أحمد يوسف التاي يكتب: وراء كل مصيبة بصمة أمريكية
(1)
“الخارجية الأمريكية تقدم منحة لتشجيع الإلحاد في الدول العربية والإسلامية”
تحت هذا العنوان أوردت عدد من المواقع الإخبارية خبراً جاء فيه:
أعرب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) عن قلقه البالغ بشأن برنامج المنح المقدم من وزارة الخارجية الأمريكية، الذي يستخدم أموال دافع الضرائب الأمريكي، للترويج للإلحاد في المناطق ذات الأغلبية المسلمة في الشرق الأوسط وآسيا.
وحسب منظمات امريكية، سيتم إرسال الأموال لإنشاء وتقوية شبكات من الملحدين في الدول المستهدفة. وحددت وزارة الخارجية موقع الأنشطة في الشرق الأوسط، شمال إفريقيا وجنوب ووسط آسيا.
وانتقد هذه الخطوة موضحاً أن تمويلات الخارجية الأمريكية تثير الشك بأن الحكومة الأمريكية تسعى إلى علمنة العالم الإسلامي من خلال دعم المنظمات والحكومات الأجنبية المعادية للإسلام.
(2)
الحقيقة التي لاتشوبها شائبةٍ من شكٍ، ولو بمقدار حبةٍ من خردلٍ هي أن كل الإدارات المتعاقبة على حكم أمريكا أثبتت يقيناً من خلال سياسات وقرارات وأفعال أنها تضمر عداءً سافراً للإسلام والمسلمين، والأنظمة ذات الصبغة الدينية وتسعى من خلال استراتيجية واضحة إلى إضعاف تأثير الدين الإسلامي في المجتمعات المسلمة، وتذويب الفوارق والحدود الفاصلة بين الدين الإسلامي والديانات..إذ أن كل الشواهد تشير إلى مساعي امريكا لهدم الدين الاسلامي وتحفيز المجتمعات المسلمة على التحرر من تعاليم الدين من خلال عملاء أعدتهم لذلك بعناية فائقة، ويبدو ذلك جلياً من الحرب الشعواء على تعاليم الدين والسخرية منها، ويتراءى ذلك أيضاً من خلال استهداف الشباب بسلاح المخدرات والإغراق في الملاهي والمجون.
(3)
والسؤال الجوهري الذي يبرز من ثنايا هذا المقال: لماذا تعادي امريكا المسلمين وتستهدف وحدتهم، وتسعى لتشويه صورتهم وتلصق بهم تهمة الإرهاب، وتدعم وتحفز المتطاولين على الاسلام والساعين لهدمه، وتحمي وتدعم الأنظمة العلمانية المتحررة من مباديء الدين وشرائعه.
(4)
وللإجابة عن السؤال عاليه يمكن الإشارة إلى ثلاثة أسباب رئيسة بشيء من الاختصار وذلك على النحو التالي:
أولاً: ثبت جلياً أن الدين الإسلامي يُعتبر من أقوى عناصر القوة والمنعة والوحدة، بمايمتلكه من تأثير قوي في المجتمعات وباتساقه مع المنطق والعقل والعلم لذلك كان لابد من ضرب هذا العنصر الذي يُعد من أهم عناصر القوة.
ثانياً: تمثل وحدة الصف الإسلامي بالنسبة لأمريكا خطراً يهدد بقاء إسرائيل في المنطقة وأمنها واستقرارها، ومعلوم ماذا تعني اسرائيل بالنسبة لأمريكا ومصالحها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط..
ثالثاً: عناصر الدين، واللغة والدم والكفاح المشترك، والإمكانات المادية والروحية الهائلة في المنطقة، إذا تهيأت الظروف لها فإنها تشكل قوة ضاربة يمكن أن تهيمن على العالم بشكل أقوي، لذلك لابد أن تمنع امريكا هذه العناصر من الإتحاد.
(5)
وتأسيساً على النقاط أعلاه يدرك المتابع للتحركات الأمريكية في العالم الإسلامي أنها تتسق تماما مع بعضها لبلوغ هدف واحد وهو هدم الاسلام، ومحاربته، واستهداف المسلمين، والسعي لتفكيك الانظمة ذات الصبغة الاسلامية والتضييق عليها وان جاءت للحكم عن طريق صناديق الاقتراع.
(6)
ثم بقى أن نشير إلى ملاحظة واحدة ونقطة جوهرية وهي أن أية أزمة في أي دولة اسلامية، توجد لأمريكا أصابع فيها وبصمات واضحة،
ودونكم انفصال جنوب السودان، واحتلال صدام للكويت، وتدمير العراق، واستدراج المعارضة السورية، والوقوف خلف حفتر، والأهم من ذلك حماية اسرائيل بالفيتو في مجلس الأمن،ومدها بالسلاح لإطالة امد الصراع وإحداث اختلال في ميزان القوة بالمنطقة، وهناك الكثير من الأمثلة التي لاتتسع مساحة المقال لذكرها…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة