بيان حميدتي في ظاهره بيان عادي جدا ولكن في باطنه كل الشر
( إلتزام ام تمرد ؟؟ )
خرج بالامس حميدتي ببيان للشعب السوداني وصفه عدة محللين بانه بيان ( فارغ ) لا يحمل اي جديد .. بينما في الحقيقة كان هذا البيان يحمل في طياته شرا” مستطيرا” .. البيان في ظاهره بيان عادي جدا” و لكن في باطنه كل الشر .. لم ينتبه أحد لما بين السطور فظن الجميع بانه بيان لا جديد فيه .
ما استوقفني في هذا البيان هي بضع كلمات في نهايته .. بضع كلمات راءها الكثيرين بانها عاديه و نراها نحن بانها كارثية .. فقد ذكر حميدتي في خاتمة بيانه الذي كان مملؤا” بالحشو الفارغ قائلا” ( كما اؤكد إلتزامي التام بالعمل مع الجيش السوداني ) .
فهل هذا يعني بان عمل قوات الدعم السريع مع القوات المسلحة مجرد ( إلتزام ) من قائد الدعم السريع ؟؟ مجرد إلتزام لا علاقة له بالقوانيين ولا بالتراتيبية العسكرية .. فاذا كان عمل الدعم السريع تحت إمرة القوات المسلحة مجرد ( إلتزام ) يجب على حميدتي الآن قبل غدا” ان يتراجع عن إلتزامه هذا و الحشاش يملا شبكته .
لم يكتفي حميدتي بوصفه لوضعية قواته داخل المؤسسة العسكرية بانه مجرد ( إلتزام ) بل قال ( العمل مع الجيش السوداني ) في إشارة واضحة تؤكد بان الرجل لا يرى بان قواته تنتمي للجيش السوداني بل تنتمي لآل دقلو او لدولة دقلو الكبرى .. هذا الوصف يمكن ان يأتي على لسان قائد حركة مسلحة او على لسان قائد جيش لإحدى دول الجوار يؤكد التزامه بالعمل مع الجيش السوداني في تامين الحدود او ايقاف التهريب او اي تعاون عسكري بين بلدين .. لكن ان يأتي على لسان قائد قوات حسب القانون هي قوات مساندة للقوات المسلحة تأتمر بإمرة القائد الاعلى فهذا لعمري هو التمرد بأم عينه .
منذ ابريل ٢٠١٩ ظللت اقول بأن وجود حميدتي في المشهد هو وجود مؤقت و حميدتي مجرد ( كرت ) اذا نفذ رصيده سيتم حرقه و أن المعركة بين الجيش و الدعم السريع هي معركة قائمة لكن مؤجلة حتى اذا حان إجلهم ستظهر قوات هيئة العمليات مجددا” .
اخشى ما اخشاه ان نجد انفسنا أمام خيارين لا ثالث لهم .. إما إزالة حميدتي او تقسيم السودان الى دويلات صغيرة و سيكون حينها الخيار الافضل لنا هو تقسيم السودان فهو خيرا” لنا من ان نرى الدعم السريع بديلا للجيش السوداني .
نزار العقيلي