فرص عمل وهمية في السودان… وكالات تستغل ضائقة العاطلين وتبيع الوهم..!!
كشفت وزارة العمل والإصلاح الإداري الوزيرة المكلّفة سعاد الطيب حسن، عن خداع 250 ممرضة سودانية، تعاقدت معها جهة للعمل في العراق، ووجدن بعد وصولهن إلى أربيل بأنّ العقود التي وقعنّها لخادمات منازل. وقالت سعاد الطيب في تصريحاتٍ بحسب صحيفة الحراك السياسي، إنّ سفير السودان بالعراق أوصل شكوى للوزارة بوجود 250 امرأة سودانية خضعن لمعاينات من أجل العمل كممرضات هناك، وتفاجأن بأنّ العمل هناك كعاملات منزليات. وأوضحت أنّ الممرضات جميعهن عدن للوطن. واعتبرت أنّ ما تمّ مخالف للقانون الذي منع أنّ تعمل المرأة السودانية كعاملة منازل في الخارج.
(1) وتستغل بعض مكاتب الإستخدام الخارجي سبلا كثيرة وحيل لإيهام الشباب بوجود فرص عمل بمبالغ مالية ضخمة تمهيدا لخداعهم والاستيلاء على أموالهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، واستنزاف أموالهم تحت بنود وهمية مثل رسوم مكتب وخدمات ورسوم استعلام عن أوراق أو إجراء آخر، ونجد الرغبة الملحة في السفر والعمل في أي دولة بالخارج، جعل البعض يثق في اي فرصة عمل بالخارج مما يجعله عرضة للابتزاز والوقوع في فخ النصب والاحتيال، وتوقعهم فريسة وضحية لعمليات نصب مخططة ومدروسة من ذوي النفوس الضعيفة الذين يتاجرون بأحلام الشباب.
(2) عدد من الشكاوى من بعض المواطنين ضحايا مكاتب الإستخدام الخارجي الوهمية المنتشرة بولاية الخرطوم، والتي باتت تخدعهم وتستولى على أموالهم مقابل تسفيرهم إلى خارج البلاد، مطالبين الجهات المختصة بضرورة مراقبة نشاط هذه الوكالات والتأكد من التصاديق الممنوحة.
(3) وتخضع الوكالات المنتشرة في الخرطوم لقانون تنظيم العمل السياحي بولاية الخرطوم لسنة 2008 والذي يحدد مواصفات ومعايير قيام الوكالة، منها موقع داخل ولاية الخرطوم، وتأهيل العاملين والمقدرة المالية والصحيفة الجنائية لمدير الوكالة، وتشترط اللائحة المنظمة على صاحب الوكالة دفع مبلغ 50 ألف جنيه كضمان يحسم منه حال فرض غرامات وجزاءات، ولكل ولاية سودانية قانون خاص بوكالات السفر، ويصل عدد وكالات السفر العاملة في السودان إلى 800 مؤسسة، وبلغ معدل البطالة بين السودانيين البالغ عددهم 40.53 مليون نسمة، 12.9% خلال العام الماضي، وتوحي بعض وكالات السفر ومكاتب الاستقدام الخارجي بقدرتها على توفير فرص عمل من خلال تأشيرات الدخول السياحية التي تمنحها كثير من الدول بسهولة لجذب السائحين.
(4) بيع الوهم
فوجئ عدد ثلاثة من الشباب عند وصولهم إلى دولة الإمارات بتعرضهم للنصب، إذ لم يجدوا فرصة العمل التي وعدهم بها أحد مكاتب الإستخدام الخارجي حيث تفاجأوا بأن الفيزا سياحية ومدتها شهرين فقط وغيرها قابلة للتجديد، وبعد معاناة كبيرة تمكنوا من توفير متطلبات السكن والإعاشة الباهظة في الإمارات وبعد انتها الفترة المقررة عادوا أدراجهم للسودان ولجأوا للمحكمة للحصول على الخسائر بعد تعرضهم لاحتيال مقنن من قبل صاحب الوكالة الذي رفض سداد المبلغ ، وعلى هذا النحو تدير عدد من الوكالات ومكاتب الإستخدام الخارجي أعمالها وتبيع الوهم للشباب الذين باتوا يبحثون عن فرص عمل في الخارج لمغادرة البلاد هربا من الضائقة المعيشية التي تمر بها البلاد.
(5) صفوف المسافرين
وبنبرة حزينة حكى المواطن عمر عبد الرحمن يقيم بمدينة عطبرة، كيف وقع صيداً سهلاً في شباك إحدى الوكالات الواقعة بمنطقة السوق العربي بالخرطوم، قال إنه لاحظ خلال زيارته الخرطوم قبل شهر تقريباً صفوفاً طويلة من المواطنين أمام مكتب بوسط الخرطوم، اتضح فيما بعد إنها وكالة سفر وسياحة تقوم بتسفير المواطنين إلى المملكة العربية السعودية وقطر ومصر وغيرها من البلدان، وتضمن لهم وظائف بمرتبات عالية جداً من خلال علاقاتها الممتدة مع السفارات وغيرها من الجهات بتلك الدول.
