مليونية 30 يونيو … تجدد الرهان على الشارع !!
بمواكب داخل الأحياء وفعل ثوري يومي متجدد من خلال تسيير مواكب مركزية وأخرى اتجهت نحو القصر تمضي استعدادات لجان المقاومة بالخرطوم والولايات لمليونية 30 يونيو ، والتي تأتي في ظروف بالغة التعقيد بعد قبول قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بالحوار مع المكون العسكري الانقلابي، وفي ظل تمسك المقاومة بلاءاتها الثلاثة يرى مراقبون أن المليونية ستشكل ضغطا على المتحاورين ، و سترفع قحت سقف مطالبها في الحوار الى أقصى درجة بينما سيصعد المكون العسكري العنف ضد المتظاهرين الى أقصى درجة ، وبدأت مقاومة الخرطوم الطريق الى 30 يونيو وهي تضع رهانها على الشعب فهل ستكون حدا فاصل في تاريخ الثورة سيؤدي الى تغيير المشهد السياسي ؟، فيما كشف عدد من اعضاء لجان مقاومة الولايات عن اطلاق هاشتاق كل “القوة الخرطوم جوة“
كل القوة الخرطوم جوة:
وقال عدد من لجان مقاومة الولايات ” تعكف لجان المقاومة على امتداد الوطن الجريح هذه الايام على رحلة التحضير والتجهيز لمليونية ٣٠ يونيو والتي اسمتها بـ”القيامة” واكدت شروع المقاومة في كل القرى والمدن وكل شارع او زقاق في التحضير، وأضافت التاريخ يعيد نفسه ولكن هذه المرة بقيادة تروس الارض الشهداء الاحياء، وجزموا بأن المقاومة هذه المرة لن تعطي العسكر طوق نجاة مجانا كما وجدوه في المرتين السابقتين بالرجوع للتفاوض الذي علقه العسكر بعد فض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة الثانية عندما منحها لهم رئيس مجلس الوزراء د عبد الله حمدوك باتفاقه مع رئيس مجلس السيادة في ٢١ نوفمبر .
اصرار الجماهير :
وقال الناطق الرسمي بلجان مقاومة الخرطوم محمد أنور إن الاستعدادات ل ٣٠ يونيو ستشمل جموع السودانيين في خارج البلاد والولايات والعاصمة، في الريف والحضر، في عمل جماهيري سلمي ضخم يؤكد على اصرار الشارع على مطالبه العادلة والمشروعة .
غضب ثوري :
وأثنى العضو بلجان مقاومة امدرمان عثمان علي على ثوار الكلاكلة وقال ” من المجزرة التي حدثت لهم في (28 مايو) وأدت إلى سقوط شهيدين بالكلاكلة ومنذ ذلك اليوم لم يوقفوا الفعل الثوري فلقد شعروا بحالة من الغضب الثوري ونظموا (غنجات) بصورة يومية في الكلاكلة اللفة لمدة زادت عن العشرة ايام متواصلة بعد المجزرة ، وبعد أن جلسوا وفكروا في تحويل الغضب الثوري لفعل ينفع الثورة بصورة عامة رجعوا للمواكب الآمنة داخل الاحياء لصنع مزيد من التحشيد والزخم الشعبي للثورة بين المواطنين من خلال مواكب آمنة داخل الاحياء تصل المواطنين في منازلهم ووضعوا خطة عمل بسيطة في حدود الامكانيات حتى يستطيعوا تنفيذها واطلقوا عليها (الطريق الى 30 يونيو) وحددو هدفها وهو صنع مزيد من الزخم الشعبي للثورة في منطقة الكلاكلات للمساهمة في إسقاط الانقلاب ووضع سقف زمني وهو الـ30 من يونيو.
وأشار إلى أن مقاومة الكلاكلة جهزت كل المعينات اللازمة من طبول ولافتات واعلام خصوصا اللافتة الكبيرة التي تحمل اسم وهدف المواكب الداخلية (الطريق الى 30 يونيو) وقرروا أن يجوبوا احياء منطقة الكلاكلات مهما كانت بعيدة وينظموا فعاليات ثورية بمعدل موكب كل (48 ساعة) وأوضح أن ضربة البداية كانت بموكب القادسية بتاريخ (8يونيو) وذكر كان موكبا حاشدا جدا رغم انه اول موكب في الخطة وشهد التفاف كبير من المواطنين حول الثورة وتفاعلهم معها و(تابع) نجاح موكب القادسية وتفاعل المواطنين معه بث في الثوار طاقة ثورية اكبر على مواصلة الخطة وتطبيقها بحذافيرها فكان موكب الكلاكلة القبة بتاريخ (10يونيو) الذي شهد حشود وتفاعل اكبر ،وفي 12 يونيو نفذوا موكبهم الثالث في الخطة اختاروا له منطقة الكلاكلة الوحدة وصنقعت ونجحوا في ترتيب الموكب بطريقة احترافية ،ونوه إلى أن موكب مقاومة الكلاكلة في (14يونيو) بالشقيلاب كان خرافيا حيث أن الحشد اكبر من الموكبين السابقين وارجع ذلك لأن الثوار كانوا يركزون على تجاوز الاخطاء في المواكب السابقة.
