جعفر عباس يكتب.. أعلن عن اعجابي بامرأتين
لأن أم الجعافر محظورة من فيسبوك استطيع ان أعلن عن اعجابي الشديد بالأمريكية هيلين ستودينجر، التي كانت تتمتع بعلاقة ودية مع جارها دوايت بيبتنر، وذات يوم ذهبت هيلين لزيارة دوايت في بيته وطلبت منه قبلة فرفض رفضا باتاً، فما كان من هيلين إلا أن غادرت بيته، وبعد دقائق فوجئ دوايت بالرصاص ينهال عليه، بعد أن فتحت هيلين نيران مسدسها الأوتوماتيكي عليه، واعتقلتها الشرطة (القضاء الأمريكي العادل حكم عليها بحسن السير والسلوك لسنتين)
لهيلين جلد مثل الشامواه، وشعر قصير كالحرير في أرق نسمة هواء يطير، عمرها 29 سنة!! معليش، هناك خلل في كمبيوتري يعكس الأرقام، عمرها الحقيقي (قرن إلا ثماني سنوات)، ومن حق القارئ ان يتساءل: ماذا عنك وقد طنشت سعاد حسني ونبيلة عبيد وميمي شكيب؟ لا تظلموني يا جماعة فأنا معجب بهيلين لسبب ينبغي ان يجعل كل الرجال يحبونها: كلمة “تحرش” صارت تعني فقط أن رجلا ما غازل امرأة بالكلام او بالملامسة، فجاءت هيلين لتثبت أن هناك نساء يتحرشن بالرجال، وأن هناك رجالا يسقطون ضحايا التحرش النسائي، ولكنهم لا يشتكون. تخيل لو أن رجلا ذهب الى الشرطة قائلا: كنت في أحد المتاجر وغمزت لي فتاة بعينيها ولما تجاهلتها، غافلت البائع وحشرت في جيبي ورقة فيها رقم هاتفها! قد تعتقله الشرطة بتهمة تعاطي المخدرات.. وقد يصبح أضحوكة ويجد من يقول له: احلم كما تشاء بس بعيدا عن مركز الشرطة
وأعلن اليوم أيضا إعجابي الشديد بالسيدة “تشا”. وما قد يبعد عني الشبهات وبالتالي العدوان من ام المعارك هو ان تشا هذه كورية جنوبية تبلغ من العمر 68 سنة. وخضعت لامتحان قيادة السيارات للمرة ال 772 ورسبت بجدارة، وعلى الفور عبأت استمارة الامتحان رقم 773!! وقد أنفقت تشا حتى الآن 6800 $ في دفع رسوم الاستمارات الورقية، وعشرات الآلاف من الدولارات لمدارس “السواقة”، وتقول تشا إنها تأمل في الحصول على رخصة قيادة السيارات قبل بلوغها الخامسة والسبعين، أما عندنا فلو قرر شخص في السبعين حشو ضرس مسوس قالوا له: اختشي على دمك.. عاوز تأكل زمنك وزمن غيرك، وما يعجبني في عناد طنط تشا هو أنها تريد ان تعمل بالتجارة، بأن تكون لها شاحنة صغيرة تقودها بنفسها لتوزيع السلع. يعني لا تريد لكزس او بي إم دبليو لزوم العنطزة والنفخة، بل هي تريد ان تؤمن “مستقبلها”، بينما في قاموسنا الاجتماعي يصبح الإنسان بلا مستقبل بعد ان يتجاوز الخمسين.. أما بالنسبة لتشا فالمستقبل يبدأ “الآن”.. و”الآن” هذه لم تأت بعد، ولن تأتي إلا بعد ان يصبح بمقدورها ان تقود شاحنة ولو عندما يصبح عمرها 75 سنة.
عندما تكون سودانيا في سن ال 75 لا يسمح لك أعضاء أسرتك حتى بالاستحمام بمفردك: “ولو مُصِر خلي باب الحمام مفتوح”، حتى لو لم تكن ضحية مرض غدار. هو نوع من الاهتمام ولكنه محبط، محبط ان تجعل شخصا ما يحس بأنه عاجز استنادا الى لغة الأرقام؛ ماذا يعني ان تقول لشخص ما لا تغلق باب الحمام وراءك سوى أنه “مرشح” لنوبة قلبية او جلطة. وعندنا أناس يتولون إحباط أنفسهم بأنفسهم: تدعوه للطعام فيقول “الى متى نأكل؟ خلاص راحت علينا”.. يا عزيزي هل تعرف إنه عند سؤال المحكوم عليهم بالإعدام عما يرغبون فيه في الساعات الأخيرة قبل مواجهة الموت، فأن أكثر من 90% منهم يطلبون أطعمة معينة.. لا تجعل الحكومة تقتلك وتقتل فيك الرغبة في الحياة بإحالتك الى التقاعد في سن معينة، ولا تجعل أفراد عائلتك يقتلونك بالاهتمام والقلق الزائد على حالك.. كن مثل تشا وقل “المستقبل يبدأ الآن”
جعفر عباس