الأمن البحري ومكافحة الإرهاب .. السودان نقطة ارتكاز
أكد خبراء إقليميون أن السودان بموقعه الجغرافي أصبح محور ارتكاز لتأمين الملاحة البحرية، ومكافحة الإرهاب من خليج عدن جنوباً إلى قناة السويس شمالاً، لتعزيز التعاون العسكري بين الدول الشاطئة المطلِّة على البحر الأحمر وتحقيق السلم والأمن الدوليين.
وقال قائد الأسطول الغربي السعودي اللواء البحري الركن يحيى بن محمد عسيري: إن انطلاقة مناورات التمرين البحري المختلط الموج الأحمر الخامس للقوات البحرية الملكية السعودية خلال اليومين الماضيين بمشاركة قوات دول (مصر والسودان والأردن والسعودية واليمن وجيبوتي)، تهدف إلى تحقيق الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر وتأمين حركة الملاحة وتبادل الخبرات القتالية بين وحدات الدول المشاركة ومتابعة الجماعات الإرهابية.
ميثاق تأسيس
ويرى الخبراء أن تزامن المنشورات العسكرية مع مصادقة السودان على ميثاق تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن في الرياض من أجل إدارة موارد البحار تحقيقاً لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وحماية البيئة والمساهمة في تعزيز السلم والأمن الدوليين .
يؤكد الخبراء أن مشاركة السودان في مناورات التمرين البحري المختلط يأتي ضمن المحافظة على أمن الدول المطلِّة على البحر الأحمر، مثل دولتي مصر والأردن في أقصى الشمال ودولتي جيبوتي واليمن في أقصى الجنوب، وهذا سر الصراع الروسي والأمريكي لإيجاد موطئ قدم لهما في السودان لموقعه الاستراتيجي
ويقول الخبير في الدراسات الاستراتيجية دكتور محمد علي تورشين: إن المكوِّن العسكري يحافظ على صورة السودان إقليمياً ودولياً ويساهم في دعم السيادة الوطنية بالرغم من التدمير الكبير الذي لحق بالسودان خلال السنوات الماضية، لكن ما تزال القوات السودانية تقوم بحماية البلاد من أي مهدِّد للأمن القومي.
أطول ساحل
فيما يقول الكاتب والمحلِّل السياسي عوض عبد الرحمن: إن السودان يحتفظ بورقة مهمة في العلاقات الدولية يمكن أن يناور بها بشأن علاقته الخارجية، وقال لـ(الصيحة): إن السودان يمتلك أطول ساحل مطل على البحر الأحمر من بين الدول الشاطئية بجانب ذلك يقع بين ممرين مهمين. ورغم ذلك لم يستفد منه في إقرار علاقته الخارجية وتحقيق مصالحه، وأضاف: ربما أن السنوات الثلاث الماضية، كانت قاضية لكثير من القيم التي ورثت من الماضي التي تتعلق بالحفاظ على المصالح العليا للدولة الذي يحقق الأمن القومي ويقوِّيه، بالتالي فإن قضية الأمن القومي في مثل هذه الظروف مهمة بالنسبة لأي دولة يمكن تتعامل مع العالم. وقال: السودان ظل يحافظ على الأمن البحري ومكافحة الإرهاب عبر الممرات البحرية والبرية بجانب ذلك وقف تدفقات الهجرة غير المشروعة التي تتخذ من السودان معبراً إلى دول الاتحاد الأروبي، وبالتالي من المهم النظر إلى السودان من خلال تلك المعطيات وأهمية دوره في تحقيق الأمن والسلم الدوليين .
ساحة تنافس
من ناحية أخرى أشار عبد الرحمن، إلى أن موقع السودان وأهميته خلال السنوات الماضية جعله قبلة وساحة للتنافس الدولي والإقليمي من خلال محاولة روسيا إقامة قاعدة عسكرية بالقرب من ميناء بورتسودان، ما أثار كثير من اللغط وتحفظات لدى الدوائر السياسية والأمنية أدت إلى تأجيل إقامة القاعدة الروسية، ولعل من المهم في هذا النظر إلى الدور الأمريكي في الضغط على الخرطوم لرفض الاتفاق الذي أبرم في عهد النظام السابق، وبالتالي أمريكا تخشى من تمركز روسي في البحر الأحمر يهدِّد مصالحها في المنطقة، ورغم ذلك نجد أن الدور الإقليمي كبير في توحيد الجهود للحفاظ على أمن المنطقة البحرية بتحريك الجهود المشتركة لرعاية المصالح والحفاظ عليها من خلال التعاطي معها في المحافل الدولية والإقليمية وتنسيق الجهود.
عابرة للحدود
يُعوِّل مختصون وخبراء على السودان كي يلعب دور محور الارتكاز في كرة القدم لمحاربة الإرهاب ومكافحة التطرُّف والجريمة العابرة للحدود الدولية، ويرى المختص في الشؤون العسكرية د. أبوبكر آدم، أن ذلك دليل على أهمية السودان وموقعه الجيوسياسي بالنسبة للمجتمع الدولي، وقال لـ(الصيحة): العالم يتحرَّك الآن عبر بوابات المصالح الكبيرة بحيث يكون لكل دولة دور تقوم به تجاه العالم، وقال: ليس هنالك جزر معزولة وليس هناك محور واحد يضغط تجاه تحريك العالم وإنما هناك مصالح تتحرَّك، ويرى أن الحرب الروسية الأوكرانية تحرِّكها تقاطعات المصالح الدولية في أوكرانيا، ولذلك هي ضحية، وقال: لو نظرنا نجد أن موسكو كانت حريصة على تأمين الموانئ البحرية، ولذلك كسبت الآن الحرب الاقتصادية بتحريك الموانئ البحرية لأوكرانيا. السودان في موقعه يمكنه أن يلعب أكثر من دور في المنطقة.
الخرطوم: صلاح مختار
صحيفة الصيحة