محمد عبد الماجد يكتب: سنعبر وننتصر
الطريق الذي تمضي فيه الثورة السودانية سوف يؤدي في النهاية لانتصار اكيد للثورة – لا نشك في ذلك لحظة ، على الذين يشككون في ذلك اليوم ان يرتبوا اوضاعهم منذ الآن لهذا اليوم، حتى لا تكون الصدمة قوية عليهم حينما يحدث ذلك.
قد تكون التكلفة كبيرة والثمن غالياً – لكن ما دفع من اجل ذلك اليوم يجعل كل ما سوف يدفع بعد ذلك ممكناً ومقبولاً.
لقد سدد الشهداء فواتير الخلاص بأرواحهم – دفعوا حسابهم وحساب غيرهم وارتقوا الى الرفيق الاعلى.
المخذلون كلما ظنوا ان الثورة قد همدت وخمدت جذوتها وبدأ (الكيزان) في تنفس الصعداء، عادت الثورة الى سيرتها الاولى بصورة اقوى.
كما قلنا قبل ذلك نؤكد ان 30 يونيو هي بداية وليست نهاية – القادم اقوى ان شاء الله .
(2)
بعض الذين يشككون في الثورة ويقدحون فيها لا ينظرون إلّا نحو خالد سلك ومريم الصادق المهدي وغيرهم من قيادات الحرية والتغيير حتى يقللوا من الثورة ويطعنوا فيها.
يتركون (الشهداء) الذين يقدمون ارواحهم وهم في مقتبل الحياة يتدفقون حيوية ونشاطاً ، لا ينظرون الى مواقفهم الجليلة وبسالتهم النادرة التى توقف العالم كله عندها – اختاروا من بين كل هذه المواقف الحديث عن سلك وود الفكي ومريم الصادق ، وعين السخط تبدي المساويا.
لا ادري كيف امتلكوا لجرأة للحديث عن سلك والدقير ومريم الصادق المهدي وهم بين ظهرانيهم التوم هجو وجبريل ابراهيم ومناوي؟
لم يحدثونا عن ما يفعله البرهان وحميدتي في السلطة ويتحدثون عما يفعله قيادات الحرية والتغيير في المعارضة.
لا يتحدثون عن الجناة ويتحدثون عن الضحايا ويحملونهم المسؤولية – لا يمكن ان يوجد (جبن) اكثر من ذلك.
حتى الاوضاع الاقتصادية المنهارة لا يتحدثون عنها ولا يقفون عندها ويصرفون كل جهدهم ونقدهم لمن هم في المعتقلات الآن.
هؤلاء الناس لا يرون في (القتل) الذي يحدث في الشارع السوداني والانتهاكات التى تتم (جريمة) ، بينما يرون في المطالبة بالحرية والسلام والعدالة (جرائم) يجب المحاسبة عليها، حتى وان كان الحساب بالرصاص والذخيرة الحية.
اذا كان حب الوطن والدفاع من اجله (جريمة) فليشهد التاريخ إنا مجرمون.
الشرطة السودانية اعترفت بتجاوزات حدثت في شارع الستين من بعض المنتسبين للشرطة مع ذلك هم يدافعون عنهم.
(3)
الصراع الذي يدور بين الثوّار والحكومة الانقلابية، او بين الشعب والسلطة يبدو فيه اصرار الثوّار وعزيمتهم هى الاقوى – الثوّار يقدمون ارواحهم وحياتهم في سبيل الاهداف التى خرجوا من اجلها – بينما لا يقدم من هم في السلطة للدفاع عن (كراسيهم) و (مصالحهم) الخاصة و سلطتهم غير (الرصاص) و (البمبان) و (الحاويات).
لا مقارنة بين الذي يقدم حياته من اجل الوطن وبين الذي لا يقدم له غير (الحاويات) ليحتمى بها ، وهو يتحدث عن التضحية والاستقرار.
لا بد لهذه الثورة ان تنتصر – لا خلاص للناس إلّا في انتصار هذه الثورة – من يقفون في الحياد عليهم ان يعلموا ذلك.
من يبحثون عن مصلحة الوطن عليهم التزام اقصى شارع الثورة.
لا مقارنة بتاتاً بين من يطالب بالحرية والسلام والعدالة ومن يطالب بالذهب والمال والمناصب.
لا مقارنة بين من يطالب بالثورة ومن يطالب بالثروة.
الدفاع عن هؤلاء يصل لمرحلة (الخيانة).
خيانة الوطن تتمثل فيمن يدافعون عن الذين ينهبون ثروات البلاد.
(4)
بغم /
في العالم كله لا توجد حكومة تدير البلاد عن طريق اغلاق الجسور.
في الاراضي العربية المحتلة لم يعرف السلاح ان ينتصر على اصحاب القضية الحقيقية – الصراع ظل دائراً لعشرات السنين.
حكومة تستمد سلطتها من (البمبان).
السلاح لا يستطيع ان ينهي الثورة.
على الذين هم في السلطة الآن ان يختاروا نهاية لهم افضل من نهاية زين العابدين بن علي.
حتى (الهروب) لن يتاح لكم بعد ذلك.
بعد ايام سوف يكون (الهروب) غير متاح.
صحيفة الانتباهة