رأي ومقالات

حسن إسماعيل يكتب: بالله عليكم لماذا تموتون ؟!

– يوم الجمعة وأنا أغادر مسكنى فى ضاحية (باشاك شهير) إلى مكاتب قناة الحوار التى تبعد مسافة العشرين دقيقة رن هاتفى وكان المتحدث هو مُعد أسئلة الحوار وقال لى سيكون محور الأسئلة عن الضحايا الذين سقطوا يوم أمس الخميس وعن العنف المفرط الذى اٌستخدم ضدهم..صمتُّ قليلا ثم قلتُ له ليت محور السؤال يكون ( لماذا يموتون أصلا ؟ ) فرد علىّ بلغةِِ شامية خالصة (هاد سؤال كتيير صعب لايسعفنا زمن الحلقة ) !!
– ولو أن شبابنا يقرأون ويراجعون الأرشيف القريب لانتبهوا لمكامن الخلل والزلل ولاكتشفوا سريعا العطب وأدركوا يقينا أن التظاهر والعنف وكتابة الوصايا ثم الموت برصاصة (مجهولة معلومة) أو (بطعنة مسمومة غادرة) ليس هو الحل ..
– لو أنهم أعادوا الإستماع لحديث السيد حمدوك قبل سنة واحدة وهو يطرح مبادرته الهزلية تلك ويقول ( نحن لينا سنتين متشاكسين حول الرؤية الإقتصادية ولم ننجز شيئا ) فلماذا تتشاكسون أنتم ويموت شبابنا وتختبئون أنتم فى انتظار العودة من جديد؟….لماذا تموتون يا أبناء البسطاء وتغيبون عن المشهد لتفسحوا الطريق للتسويات الآثمة التى تُشترى فيها المقاعد بدمائكم؟ لماذا ؟
– لماذا لاتعودون إلى الأرشيف قبل تسعة أشهر فقط لتستمعوا إلى خطب قادة الحرية والتغيير فى قاعة الصداقة وهم يدشنون الانقسام بما أسموه الإعلان السياسى.. عودوا لتلك الفعالية واسمعوا همزهم ولمزهم فى بقية القوى الأخرى من شركائهم فى إعلان الحرية والتغيير ثم اسألوا أنفسكم لماذا تدفعون ثمن بؤسهم وانقسامهم من دمكم الحلال الطاهر البرئ…بالله عليكم لماذا ؟
– ثم راجعوا ذات الأرشيف بعد اسابيع فقط ومناوى يرد عليهم فى نفس القاعة ذات مكيفات الفريون الفخيمة ( إنتو يااربعة طويلة مافيكم زول عاقل ) …نعم راجعوا كل ذلك واسألوا أنفسكم لماذا تدفعون ثمن هذه المشاهد العبثية مهجكم وأرواحكم التى لم تدنسها المزايدات ولاتسويات (بيت السفير السعودى) و(لابيت أنيس حجار) استحلفكم بالله لماذا؟ وقحط الكذوبة تصور لكم إن الأزمة بدأت فى ٢٥ أكتوبر يوم إخراجها من السلطة وفى الحقيقة فإن المعادلة المعطوبة بدأت منذ ثلاث سنوات يوم أن سرقت دمكم وعرقكم واشترت به نصيبا فى الحكم ثم هاهى تعيد الكرة
– ويوم الجمعة الحزين يختفى قادة قحط طوال النهار …. سياسى ضحل يقضى عطلته الصيفية فى القاهرة فى حى المهندسين الراقى يستيقظ صباحا يستحم ويدهن شعره جيدا ويمسح على جهه بمزيلات الحبوب الدهنية ثم يجلس إلى عياله يضمهم إليه ثم يبدأ من هناك بث رسائل التحريض والفتنة، أمين عام (الغفلة) لحزب الأمة القومى يستيقظ بعد الظهر ويسكب آخر أنواع العطور الباريسية على جسده ثم يظهر فى آخر الليل فى قناة الجزيرة يحدث الناس عن التضحيات وبذل الأنفس من اجل رجوعهم إلى الحكم ، رئيس حزب ناحل ليس له صوت يهتف به يخرج مسافة مائة متر لزوم التصوير ثم يعود فلديه حساسية جلدية من الشمس ولسعها فهؤلاء مثل قطائف الحرير لايتحملون إلا وسائد بيت السفير السعودي ، وسياسية شهيرة تهاتف صديقتها لتوضح لها أنها لم تخرج لأنها تشعر بزيادة فى نسبة (الكولسترول) تغم عليها صدرها ولكنها ستظهر ليلا مع أحمد طه فى القناة تترجى البرهان كى يسلمهم السلطة ….شاهت الوجوه…خبأوا عيالهم تحت اجنحتهم ثم أخرجوا عيال البسطاء يقاتلون بهم …
