نصرالدين السقاري يكتب: النزاعات القبلية إلى أين..؟
(1)
إن تسيس القبلية والزج بها في آتون النزاعات والحروب لهي من أهم الأسباب التي عصفت بإنسان السودان بصفة عامة وإنسان دارفور على وجه الخصوص .
يعتصرنا الحزن والألم لما يحدث الآن في جنوب دارفور ليمتد إلى جنوب كردفان وكلها نزاعات قبلية أصلها بين قبيلة وأخرى لأتفه الأسباب تبدأ بالماء والأراضي الرعوية والزراعية لتتطور وتلبس ثياب القبلية والجهوية البغيضة والسؤال الذي يفرض نفسه من الذي يؤجج تلكم الصراعات ويستفيد من استمرارها بصب الزيت على النار؟.
(2)
بكل أسف تشهد الآن كل ولاياتنا شرقها وغربها جنوبها ووسطها وشمالها ومناطق النيل الأزرق نزاَعات ومشاكل تصل مرحلة الحرب والإقتتال ذات طابع قبلي واضح للعيان لا ينكره إلا مكابرومن أهم أسباب نشوء الصراعات القبلية هشاشة الوضع السياسي والأمني وأيضاً الخطاب السياسي وإحساس بعض المناطق بالتهمش وعدم عدالة توزيع الثروات مما يولد الإحساس بالغبن السياسي والذي من شأنه يسهم في تفشي النزاعات.
(3)
ومما مازاد الطين بلةً تدخل الحكومة بحل الإدارة الأهلية القديمة واستبدالها بإدارة أهلية مسيسة تتبع للحكومة وليست إدارة أهلية كسابقتها التقليدية والتي كانت تجد القبول والإحترام وتحل كل المشكلات والنزاعات على الحواكير ومسارات الرعي ومياه الشرب، والأراضي الزراعية والتي تتقاطع مع مسارات الرعي وتسبب تلف الزراعة بفعل دخول الرعاة على المناطق المزروعة ودائماً ما يلجأون للإدارة الإهلية والتي تسهم بشكل كبير في فض النزاعات ونشر ثقافة التراضي والتصالح.
(4)
كان التعايش السلمي بين القبائل هو السائد وكان الناس يعيشون في ترابط وتآخي ومحبة حتى وقت قريب من تاريخ الأمة السودانية تحكمهم روح الإسلام والتعاليم الدينية السمحة يقتسمون الأرض الزراعية ومصادر المياه على شحها إلا أن سوء الأوضاع السياسية والإقتصادية والإدارات الأهلية وسوء إدارتها لملف النزاعات شجع المنتفعون والمتكسبون من أبناء دارفور أما لمصالح شخصية أو المتاجرة بالنزاعات وتأجيج الصراعات واستمرار الحروب مما يشجع تجار السلاح وتجار الحزبية للكسب السياسي والتسلق للسلطة.
(5)
يكفي هذا الوطن المثخن بالجراح نزيفاً يكفي هذا الوطن إحتراباً وإحتراقاً يكفي إنسان السودان الطيب الصابر خصاماً وقطيعةً يكفي إنسان السودان إنقساماً وتمزقاً وخلافاً وإختلافاً.
آن الأوان أن نضع أيدينا في أيدي بعض ونتفق على بناء السودان ويكون همنا الأوحد إنتشال هذا الوطن الجميل من وهدته تلك ليعود لموقعه الطبيعي والطليعي في مصاف الدول النامية والرائدة والقائدة.
وصلى الله على الحبيب المصطفى.
صحيفة الانتباهة