جرائم وحوادث

صمود توباك ورفاقه يدهش قوات الانقلاب

مشاهدات من أمام محكمة الثوار المتهمين في قضية العميد بريمة

مشاهدات من أمام محكمة الثوار المتهمين في قضية العميد بريمة
* صمود توباك ورفاقه يدهش قوات الانقلاب
* خالته تذرف الدموع عند مشاهدته مكبل القدمين
* فشل محاولات الشرطة استفزاز الثوار لالتزامهم بالسلمية
* اتجاه لزيادة ارتكازات الشرطة حتى شارع عبيد ختم

في أول ظهور للثائر محمد آدم توباك المتهم وبقية الثوار محمد الفاتح ترهاقا، وأحمد الفاتح “الننة”، ومصعب شريف في قضية مقتل العميد بريمة وهو في طريقه للجلسة الأولى للمحكمة التي انعقدت أمس بمعهد العلوم القضائية لم تفارق صورة توباك وهو يرفع علامة النصر للثوار لم تفارق مخيلة السودانيين وملأتهم بالحماس واليقين في أن الثورة ماضية ولن تنكسر رغم ما واجهه الثوار من الانقلابيين ظهر توباك وهو مكبل الرجلين الا أن ابتسامته الناصعة ملأت ساحة المحكمة بالأمل في المستقبل الذي لن يضام أو يظلم فيه مواطن سوداني.
وكانت أبرز تعليقات الثوار “جئنا لمؤازرة توباك ورفاقه لكنهم زادونا يقينا وصلابة“.

انتشار أمني كثيف
واحتشدت أسر الثوار المتهمين ود. زينب التي وجهت لها تهمة التحريض على القتل وتضامن معهم المئات من الثوار، وكعادة السلطات في اتخاذ الاجراءات الامنية التي تستبق بها بداية كل مليونية حيث قامت بتكثيف الانتشار الامني أمس أمام المحكمة ومحيطها منذ الساعة الثامنة صباحاً وشوهدت 15 عربة بوكس مرتكزة أمام المحكمة، بجانب 4 عربات رش مياه، بالاضافة الى 7 عربات من الاحتياطي المركزي”، حضوراً أمام المحكمة منذ الصباح الباكر حاملين لافتات أكدوا فيها بأن ابنائهم ليسو بقتلة، وتطالب بتحقيق العدالة ، ونوهوا فيها الى أن الحرية حق وليست منحة ، كما تضامنت أسر الشهيدين خاطر حسن، وعلي حب الدين مع أسر المتهمين، بالاضافة الى المشاركين في حملة “كلنا معاكم”.

الالتزام بالسلمية
وعند الساعة التاسعة والنصف وصل الى ساحة المحكمة موكب لجان مقاومة الشجرة والحماداب وهم يرفعون صور المعتقلين ومرددين هتافات ” توباك ما قاتل توباك والننة مناضل، المجلس قاتل ، والجنجويد قتلوا العميد” ، وفي الاثناء وجه الضابط وافراد الشرطة بمنع الهتافات بالاضافة الى ابعادهم من أمام بوابة المحكمة، وعلى الرغم من أن العساكر استفزوا الثوار طوال الجلسةالتزم الثوار بعدم الرد عليهم ونفذوا وقفة صامتة وتحركوا جنوب بوابة المحكمة.

دهشة الصمود
عند وصول العربة التي أقلت توباك ورفاقه من السجن وعلى الرغم من أنهم
ذاقوا اشد أنواع العذاب داخل السجن جاءوا اليوم الى قاعة المحكمة ليعلم الثوار والشعب السوداني درساً جديداً في معاني الصمود على الرغم من ان أرجلهم تكبلها السلاسل الحديدية كانت الابتسامة والثقة والقوة والثبات الصمود تظهر على وجوههم، في مشهد اذهل الحراس وضباط وأفراد الشرطة الذين كانوا يرتكزون أمام بوابة المحكمة فعند وصولهم لوح توباك بيده بعلامة النصر للثوار ثم اعقبها بابتسامته
الناصعة واستقبلهم الثوار مرددين “توباك ماقاتل والننة مناضل” ورفع رفاق المعتقلين علامات النصر في محاولة حثيثة منهم لاظهار تبدل حزنهم فرحا بثبات رفاقهم، وارتفعت الاصوات بالهتافات وزغاريد الكنداكات والبكاء والصرخات الهيستيرية التي تقشعر لها الابدان وأرسلت رسالة قوة بأن رفاقكم معكم حتى النصر وتحقيق العدالة، مرددين هتاف “ثوار احرار حنكمل المشوار.