وأكد أن مواكب مقاومة الكلاكلة الداخلية لم تمنعهم من التزامهم الثوري تجاه المواكب المركزية وذكر كانوا حضورا مشرفا باعلام لجان الكلاكلة وطبولهم في موكب (16 يونيو) المتجهة من باشدار نحو القصر الجمهوري ، واضاف في 18 يونيو نفذوا موكبهم الخامس في حملة الطريق الى 30 يونيو واختاروا لها ابوادم وكالعادة و كانوا روعة في الحشد والترتيب والتنظيم وبحشود اكبر من المواكب السابقة.
وفي تعليقه على مواكب مقاومة الكلاكلة لك ان تتخيل تنسيقية واحدة نجحت في تنفيذ خمسة مواكب في ظرف عشرة ايام فقط وحتى يأتي (30 يونيو) سيتم تنفيذ عدد اكبر من المواكب و طوافهم الثوري وصل لكل مواطني منطقة الكلاكلات فماذا لو قامت باقي التنسيقيات بذات الخطوة لك ان تتصور كمية الحشود التي ستخرج في (30 يونيو) بسبب التعبئة التي ستحدث وفق خطة مدروسة وموضوعية وفي حدود الامكانيات.
لجنة مشتركة للتعبئة :
وكان عضو لجان مقاومة الخرطوم شرق عن ابعاد عدد من التنسيقيات التي تسيطر عليها عناصر المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بسبب قبوله بالحوار مع المكون العسكري و تشكيل لجنة مشتركة للاعداد لمليونية 30 يونيو، وقال عضو المقاومة الذي فضل حجب اسمه لـ(الجريدة) بدأنا في الاعداد بصورة جيدة للمليونية لتتمكن المقاومة من تغيير المشهد السياسي حتى لا يتكرر سيناريو مليونية 30 يونيو للعام 2019م وأكد أن الباب مازال مفتوحاً أمام قحت اذا ارادت العودة للالتحام مع المقاومة في الشارع لاسقاط الانقلاب، الى ذلك جددت تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم أمس موقفها الرافض للشراكة والتفاوض والتسوية وأعلنت في الوقت ذاته عن شروعها في توحيد المواثيق والتنسيق للعمل الميداني الموحد المشترك.
فصل ومحاسبة :
من جهته أعلن عضو لجان مقاومة أمدرمان جنوب رامي زروق أن 30 يونيو عن اتجاه المقاومة الى محاسبة عدد من عناصر مكاتب الاتصال و تجميد عضوية آخرين باعتبار أنهم مسؤولين عن تعطيل ميثاق سلطة الشعب بسبب عدم تقديمهم الدعوات للتواصل بين مقاومة الخرطوم ومكاتب الولايات حتى يتسنى الوصول الى الميثاق الموحد وفي رده على سؤال حول مليونية 30 يونيو وهل بامكان قحت تهدئة الشارع بعد قبولها بالحوار مع المكون العسكري قال” زروق اذا كان لديها ثقل في الشارع ولكن هي لا تقود الحراك حتى تفاوض باسمنا ” .
الحد الفاصل :
وقال الناشط السياسي د عزيز سليمان وصل منحى التدهور الوطني منتهاه ، يوم 30 يونيو 2022 هو حد فاصل بين الجد و اللعب في مسيرة الثورة السودانية الفريدة ، عليه من اراد للسودان عمرا جديدا ان يترك بيته و دكانه و مكان عمله و يخرج للشوارع الفسيحة بقرار اللاعودة الا بسقوط نظام القتل و الارهاب و النهب . يوم 30 لازم من اعلان المجلس الثوري و حكومة المنفي و المطالبة بالبند السابع لان من يحمل البندقية في الدولة السودانية خائن و غير امين علي انسان السودان اذا كان في وجدانك خروج و عودة فالاحسن ان لا تخرج بالمرة .
ازالة التغبيش :
وطالب الناشط السياسي ايوب النور المقاومة بتنفيذ برامج تنويرية عن متطلبات يوم 30 يونيو ، وبعث بوصية خاصة لثوار في بري وقال التصعيد المتتالي لأكثر من اسبوعين، ولا نريد ان اقول يكفي تصعيد، لكن لابد من العمل التنويري و النقاش المستفيض، عبر الاجتماعات، الندوات، المنتديات، المخاطبات، كآليات للتواصل مع الجماهير لإزالة بعض التغبيش الذي تمارسه قوى الردة، لإجهاض العمل الثوري السياسي في فترة مناهضة الانقلاب، و توضيح موقف اللجان من العملية السياسية.