وبدون تردد قام بسحب استمارة وشرع في ملء بياناته، ثم انتظر في الصف وعندما وصل نهاية شباك تسليم الاستمارات ودفع الرسوم طالبه الموظف المسؤول بتسديد مبلغ مالي كبير، ثم أخبره بأن اختيار المسافرين يتم عن طريق (القرعة) ونسبة لأنه بحاجة إلى العمل بالخارج اتصل على أحد أقاربه الذي أحضر له المبلغ ثم قام بسداده ولكنه لم يحصل على فرصة سفر إلى هذه اللحظة ومن ثم اكتشف بأنه تعرض للاحتيال والغش.
(6) (فيز) مضروبة
آدم شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره بعد تخرجه من الجامعة ظل يبحث عن فرصة عمل لعدة سنوات ولكن لم يحالفه الحظ واتجه لوكالات السفر التي توفر فرصاً للعمل بالخارج وبالفعل عثر على عقد عمل لدوله قطر بأكثر من مليار جنيه ومن أجل توفير المبلغ باع جزءاً من أثاث منزله وبعد سداد المبلغ المطلوب وبرفقته عدد من الشباب وتم تحديد يوم السفر بأيام تفاجأوا بأن الفيزا مضروبة والوكالة أغلقت ابوابها وعندما شرعوا في تدوين بلاغ في الوكالة تفاجأوا بأن الوكالة أصلا غير مسجلة وانهم وقعوا ضحية احتيال كبيرة فقدوا من شبكة يديرها سماسرة ينشطون في هذا العمل.
(7) اتجار بالبشر
ومن جانبه قال المحامي والمستشار القانوني مجاهد عثمان ل(الجريدة ) ان العقود المضروبة أصبحت سوق نشط جدا في الوقت الراهن، لأن الشباب أصبحوا يفضلون السفر حيث أصبح استهدافهم وخداعهم ساهل جدا، وأشار إلى وجود مجموعة من مكاتب الإستخدام الخارجي الوهمية نشطت في هذا المجال، مبيناً بأنه ترافع عن (٦٣) بلاغ احتيال وكالات في الفتر مابين (٢٠١٢ – ٢٠١٦) المسألة تكررت كثيراً جداً، وفي ناس بسفروهم عديل ويتفاجأوا بأن الفيز مضروبة وقطع بأن عمليات الاحتيال يمكن ان تتحول لعمليه اتجار بالبشر.
(8) شعبة وكالات السفر
فيما حمل عضو شعبة وكالات السفر شاذلي عبدالكريم حمل مكتب العمل مسؤولية التجاوزات التي تحدث في عقود السفر للخارج وقال ل(الجريدة) ان مكاتب الإستخدام الخارجي هي من تقوم بجلب تلك العقودات المضروبة، وأشار الى ان مكتب العمل هو المسؤول الأول والاخير من العقود ، لكن في السودان الأمر يتم بطريقة مختلفة حيث تقوم بعض المكاتب باسكات مكتب العمل عن طريق (دفع مبلغ مالي ) التستر على الأمر ( وبعد الفأس يقع في الرأس ) حتى بعد داك يأتي دور مكتب العمل، وقال (اي زول عامل ليهو طربيزة وكاتب فيها مكتب استخدام خارجي)، مبيناً بأن العقود يجب أن تتم عبر مكتب العمل يقوم بمراجعتها ومن ثم التأكد من صحتها، وقال إن الإجراءات السليمة هي أن يكون العقد موثق من قبل وزارة الخارجية للدولة التي محتاجة للعميل.
(9) إغــلاق وكالات سفر
تم إغلاق ثلاث وكالات سفر وسياحة وسط الخرطوم بهدف محاربة الظواهر السالبة بالمنشآت السياحية التي تعمل خارج مظلة القانون بتسويق عقودات غير قانونية كان من تداعياتها تعرض المواطن السوداني لوضع مأساوي خارج البلاد و امتهان مهن لا تليق به خاصة شريحة النساء . جاء ذلك من خلال الحملات المتتالية التي نظمتها الإدارة العامة للآثار والسياحة قسم وكالات السفر والسياحة ضمن خططها المعلنة .حيث تواصلت حملاتها عبر اللجنة الميدانية المكونة من نائب رئيس قسم الوكالات ومقرر اللجنه المختصة وعدد من أعضاء اللجنه وجهات نظامية و عدلية باشراف لجنة دراسة ومعالجة الظواهر السالبة لبعض السودانيين بالخارج .
و أكدت الإدارة حرصها على تواصل هذه الحملات طوال العام بمشاركة الجهات المختصة لدحر الظواهر السالبة والمحافظه علي المواطن من الوقوع في احتيال هذه المنشآت لضمان تنمية مستدامة .
الجريدة