زيادة ارتكازات الشرطة
ودار حوار بين ضابط وافراد الشرطة شهدته “الجريدة” حيث أكد أحد الضباط أن التأمين ضعيف وطالب بزيادة القوة العسكرية ووجه في الجلسة القادمة بأن يكون ارتكازات الشرطة من بداية تقاطع عبيد ختم وبقوة أكبر.
وفي الاثناء علم الثوار بأن قوة من الاحتياطي المركزي قادمة باتجاه المحكمة، وبدورها وجهت اللجنة الميدانية بعدم الاشتباك معهم، ودعت الثوار للالتزام بالسلمية من أجل اخوانهم المتهمين” .

حريق عيون الظلام
وتفاعل ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي مع مشهد تلويحة توباك بيده بعلامة النصر حيث علق الصحفي الزين عثمان عبر صفحته في الفيس بوك قائلاً في كل مكان كان يخرج صوت الثوار عالياً مُحملاً بكل الإيمان واليقين” توباك مَا قاتل الننه مناضل”.
وهذا الصباح يخرج عليهم ذات الفتى مُلوحاً بعلامة النصر ومؤكداً على صدق الرفاق، ومن يرفع أصبعه أعلى من كل الظالمين سيظل رأسه مرفوعاً وعلى الدوام، ووصف تلك التلويحة بأنها تشبه تلويحة الشهيد عيسى “دودو” التي تظهر فيها ثبات وعظمة تؤكد بأن الصباح قادم، وكأنه بحركة هذا الإصبع احرق كل عيون الظلام بالضوء، وأكد على ان هؤلاء الشباب سينتصرون، وان هذه المحكمة ستظل شاهد على هزيمة الانقلابيين، وأردف: تلك الأصوات الصادحة بالحق لا تترك لك غير ان تبكي سعادة كونك من بلد ديل أولادها ديل خيرها وزادها، ما بتهزمونا ولا بتحكمونا”.

صورة للتاريخ
وعلقت لجان مقاومة عطبرة على صورة توباك عبر صفحتها “بالفيس بوك” مؤكدة أن هذه الصورة ستذكر للأجيال في كتب التاريخ، وطالبت بالحرية للمعتقلين.

الرهان على البراءة
وفي مشهد حزين لم تقوى خالة توباك صباح سليمان عندما رأته ورجليه مكبلات بالقيود الحديدية واتكأت على جزع شجرة بالقرب من المحكمة وذرفت الدموع بحرقة وألم، وقالت لـ”الجريدة” والعبرة تخنق صوتها ويظهر على وجهها وعينيها ارهاق السهر كأنما لم تنام لمدة شهر كامل بسبب قلقها وخوفها على مصير ابن أختها وكادت الهموم أن تعصف بها، وقالت صباح “للجريدة” ” هذا امتحان من الله لهؤلاء الشباب وسوف تتحقق العدالة بإذن الله وسيظهر الحق، وتحسرت قائلة: لم يسمحوا لنا أنا وشقيقة توباك من الدخول لحضور المحكمة ، وتساءلت لماذا يتم السماح لدخول شخصين من كل افراد أسرة متهم في حين سمحوا لأكثر من 10 أفراد من اسرة العميد القتيل بالدخول الى قاعة المحكمة ؟وتساءلت للمرة الثانية اليس هذا بظلم؟.

الجيل الراكب راس
والتقت “الجريدة ” بعضو لجان مقاومة الخرطوم فضل حجب اسمه وقال” لن ينالوا من ثورتنا ولو جمعوا كل الفلول الذين يريدون كسر عنق الحقيقة ويفصلون القانون كما كانوا وكما عهدوا وهم تربوا على ذلك، واضاف: لكن فات عليهم ان هذا الجيل الراكب راس الذي لن تنل منه انتهاكتهم التي مارسوها ولا أساليب تعذيبهم التي يريدون اخفائها بتأجيل عرضهم على الطب الشرعي حتى دون ان يقدموا مبررات تثبت انهم يضعون القانون في جيوبهم، لكن ثبات ثوارنا اثبت لهم في أقل من دقيقة انهم ينتمون لهذا الشعب الثائر فمنذ نزولهم من عربة البوكس وحتى دخولهم لقاعة المحكمة حيث وقفوا وهم يلوحون بعلامة النصر لرفاقهم ورفع توباك شعار “غاضبون” وأثبتوا أنهم لا يأبهون بمن حولهم من العساكر الذين بدت على وجوههم الدهشة والخوف الذي رأيناه في وجوههم.
وتابع: وفي الوقت ذاته أثبتنا كثوار أن قوات الانقلاب لن تنال منا بالتلفيق ولن تهزمنا بالمواجهة رغم أسلحتها التي تواجه سلميتنا وانها تهاب الثوار حتى وهم مقيدين، ومهما لفقوا للننه ورفاقه ومهما اعتقلتم من الثوار لن تلين لنا عزيمة.

