محمد الأمين .. بالتطوير والتجديد!!
(1)
منذ ظهوره في بداية ستينيات القرن الماضي وحتى اللحظة .. ما زال الموسيقار الكبير محمد الأمين ينتج الأغاني الجديدة.. وحينما أقول جديدة لا أعني أبداً توقيتها الزمني.. ولكني أعني التجديد في قوام وجسد اللحن والابتكار في التراكيب والجمل الموسيقية المتجددة.. لذلك هو رمز للحداثة والنفور من التقليدية.. وسمة التجديد والتطوير والتحديث في الأغاني هي ما جعلته متربعاً على القمة دون تنازل أو انحسار، مما جعله فناناً جاذباً لكافة الفئات العمرية والتي مازالت تتمسّك به كفنان مجدد في الموسيقى وطرائق الأداء.
(2)
ولعل شغف محمد الأمين بالتطوير والتجديد هو ما جعله ذات يوم ينفعل بشكل حاد حينما قال جملته الشهيرة (يا تغنوا إنتو .. يا أغني أنا) وهذه الجملة تعكس بجلاء ووضوح رغبته في التجديد في الأداء والابتكار والارتجال والانفعالات اللحظية لطرد الملل والنمط العادي والمكرر ولعله يتميّز بأنه من أشهر الفنانين الذين لا يخرجون الأغاني الجديدة بسرعة.
(3)
فهو مثلاً استلم أغنية (سوف يأتي) في العام 1968 من شاعرها تاج السر كنه ولم يستمع لها الجمهور إلا في العام 1980 وذات الموقف في أغنية (زاد الشجون) التي استلمها من شاعرها فضل الله محمد وهو طالب بكلية قانون جامعة الخرطوم في الستينات ولم يقدمها إلا في العام 1983 ووقتها أصبح فضل الله محمد نقيباً للصحفيين.. وكل ذلك يؤشر على أنه فنان يسعى للجودة الشاملة في كل تفاصيل أغنياته.. كما أنه يمتلك خاصية لا تتوافر لغيره.. فهي قدرته في المحافظة على (الزمن الوجداني) لأغنياته.
صحيفة الصيحة