محمد أحمد الكباشي يكتب: القضارف.. إشارة خضراء
ثلاثة اعوام مضت على عمر الثورة وبحسابات الربح والخسارة فان مؤشر الخسارة ( مقفل تب ) مع اي محاولة للاصلاح او يزداد الحال سوءاً والمشهد العام يزداد ضبابية ما جعل البلاد تقف على حافة الانهيار فولايات البلاد تعاني ما تعاني من تردي الخدمات وانعدام التنمية وهشاشة في الاوضاع الامنية والمالية تشكو فراغ خزينتها من المال وتعجز ان تفي بمطلوبات الولايات الا ما ندر ما يجعلها تقف عاجزة تجاه مواطنيها في كل المجالات، ويبدو الفشل واضحاً في تسيير دولاب العمل والإيفاء بمتطلبات الأجور والعاملين بعبع يخيف ولاة الولايات والعاملين في المالية التي كسبت الرهان في زمان تشتد فيه الأزمات وتنعدم الإيرادات.
هناك ولايات لم تقف مكتوفة الايدي لتنتظر فتات المالية الاتحادية والذي لا يغني ولا يسمن من جوع فكانت العزيمة التي وضعتها ولاية القضارف ساعدها في ذلك الاستقرار الذي تشهده للوصول لأهدافها المنشودة لتحقيق وتوظيف المال العام وترشيد الصرف فقد استطاعت مالية القضارف إنجاز عدد كبير من الملفات التنموية فضلاً عن دعم مشروعات حيوية لا تحتمل التأخير.
وظلت حكومة ولاية القضارف برئاسة الوالي المكلف محمد عبد الرحمن محجوب تسعى الى تعزيز واستدامـة الجهـد التنموي المـبذول كهدف استراتيجي عبرت عنه برؤية متكاملة من خلال برنامج المجالات المالية والاقتصادية والخدمية وادماج المجتمعات المحلية في دائرة النشاط الاقتصادي عن طريق ترقية اقتصاديات الفرد والأسرة والمجتمع وذلك بتبني برامج طموحة تمكن من حسن إدارة واستغلال الموارد المتاحة لإشباع حاجات المجتمعات بالولاية مع الأخذ في الاعتبار المتطلبات المتسارعة في مجال الخدمات عن طريق تنمية واستدامة الموارد في اطار كلي لاستيعاب قضايا التنمية الاجتماعية.
بينما يمثل مشروع مياه مدينة القضارف المشروع الحيوى الذى طالما حلم به انسان القضارف وقد اصبح واقعاً ملموساً بالضرورة ان تبدأ بمحور الشبكة الداخلية بتكلفة تجاوزت الاثنين مليار جنيه بتمويل ولائي، وايضاً محور المحطة الرئيسية بتكلفة 57.5 مليون دولار والتي صممت لانتاج (150) الف متر مكعب يومياً سيتم استغلال نحو (75) الف متر مكعب حالياً علماً بان حاجة المدينة تبلغ (45) الف متر مكعب يومياً.
اضافة الى محور امداد قرى محلية وسط القضارف والبالغة 25 قرية واضافتها للشبكة بتكلفة اربعة مليارات جنيه بتمويل اتحادي.
ونشير الى اهتمام حكومة الولاية بالطرق والذي تمثل في انشاء طريق الحواتة المفازة الفاو القرية ثلاثة ويعد الطريق من اهم الطرق الزراعية بالولاية الذي يربط مناطق الانتاج الزراعي بحاضرة الولاية. فقد تم إنشاء عدد خمس عبارات على طول الطريق الذي ظل في حالة انقطاع دائم كل فصـل خريف ويشكل عائقاً امام انسياب الحركة .
ولم تقف حكومة الولاية مكتوفة الايدي حيال تأزم الشريط الحدودي وذلك من خلال المتابعة اللصيقة لمجريات الاحداث حيث تم تمويل الجمعيات التعاونية وصغار المزارعين لزراعة الأراضي المستردة في الشريط الحدودي بالفشقة الكبرى والصغرى وتم تشييد الطريق الحدودي لربط معسكرات الجيش بالفشقة الكبرى بطول 30 كيلو متراً لربط عدد من القرى.
وحتى تكتمل اللوحة وتواصل حكومة الولاية مجهوداتها يجب ان تسارع الخطى وتعمل على معالجة قضايا الموسم الزراعي وتوفير مطلوبات الموسم وان جاءت متأخرة فخير من ان لا تأتي بحكم ان اصوات المزارعين بحت وحتى لا يفقد السودان بأثره موسماً يعول عليه في انتاج الذرة وغيرها من المحصولات النقدية عندها لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب واعني ضياع الموسم.
صحيفة الانتباهة