رجل من طواز فريد اسمه الدكتور عبدالرحمن الخضر ،والي الخرطوم السابق
قصة ” زول” مختلف
كان طالباً متميزاً ومتفوقاً ، اشتهر في كسلا الجميلة بحسن السيرة والاخلاق والنباهة وطيبة القلب.
تفوق وتم قبوله بجامعة الخرطوم ، لما كانت الجميلة ومستحيلة ، وكان صاحب راي وحجة وفكرة ، وحين كان الطلاب يستمتعون في الاجازة باللهو و بالراحة ، كان صاحبنا يقضي وقته خدمةً المجتمع ..و محواً للأُمية وحملات للنظافة وعمارةً للمساجد والمدارس، وليالٍ ثقافية وادبية … ودعوة لله بلطفٍ وحرص.
كل الذين عرفوه بصفونه انه كان كريماً ما في جيبه ليس له .. يهب المال بلا تردد لحل مشكلة صديق او زميل او قريب ، كان لين الطباع عظيم الادب ..يستحي ان يقول لا !!
عين وزيراً في ولاية غنية كالقضارف وتحت يديه ومسئولياته عشرات الالاف من الافدنة ..لكنه خرج من المدينة حين اعفي من الوظيفة ..بحقيبة ثيابه وبعض كتب…فقد عف في مكان الطمع .
ثم اصبح حاكماً لأهم واغنى مدينة في البلاد…كان حاكم الخرطوم …نجح في تغيير ملامحها ..وتوسع في انشاء الاحياء وكانت تحت يده مشروعاتها ومخططاتها ، جميعها تحت مسؤوليته وقراره ….وكان يسكن في المقر الذي خصصته له الحكومة وحالما اعفي منها….غادر المنزل الحكومي ليستأجر منزلا في مدينة بحري، حي الصافية ومازالت اسرته في بيت الايجار هذا …
وزع الاراضي للمواطنيين عبر الخطط الاسكانية ، واشرف بنفسه على تنفيذ التوجيهات المستمرة لتمليك الاراضي دعديد القيادات والاحزاب بعد كل مصالحة او اتفاقية وعودة ،، من لدن قادة الحزب الشيوعي الى قادة الحركة الشعبية الى فصائل الاتحادي
، لقد منح الاراضي للجميع … للسياسيين وللصحفيين ورجال الاعمال ، وفتح الاستثمار لمستوياته المختلفة على ابوابه …القطع السكنية وبيوت السكن الشعبي،،،، والمصانع والمزارع والاسواق والاندية. …الا هو فقد كان عفيفاً مبعداً نفسه عن التصرف فيما هو مؤتمن عليه ، وحين بلغته ملاحظات حول بعض موظفي مكتبه المقربين ..استدعى الجهات الرسميه بنفسه وطالب بفتح تحقيق ادين فيه بعضهم وحكم عليهم!!
حين اعتقل ظلماً دون جريرة سوى خبث قحت وقادتها وسوى تواطؤ العسكر في عملية تصفية الحسابات السياسية لأحزاب موتورة !!!!!!! ..فلم يجدوا عليه تهمة ولا مسبةً ولا مذمةً ، بل وجدوا مدارس ومستشفيات فشلوا في ادارتها ، وجدوا طرق وخدمات عجزوا عن تطويرها ، وجدوا نظام تأمين لحراسة الناس والمحتمع فدمروه وفقد المواطن الامن والطمأنينة، وجدوا حدائق جفّت ومرافق انهارت ، لقد تنكّر له الذين خدمهم في هذه الولاية ، وكشفت الأزمة والخوف معادن الناس واخلاقهم !! ولكن لم يأخذ السجن من عزمه وقوته وضحكته ولم ينل من صفاء ذلك القلب الكبير .
لم يملك والي العاصمة سوى قطعة نالها فديماً في حي الجريف.. ..مجرد قطعة ارض جرداء… باعها حينً حبس ليعيش اهل بينه ومن يعنمدون عليه من اقرباء او غرباء..
لم يخصص والي الخرطوم قطعة ارض لنفسه وكان يستطيع ،،،، لم يأخذ قرض / سلفية لشراء ارض او بناء دار ..استثمر في ما عند الله ورعاً وعفة يد ..وفي ابنائه وبناته تعلماً وتأهيلاً ..
صاحب قصتنا رجل من طواز فريد اسمه الدكتور عبدالرحمن الخضر ،والي الخرطوم السابق الذي ما عرفه احد الا احترمه واحبه ، وما كان يرتاح ولا يترك من يعملون معه يرتاحون ، فلا تمر ازمةُ بالخرطوم الا كان اول الواصلين التزماً بالمسئولية واهتماماً بالمواطن..كان بخوض في مياه الامطار متفقداً لرعيته ، وفي ساعات الفجر يتفقد التروس على النيل عندنا يفيض!!
في عهده امتلك كل مستطيع قطعة لسكنه ..عليه نطمئن الا عبدالرحمن الخضر عف عند ذلك المغنم كعادته، سألت الذين عمل معهم في فترات مختلفة ومواقع مختلفة عن رأيهم فيه..اتفقوا انه لم يكن بنام ولا يتركهم ينامون …
هولاء قادة بحق ..ورحال دولة لم تأخذ منهم الاكاذيب..وظلوا على قوتهم وعزمهم ..لانهم يؤمنون بان ابواب السماء مفتوحة..مفتوحة لعونهم وتثبيتهم ومفتوحة لدعاء المظلومين …فليس بين دعائهم وبين الله حجاب ..
من مثلهم يُرجى ..ويؤتمن ؟!
اللهم تقبل من عبدك عبدالرحمن الخضر جهده وصبره ، اللهم انصره واكرمه واسعده..وفك اسره وأسر اخوته واجزه عما قدم خير الجزاء.
سناء حمد