– ثلاث سنوات وهؤلاء المرابون يبيعون ويشترون بدمائكم وعَرقكم أيها البسطاء مقاعدَهم فى الحكم ثم ماذا كانت النتائج؟ نزفت دارفور اكثر من ذى قبل وارتفع سعر جوال السكر من سبعمائة ج إلى ثلاثين ألف، وتضاعف التضخم وتآكلت قيمة الجنيه المسكين كما يتآكل مستقبلكم اليوم فلاجامعات ولامشاريع تستوعبكم بل ولاحياة ، ثم كلما اختلفوا حول حصص الحكم خرجوا يخوفون بعضهم بعضا بدمائكم وأرواحكم ولاحول ولاقوة إلا بالله
– ثم من قال لكم إن لدى البرهان سلطة مدنية يسلمكم لها او تنزعونها منه ؟ فالسلطة المدنية عند الناس ، عند الشعب ، فى كسلا والقضارف ودنقلا والجنينة وأمدرمان وكل المطلوب من البرهان هو فتح ميدان التنافس بين الناس ثم النزول من الكرسى والعودة للثٌكنات العسكرية وإجلاس من يختاره الناس على كرسى الحكم بإرادة الشعب وكلما تأخرت عملية فتح ميدان التنافس كلما تأخرت عودة العساكر للثُكنات
– ثم قل أن البرهان قرر يوم الجمعة القادمة تسليم السلطة للمدنيين فلمن يقوم بتسليمها؟…هل يعطيها لقحط الأولى ؟ أم لقحط الثانية ؟ أم يعطيها للحزب الشيوعى؟ أم لتجمع المهنيين؟ أم لملوك الإشتباك ؟ أم لجماعة (غاضبون )؟ أم يُسلمها لشلة( الديسمبريون ) …مالكم كيف تحكمون؟
– طبالو الدم هم الذين يُحرضون البسطاء على التظاهر والموت ويتاجرون بنعوشهم وبدمائهم ثم يهرعون للعساكر ليلا لكى يقتسموا معهم السلطة بالنسب والاوزان الكذوبة ، فعلوا ذلك بعد مجزرة فض الإعتصام وتركوا جثامين الضحايا تتعفن فى المشارح ثم هرعوا يحتفلون مع العساكر بشراكة الدم والغدر والخيانة وهاهم يعودون لذات الطريق فلماذا تموتون أنتم؟؟
– سنصفق لكم كثيرا لو أنكم اعتصمتم أمام القصر بمطلب واحد وهو تحديد سقف زمنى للإنتخابات فهى الوحيدة القادرة الآن على وقف نزيف الدم والابتزاز هذا …ويكفي أن عملية التفويض الشعبى تجيب على الأسئلة الأربعة المُلحة ، فالناس من حقهم أن يسألوا كل مرشح وكل حزب ( ماهو برنامجك للحكم )؟ و( كيف سنراقبك)؟ و ( كيف سنحاسبك )؟ و ( وكيف نستبدلك حال فشلك )؟ نعم فمؤسسات التفويض الشعبى تضمن إجابات كل هذه التساؤلات وبالدستور فلماذا تٌبعدون الشٌقة ؟ ولماذا تموتون؟
– ايها البسطاء المغلوبون على أمركم فإن (زلنطحية) قحط يهربون إلى بحر دمائكم من بحر الإنتخابات، فالواثق البرير يعلم أن الأنصار لن يصوتوا لختمى أجلسته وُريقة الزواج على مقعد المحجوب وشلة التجمع الإتحادى تعلم أن الختمية لن يصوتوا لحفنة لاتملأ (ضريح السيد على) وأن ياسر عرمان (لافى العير ولافى النفير) وأن أحزاب (الناصريين والبعثيين والجمهوريين) مثل الموز الكاذب لايُؤكل ولايُدخر فلماذا…لماذا تموتون؟ !!

حسن إسماعيل
٢يوليو ٢٠٢٢م