الركود الاقتصادي .. يضرب كل القطاعات
تعاني البلاد منذ فترة ليست بالقصيرة من صعوبات اقتصادية كبيرة كبَّلت قدرة الحكومة على معالجتها، ولا تنحصر الأزمات في جانب معيَّن، فمن سعر الصرف المتهاوي يوماً بعد آخر، إلى غلاء الأسعار والركود الذي يضرب الأسواق في كل الاتجاهات، وتذبذب الإمداد الكهربائي، وإشكالات لا تنتهي.
ارتفاع السلع
وتشهد أسواق البلاد انفلاتاً كبيراً في الأسعار، وانخفاضاً في بعضها، حيث تباينت الأسعار بين التجار نتيجة لغياب الحكومة وتجاهلها لأمر معاش الناس، ومن خلال متابعة (الصيحة) فقد لاحظت أن هنالك إحجاماً تاماً عن الشراء من قبل المواطنين، فأصبحت هنالك سلعاً معروضة بلا مشترين نتيجة للركود الاقتصادي الذي يعم البلاد.
توقف العمل
الركود الذي تشهده البلاد لم يستثنى سوق أسواق البناء والتشييد، حيث شهدت أسواق البناءالتسليح كساداً شديداً ضرب السوق، بل توقفت عمليات البناء والتشييد لعدد من المواقع حسب مقاولين، وأرجعوا السبب للحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والارتفاع الكبير في الأسعار، فضلاً عن عدم توفر السيولة الكافية في أيدي المواطنين.
تباين
وتباينت أسعار السلع الاستهلاكية، رغم وفرتها النسبية، يباع جوال السكر الكبير بـ 29 ألف جنيه، كما ارتفعت أسعار الزيوت والنشويات والمواد الغذائية والحبوب بنسب متفاوتة، فيما شهدت أسعار الخضروات تذبذباً في الأسعار وزيادة مفاجئة في أسعار الطماطم، حيث قفز سعر الكيلو من (500) جنيه، إلى (800) جنيه، دون أسباب معلومة، وأكد التاجر سيف الدين مطر، أن سعر كيلو الطماطم (1000) جنيه، والكرتونة مابين (17 إلى 18) مليون جنيه، رغم الوفرة والوارد من الولايات، وكيلو البطاطس وصل (800) جنيه، وأشار إلى تراجع في أسعار البامية ألف جنيه، بدلاً عن (1500) للكيلو، والليمون سعر الكيلو (1000) جنيه، والشطة الخضراء الجوال (30)، والملوخية الربطة (3) آلاف والصغيرة (300) جنيه، والقرع الكبيرة (5000) جنيه، والقطعة بـ(500) جنيه، وكيلو البامبي (500) جنيه، والرجلة الكبيرة (2) ألف جنيه، والصغيرة (300) جنيه، وجوال العجور مابين (12 إلى 15) ألف، والقطعة بـ(200) جنيه، وربطة الجرجير الكبيرة (1500) جنيه، والصغيرة (300) جنيه، وكيلو الأسود (1000) جنيه، والجوال بـ(15) ألف جنيه، وأشار سيف إلى زيادة في الأسعار دون مبرِّرات واضحة، وأوضح أن الإقبال على الشراء مرتفع رغماً عن الزيادة الكبيرة في أسعار الخضروات وعلى وجه الخصوص الطماطم والبامية مرتفعة وبلغ سعر كيلو الطماطم (800) جنيه، ونفس الأمر لمواد البناء حيث تراوح طن الأسمنت بين “23- 24” ألف جنيه، والسيخ “95- 110” ألف جنيه، كما ارتفعت تكاليف المعيشة بارتفاع أجرة السكن وتكلفة النقل والمواصلات.
سيولة
في وقت شكا فيه التجار من الركود وزيادة الأسعار وعدم توفر السيولة في السوق سواءً كاش أو شيكات أو بنكك، وتخوَّف التجار في سوق السيارات من عمليات الشراء والبيع بسوق السيارات بسبب الوضع غير المستقر بالبلاد من ناحية الاقتصاد المتذبذب من حين لآخر لمعرفة اتجاه الأسعار، وقال التاجر عثمان محمود: إن سوق السيارات هذه الأيام فيه نوع من الركود بسبب ارتفاع أسعار السيارات.
إصلاح
وفي المقابل حذَّرت خبيرة الاقتصاد، د.إيناس إبراهيم، من خطورة تجاهل الوضع الاقتصادي الحالي، وقالت لـ(الصيحة)، إن الحكومة مطالبة أكثر من أي وقت مضى، بإجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية حقيقية تشكل أرضية لإصلاح الوضع المعيشي للمواطن وتجنب انفلات الأوضاع في حال استمرار الأزمة، هكذا دون حلول جذرية، وقالت إن البيئة الاقتصادية الحالية لا تساعد على تحقيق أدنى طموحات المواطنين، ودعت لأن تشمل الإصلاحات المقترحة، التركيز على المشروعات الإنتاجية خاصة الزراعة وما يتصل بها من الصناعات التحويلية ورفع حجم الصادرات وتذليل العقبات الحكومية أمام المنتجين والتي قالت إنها تتمثَّل في تعدد الرسوم والجبايات لحد أخرج الكثيرين من دائرة الإنتاج لصعوبة العمل في ظل أوضاع غير محفزة للإنتاج.
الخرطوم: سارة إبراهيم
صحيفة الصيحة