وصايا للمقاومة :
واوصى النور لجان المقاومة بالتنسيق بين كل التنسيقيات و الاجسام الثورية و التجمعات المدنية و الاحزاب السياسية الفاعلة و المناهضة للإنقلاب، والمؤمنة بالتغيير على رؤية شاملة، بجانب البعد كل البعد من التخوين و الشيطنة و كل دواعي الشق بين وحدة قوى ثورة حول الاهداف السامية و والتي تشمل ابعاد العساكر من المشهد السياسي وتشكيب حكومة كفاءات تأتي بالطريقة التي تسهل تأسيس دولة الديمقراطية المستندة على شعارات ثورة ديسمبر، وشدد على ضرورة محاسبة كل المليشيات خاصة مليشيا الدعم السريع بالاضافة الى محاسبة الضالعين في الانقلاب و مرتكبي المجازر في السودان و هيكلة و اعادة اصلاح الاجهزة العدلية، و المؤسسة العسكرية، الشرطة، جهاز الامن، الخدمة المدنية، وأكد على ضرورة وجود رؤية متفق عليها لشكل الفترة الانتقالية و تحديد مهامها، وتتمثل في آلية تكوين المجلس التشريعي الثوري_ و معايير الحكومة التنفيذية و هياكل السلطة اخيراً وأهمها تحديد اولويات الفترة ، وادارة الخلاف ، بجانب ضمان قيام المؤتمر الدستوري الذي يناقش قضايا الشعب السوداني.
قبضة الشارع :
وقال عضو لجان مقاومة ولاية نهر النيل محمد أحمد لـ(الجريدة) بدأنا فعليا في التنفيذ حيث احتل الثوار مواقعهم منذ وقت مبكر مع اخوانهم في المواكب التحضيرية ليوم ٣٠ يونيو ، وانتقد تصريحات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي المح فيه بانه رأى خروج في ابريل ٢٠١٩ و١٩٦٤ ، وقال وكأنه يقول اننا لا نمثل الشعب السوداني ولكننا هنا نسأل البرهان عن عدد الشهداء الذين سقطوا وعدد الجرحى والمصابين والمفقودين وكم عدد الذين يقبعون في المعتقلات ورغم ذلك حكمنا على انقلابك بالفشل منذ قبل اذاعة بيانك وحتى تاريخ اللحظة وانت تغلق الكباري بالحاويات وتقتل باستخدام سلاح الخرطوش ورغم ذلك سيأتيك ٣٠ يونيو الذي دخلت في حالة الهذيان هذه قبل بلوغه ولا مهرب لك من قبضة الشارع.
عدم الافلات من العقاب :
واوضح عضو لجان مقاومة الفاو انس كرزاي في تصريح لـ”الجريدة” أن مطالبهم واضحة من بينها ان تؤدي قوات الشرطة دورها وواجبها كاملا بامكانيات عالية جدا في حماية المواطنين والوطن، بجانب انشاء جهاز امن قوي ومتطور يحمي الدولة من الاختراق وكشف العملاء والجواسيس وتقديمهم للمحاكم بعقوبات رادعة، بجانب تشكيل حكومة كفاءات وطنية شريفة، و شدد على ضرورة دمج القوات في الجيش وتسريح كافة المليشيات لكي تقوم بواجبها المقدس في حماية الارض والدستور والعرض والوطن بقيادة موحدة، ودعا الاحزاب كي تبتعد عن الفترة الانتقالية وتجهز نفسها للانتخابات التي ستقام بعد عامين، وأردف ويتم وضع قانون صارم للاحزاب السياسية على ديمقراطية الحزب وقوميته وجغرافيته وشفافيته المالية، بالاضافة الى قانون انتخابات وتعداد سكاني محايد وقيام اجهزة دولة محايدة تماما تجاه الشعب بكافة اطيافه وعدم تسييس الخدمة المدنية والعسكرية .
وشدد كرزاي على ضرورة اقامة علاقات خارجية متوازنة تراعى فيها مصلحة السودان الاقتصادية والشفافية وجهاز قانوني عدلي مهني اخلاقي يعتمد علي عدم الافلات من العقاب وكشف الحقائق ومحاسبة الجناة مهما كانت مكانتهم الاجتماعية والسياسية والعسكرية، وذكر المجرم المجرم مجرم مهما كان ، وطالب بانشاء مجالس محلية وولائية وقومية بناءا علي رغبات الشعب من الشرفاء والمحبين لوطنهم والذين لايجاملون في الحق العام وتحقيق فيدرالية الدولة لتكون السلطات من الأدنى الى الاعلى لكي تحدث تنمية للريف للاستفادة من مواردها لتطور نفسها وامتلاك قرارها وذكر ” لجان مقاومة الفاو قدمت ميثاقها وشاركت في مناقشته كل محليات السودان ويشمل تلك المطالب .
تمسك قحت بالشارع :
من جهته أكد القيادي بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي والأمين السياسي بحزب التحالف الوطني السوداني عثمان محمد صالح مشاركتهم في المليونية والتعبئة العامة لانجاحها وقال إن الحرية والتغيير لن تتنازل عن الشارع ومطالبه فهي جزء منه ووجهنا قواعدنا للمشاركة في المليونية .
الخرطوم : سعاد الخضر – فدوى خزرجي
صحيفة الجريدة