الى التوافق؛ ويمكننا القول إن اللقاء هو الأول من نوعه الذي يتناول قضيتي توحيد (المبادرات- والارادة الوطنية).
أزمة الساحة السياسية الراهنة هي في غياب (توحيد المبادرات)؛ وغياب الارادة الوطنية كذلك؛ التي ترجح كفة الوطن ومصالحه؛ على مصالح الأحزاب أو الجهويات أو الكيانات.. وهي ذات المعضلة التي ظل يعاني منها السودان طيلة تاريخ الحكم الوطني؛ حيث ترتفع دائماً المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية ولا تجد (الارادة الوطنية) مكانها من الاهتمام.
صحيفة الانتباهة