رأي ومقالات
هشام الشواني: الخروف والحبل !
فككت الحبل عن هذا الخروف، فشعر بأنه حر حين تخلص من وثاقه البسيط، لكنه للأسف لم ير أبعد من الحبل، فبعد دقيقتين من هذه الصورة، ذكرت اسم الله عليه وذبحته. كما تعلمون الخروف لن يرى حبلا مرة أخرى وللأبد، نسأل الله أن يتقبل.
نذكر أنفسنا وإياكم بألا نكون كالأنعام أو أضل، فلا نرى المشهد الكبير، ونظن أن(حريتنا) و(مدنيتنا) و(تقدمنا) تتحقق بمجرد الفكاك من قيود محلية بسيطة وخصوم محليين نكرههم ونشعر بالضيق منهم لمجرد الاختلاف، يجب أن نعلم وندرك دوما طبيعة القيود الكبيرة والتاريخية، ممثلة في النظام العالمي وشروطه ومصالحه ومؤامراته، وممثلة كذلك فيما كسبته أنفسنا من ضعف وهوان ونسيان لأخلاق وقيم.
بهذا سنكون بشرا وهبهم الله نعمة العقل وحرية الإرادة، وبغير ذلك سنلقى مصير هذا الخروف.