رأي ومقالات

📌إنجاز مسكوت عنه !

الباطل الذي تتواطأ على الشهادة على بطلانه الأديان، والأعراف، والحس السليم، وحتى العلمانية نفسها، لا يمكن تزيينه بالكلمات الملساء والحجج المراوغة، وعادة ينتج عن محاولة ذلك فاولات مضحكة .. المهندس خالد سلك في حواره مع عفراء فتح الرحمن دافع عن دفع الإتحاد الأوروبي لرواتب مكتب حمدوك، وكعادته لم ينس استخدام المقارنة مع نظام الإنقاذ، لكن لشدة الباطل الذي أراد تزيينه بالمقارنة، أتت المقارنة هذه المرة محرجة ومضحكة ويمكن ترجمتها بـ : على عكس نظامهم كان نظام الإنقاذ معزولاً لا ينفق الأجانب على مكتب رئيس وزرائه !! نضحك أم نبكي ؟

وقد اعتبر هذه الرواتب أحد إنجازاتهم، لن نجادله في الأمر على كثرة المطاعن في هذا الزعم . وبدلاً عن ذلك سنقيم الدليل على أن الأستاذ سلك نفسه، ورهطه القحاطة، يشعرون بالحرج من هذا الموضوع : أولاًً أخذ الموضوع طابع السرية، إذ لم يبادر حمدوك، ولا أي من القحاطة، بشرحه للشعب .. ثانياً على غير عادة خالد سلك، وعامة القحاطة، في تعظيم إنجازاتهم، لم يتطرقوا لهذا “الإنجاز” ، طوال فترة استمراره ولم يدخلوه في قائمة موضوعات حملة الشكر الشهيرة .. ثالثاً على غير طبع خالد سلك في التحسس الشديد من الانتقادات لحكومتهم، والمسارعة إلى الرد عليها، لم يحاول الرد طوال فترة دفع الرواتب وإلى حين سقوط نظامه، رغم حساسية الموضوع وكثرة ما كُتِب وقيل عنه، ولولا مواجهته بهذا الاتهام بصورة مباشرة ربما تركه ضمن قائمة المسكوت عنه ..

الدفاع المتأخر، بعد سقوط النظام، كان يقتضي من السيد سلك أن يجيب على كثير من الأسئلة : من هم هؤلاء الخبراء؟ هل كانوا أجانب لم نسمع بهم، وهذه مصيبة، أم كانوا سوادنيبن ما كانوا ليقبلوا بخدمة بلادهم لولا الرواتب الدولارية المضمونة من الخارج؟ وهذه مصيبة أكبر .. ما هي إنجازاتهم في مجالات خبرتهم ؟ لماذا لم يكن خالد سلك ضمن قائمة الخبراء ؟ أكان ذلك من قناعته بقلة خبرته أم من زهده في الدولارات الأجنبية أم من تقييم حمدوك أو المانحين له كغير خبير ؟ كيف تولى إذن الوزارة المهمة ؟ ولماذا لم ترشح قحت هؤلاء الخبراء للوزارات بدلاً عن الكفوات الذين جعلوا الحكومة مضحكة ؟ ألزهدها فيهم، أم لزهدهم في المواقع غير الدولارية ؟

إبراهيم عثمان