فشل محاولات الشيطنة
واعتبر عضو لجان المقاومة أن ما وضح أمس من ثبات المعتقلين امام المحكمة رغم التعذيب يثبت ان هذه القضية من ضمن مخططاتهم لشيطنة الثورة وحتى يقولوا انها حادت عن السلمية وكان تمهيداً منهم لمجزرة أخرى تضاف لاباداتهم التي ابادوها لهذا الشعب، وزاد: لكن نقول لهم سلمية وستظل سلمية وستهزمون بالسلمية ولن تفلحوا في مسعاكم ولن نتنازل عنها ليس جبنا منا وندرك جيداً حجم قوتنا ولكنا أحرص منكم على هذه البلاد فهذه الارض لنا ولن تنزلق نحو الدمار لأجل مصالحكم الشخصية.

بشريات الجلسة الأولى
وعقب انتهاء جلسة المحكمة خاطب احد الثوار الحشد لتنويرهم بما حدث داخل قاعة المحكمة قائلاً: بثباتكم ونضالكم لاول مرة في تاريخ القضاء السوداني الدفاع سيطلع على يوميات التحري لمعرفة الاجراءات ، ثانياً الدفاع انتزع حق عرض المتهمين للطب الشرعي لتحديد نوع الاصابات، ثالثاً: تم السماح للدكتورة زينب بعدم حضورها لجلسات المحكمة نسبة لاصابتها في الرجل ، وأعلن عن تحديد الجلسة الثانية في 12من يونيو القادم، وطمأن الثوار على الوضع الصحي للمعتقلين وأكد بأنهم بخير، وأضاف أن روح الثورة التي قدمتموها لهم اليوم وصلت لهم داخل قاعة المحكمة، ودعا كافة الثوار للاستمرار في دعم المعتقلين والحضور لجلسات المحكمة القادمة.

اعتقالات للثوار
وعقب التنوير الذي استمع الثوار اليه تحركوا من أمام المحكمة بهتافتهم السلمية وتسارع الشباب الي امتطاء وسائل المواصلات (مواصلات عامة، ركشات، ترحال، أوسيرا على أقدامهم) ، وقد رصدت “الجريدة” عربة بوكس بها افراد بزي مدني تقف بالناحية الشمالية من المحكمة تدل على ان هناك ترصد من قبل الاجهزة الامنية لتنفيذ اعتقالات ، وكشفت لجان مقاومة السامراب عن تنفيذ المباحث الفيدرالية حملة اعتقالات عشوائية، وأوضحت مداهمة سيارة الثائر مصطفى قلندر وتم إعتقال كلاً من الثوار(سنبل، عسجد، محمد غاندي خنفث، وآخرين)، واستنكرت لجان مقاومة السامراب كل أحداث العنف المفرط والمجازر المتكرر في كل انحاء البلاد و آخرها مجزرة ٢٨ في الكلاكلة.

تحركات مريبة
وحول استفزازات العساكر للثوار أمام محكمة العلوم القضائية للثوار قالت لجان أحياء السامراب، ها نحن في مشهدٍ آخر و سيناريو مكرر من قبل الطغمة المتسلطة على الحكم في سوداننا الحبيب، وبدأت أحداث محكمة المتهمين في البلاغ الكيدي الذي تم تلفيقه من قبل الانقلابيين في مواجهة كلاً من التروس: ( محمد آدم توباك، احمد الفاتح الننة، محمد الفاتح، مصعب الشريف)، حيث احتشد الثوار والثائرات أمام محكمة العلوم القضائية بكل سلمية ، و قد لاحظ الثوار تحركات مريبة ، وأكدت انه تم التعامل مع استفزاز العساكر المستمرة أمام المحكمة بكل سلمية.

وتابعت : نحن نضع بين أيديكم كل الحقائق التي تجعل من الحراك الثوري واجب على كل مواطن في هذه الدولة، وان السكوت على مثل هذه الانتهاكات في حد ذاته جريمة، وإضافة الى كل ما سبق نعلم جيداً أذرع النظام التي يستخدمها الانقلابيون القتلة، واتهمت لجان مقاومة السامراب ملازم أول بقسم الفرعية وسط بأنه ظل يترصد الثوار بصورة مستديمة و خصوصاً الثائر مصطفى “قلندر”، وكشفت عن انه أجرى اتصالاً هاتفياً به عدة مرات لإستدراجه وعندما لم يستجب مصطفى لذلك الاستدراج شرع الملازم في أسلوب التهديد و قالها بالفم المليان (بجيبك يا مصطفى)، وأكدت على وجود شهود على ذلك، وأردفت: اليوم وجد ضالته حيث قام بتنفيذ الاعتقال.

رصد: فدوى خزرجي
صحيفة الجريدة