تِرِك عبر لهجته التصعيدية .. هل تَفِشل مؤتمر قضايا الشرق؟
عاود رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين تِرِك، الظهور على المشهد السياسي بمواقفه الخلافية بإعلانه، مقاطعة مؤتمر الشرق الذي دعت لانعقاده الخرطوم أحزاب ومكوِّنات قبلية في شرق السودان لمناقشة قضايا السلام المجتمعي والتنمية المستدامة ورفع التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي عن المنطقة، إضافة إلى قضايا الحكم الفيدرالي والإقليمي والاستغلال الأمثل لموارد الإقليم القومية والبشرية والتمثيل العادل في الحكم.
وبرَّر تِرِك رفضه المشاركة في المؤتمر حسب موقع “سودان تربيون” لعدم وضوح رؤيته وأهدافه، فضلاً عن عدم مشاورتهم، وشدَّد على تمسكهم بقيام منبر تفاوضي جديد لشرق السودان الذي وعدتهم الحكومة بقيامه يضم كل مكوِّنات الإقليم بدلاً عن مسار الشرق المضمَّن في اتفاق السلام، مشيراً إلى أن قضايا الشرق تم تضمينها في كافة المبادرات ولا يحتاج لعقد مؤتمر.
قال رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة وعضو المجلس الرئاسي للجبهة الثورية السودانية قائد مسار شرق السودان في مفاوضات سلام جوبا، الأمين داوود لـ(الصيحة) إن مجموعة تِرِك سبق أن عقدت مؤتمر سنكات الأول والثاني وهناك مجموعات من مكوِّنات شرق السودان قاطعت هذه المؤتمرات ولم تشارك فيها لأنها على قناعة بأن هذه المؤتمرات لا تمثلهم ولا تخاطب قضاياهم .
ونبَّه الأمين إلى أن شرق السودان إقليم واسع ويشكِّل سودان مصغَّر توجد فيه كل الإثنيات والقوميات السودانية من الشمالية والوسط ودارفور وكردفان، ويحوي كافة القوى السياسية بكل توجهاتها السياسية والآيديولوجية إضافة لمنظمات المجتمع المدني بمختلف مسمياتها ومجالاتها التي تنشط تعمل فيها، فضلاً عن القضايا والمطالب في شرق السودان تختلف من إقليم، ولاية، فكل له مشاكله وهمومه ومطالبه، وبالتالي من حق أي مجموعة أن تعقد مؤتمرها وتطرح قضاياها والأهم في النهاية محصلة مخرجات هذه المؤتمرات حتى يتم تجميعها في ورقة واحدة يتم طرحها في مؤتمر جامع يتم التوصل من خلاله لحل جامع ومرضى لكافة الأطراف والخروج من الأزمة الموجودة في شرق السودان التي أقعدته لسنين عددا .
وأضاف الأمين، لكن أن يتبنى أشخاص أو جهات معيَّنة قضايا الشرق والإصرار على أن مؤتمراته هي العلاج الشافي هذه هي العلة وموجودة بكثرة في السياسة السودانية .
وعن تمسُّك تِرِك ومجموعته بقيام منبر تفاوضي جديد خاص بشرق السودان، نفى الأمين وجود مطالبة جديدة خاصة بشرق السودان، وأضاف: لكن أهل شرق السودان بكل مكوِّناتهم الإثنية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني رأوا أن المخرج من أزمة شرق السودان قيام مؤتمر أو منبر تفاوض جديد ليس لدينا أي اعتراض ولا أعتقد هناك من يعارض قيامه، لكن المعضلة أو حل المشكلة ليس في عقد منبر تفاوضي، هناك كثير من المنابر التفاوضية عقدت ولم تحل المشكلة وتطوي صفحتها التي ظلت مفتوحة على الدوام وبالتالي المشكلة حلها يبدأ بأن يحدِّد أهل شرق السودان ماذا يريدون وينأوا بأنفسهم عن الصراعات الإثنية المدمِّرة التي أفقدتنا كثيراً من الأرواح، وشدَّد على الترفع عن الانتماءات القبلية والإثنية والعصبية لها وأن يتوحَّد الجميع باسم شرق السودان والمطالبة بمعالجة قضاياه في التهميش السياسي والخدمي وحقه في الثروة والسلطة والتهميش منذ استغلال السودان، إذ أن شرق السودان موطن لكثير من الأمراض والجهل، هذه مشكلات تخطتها البشيرية منذ عشرات السنين بجانب إدعاء البعض بأن حل قضايا الشرق حصرياً لهم وأن رؤيتهم مكتملة وليس من حق الآخرين الاعتراض عليها.
وعن مدى تأثير غياب مجلس العموديات من المشاركة في أي مؤتمر ما يعني فشله، قال الأمين: هذا اعتقاد خاطئ ومشكلة سيكولوجية لدى بعض الأشخاص، وشرق السودان إقليم جامع لكل الإثنيات السودانية بثقافاتها وتوجهاتها السياسية وبالتالي من الصعب أن تتحكَّم فيه جهة بعينها.
وعن موقعهم من المطالبة بمنبر تفاوضي بديل لمسار الشرق، أكد الأمين بأن مسار الشرق أقر بضرورة عقد مؤتمر جامع لكل أهل شرق السودان دون عزل أو إقصاء لأي جهة، وهذا منصوص عليه في الاتفاق وضُمِّن في الوثيقة الدستورية وبالتالي أصبح ملزماً للحكومة الالتزام بقيامه ولا فكاك منه، لأن بمثابة استكمال لاتفاق مسار شرق السودان لاستدراك بعض الملاحظات، ولا أرى منطق بأن يتم رفض منبر والمطالبة بقيام منبر جديد لمناقشة ذات القضايا التي تمت مناقشتها ومعالجتها في المنبر المرفوض، وأكد أن الحل لهذه أن يترك الذين يدعون بأنهم ممثلون لوحدهم أهل الشرق وهذا نوع من الأنانية المرفوضة وتقصي الآخرين دون وجه حق يجب أن تنتهي هذه اللغة، الأمر الآخر يجب الابتعاد عن لهجة الكراهية وأن يجلس أهل الشرق ليحدِّدوا ماذا يريدون قبل الجلوس مع الحكومة، وغير ذلك لا الأمين داوود ولا تِرِك وحدهما يمكن أن يصلا لحل لقضايا شرق السودان ورفع الظلم عنه.
الخرطوم: الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة