الزراعة لها مواقيت .. (ولا شنو يا جماعة؟)
بقلم – التاج بشير الجعفري
حسنا فعلت وزارة المالية بتصديقها على 45 تريليون جنيه تمثل 50% من المرحلة الأولى لتموبل الموسم الزراعي الصيفي الحالي حسب ما جاء في صحف الأمس، الأول من أغسطس ٢٠٢٢م.
نقول حسنا فعلت وزارة المالية ولكن لا يجب أن نغفل التأخير الغير مبرر الذي لازم تمويل الموسم الزراعي الحالي خاصة ونحن في بداية شهر أغسطس ونعلم أن خريف هذا العام جاء مبكرا.
فماهي دواعي هذا التأخير الغير مبرر والبنك الزراعي ووزارة المالية يعلمان أكثر من غيرهما حوجة المزارعين للتمويل لأجل القيام بالتجهيزات الأولية للزراعة؛ هذا بالإضافة إلى أن “التمويل” قد تمت الموافقة عليه في نهاية المطاف؛ ولكن تمثلت الخسارة في ضياع الوقت لأن المزارعين لم يحصلوا عليه في الوقت المناسب الذي يمكنهم من دخول الموسم الزراعي وهم أكثر جاهزية وإستعدادا.
ما من شك أن تأخر الموافقة على التمويل الزراعي ربما يؤدي (لا سمح الله) لفشل الموسم الزراعي لذلك جاء حديثنا عنه من هذا المنطلق.
ولكن لا ندري الأسباب الحقيقية التي دعت لهذا التأخير في منح التمويل؛ ولكن ربما يكون تعثر بعض المزارعين في دفع ما عليهم من مديونيات أحد الأسباب من منظور الجهات الممولة (البنك الزراعي) رغم أن التعثر في سداد مديونيات الموسم السابق، إن وجد، لا ينبغي أن يكون سببا في حجب التمويل عن المتعثرين وغيرهم وإنما يجب معالجة ذلك في إطار التقييم الموضوعي للحالات المتعثرة وظروفها مع الأخذ في الإعتبار أن” ميزانية التمويل” من جانب البنك الزراعي ليست “نفقات عامة ومتجددة” وإنما مبلغ يجب تدويره كل موسم بعد إكمال عمليات السداد بنجاح من المزارعين.
أيضا وضمن الحديث عن تمويل المتعثرين من المزارعين لا يجب أن نهمل دور الجهات المختصة في ضرورة الوقوف بجانب المزارعين ودراسة حالات التعثر وجدولة خطط السداد بما يمكن المزارعين “الجادين” من مواصلة نشاطهم، لأن عزوف أي مزارع عن ممارسة نشاطه الزراعي يعتبر خسارة لهذا القطاع الهام والذي كثيرا ما كتبنا عن ضرورة الإهتمام به وتطويره ليصبح الرافعة الحقيقية للتنمية في البلاد.
ينبغي على الجهات المعنية بالقطاع الزراعي “تحديدا” التعلم والاستفادة من أخطاءها بمعنى أن تكون هنالك خطط واضحة لكيفية تمويل المواسم الزراعية مع ضرورة تحديد مواقيت (تواريخ) محددة للحصول على الموافقات اللازمة وتوزيع التمويل على المزارعين في الوقت المناسب حتى لا تتكرر هذه الأخطاء في المستقبل.
فالموسم الزراعي له مواقيت محددة لا تخضع ولا تتقيد “بالنظم البيروقراطية” التي تتميز بها الأعمال المكتبية الروتينية والتي قد تتسبب في تأخير الإجراءات اللازمة للحصول على التصديقات المطلوبة من طرف الجهات الحكومية (وزارة المالية).
فعامل الوقت والتجهيز المبكر والسليم للموسم الزراعي (مطري أو مروي) هما العاملان الأساسيان لنجاح العملية الزراعية وهو ما يجب أن تحرص عليه الجهات المعنية مستقبلا.
نرجو أن نذكر بأهمية أن تحرص وزارة المالية والبنك الزراعي على الوفاء بتمويل العمليات الزراعية اللاحقة لهذا الموسم في الوقت المناسب تفاديا لأي تأخير، إذ يعتبر نجاح الموسم ضروريا لتوفير الأمن الغذائي لعدد مقدر من الأسر في ظل إضطراب إمداد واردات المحاصيل الغذائية من الخارج نسبة للظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم ككل.
نسال الله تعالى أن يجعل خريف جهذا العام خريف خير ونماء لجميع أهلنا في السودان وأن تثمر زراعتهم الخير والنماء والإنتاج الوفير.🔹
صحيفة الانتباهة