المعارك التي تدور في النيل الأزرق ليست سوى صراع توازن قوىً بشع بين عقار والحلو
ما يجري في النيل الأزرق حرب بين الافيال، تموت تحت وطأتها حشائش لا حول لها ولا قوة…. إنها حرب بين مالك عقار وعبدالعزيز الحلو..
* في عام 2018، اتهم عقار خصمه عبدالعزيز الحلو بارسال ذخائر من جبال النوبة للنيل الأزرق، وحسب صحيفة (رماة الحدق المنشورة بتاريخ 04 – 03 – 2018)، قال عقار ” استخدم عبد العزيز الموارد البشرية والمادية لجبال النوبة في حرب الحركة ضد الحركة، وحرب الهامش ضد الهامش..”!
* كان ذاك صراعاً بين رؤيتين مختلفتين لقيادة الحركة الشعبية، رؤية جناح مالك عقار ورؤية الحلو، فانشقت الحركة، وحاز جناح الحلو على 90% من أصول الحركة المادية والبشرية، حيث انحازت معظم قبائل جبال النوبة والنيل الأزرق للحلو.. وصار عقار كاللص فوق سفينته يبحث عن طريق للنجاة..
* ولما كانت قبيلة الأنقسنا التي يتبع لها مالك عقار قبيلة صغيرة، أوعز إلى وكيله أحمد العمدة، والي النيل الأزرق المكلف، بزيادة القوى البشرية لحركته بضم قبيلة (الهوسا) المسالمة والمعروفة بعدديتها التي لا يستهان بها في المنطقة. فأغوى العمدة قيادات قبيلة (الهوسا)، فانضموا للحركة، بعد إزجائه الوعد لهم بمنحهم نظارة في المنطقة أسوة ببقية المكونات القبلية.. ثم أعلن أحمد العمدة، رسمياً، عن أنه سوف يمنح قبيلة الهوسا النظارة التي وعدهم بها.. ما أثار حفيظة الموالين للحركة الشعبية (جناح الحلو).. وتطور الأمر من جدال وتحرشات إلى معارك دموية وحشية لا تبقي ولا تذر..
* إذن المعارك التي تدور في النيل الأزرق ليست سوى صراع توازن قوىً بشع بين عقار والحلو هناك؛ وما موضوع النظارة وعدم أهلية (الهوسا) لها سوى (مديدة حرقتني) لاشعال حرب قبلية بين أتباع الحركتين، حرب قبلية بين قبائل تعايشت لمئات السنين في أمن وسلام ومصاهرات وتبادل مصالح..
* ويقال أن حميدتي يقف مع مالك عقار في مسعاه للهيمنة على النيل الأزرق!
* أيها الناس، إن الحروب القبلية الجارية في مناطق السودان المختلفة حروب منبثفة من صراعات سياسية يشعلها ويؤججها حكام السودان اليوم، وسوف يتفكك السودان، إذا لم تتوحدوا لإسقاط هؤلاء الحكام..
عثمان محمد حسن
17 يوليو, 2022
osmanabuasad@gmail.com