لا حل لنا إلا دولة المؤسسات
محجوب مدني محجوب
كل الحديث عن قبضة جيش قوي أو عن شرطة تحسم كل متلفت أو الحديث عن حزب خائن ذهب إلى (كاودا) أو علماني يستولى على جزء من الوطن بحجة تحقيق أجندة خاصة به.
كل هذه الأحاديث بدون دولة مؤسسات ما هي إلا استهلاك وتضييع للوقت لا أكثر.
الجيش لا ينجز عمله إلا من خلال العمل المؤسسي، وكذلك الشرطة وكل القوات النظامية.
كذلك الخدمة المدنية لا بد أن يكون جميع عملها مؤسسي.
العمل المؤسسي يخفي كل العيوب التي نعاني منها فهو :
* يبعد كل مزاج عن العمل.
* يبعد كل متلاعب ومستهتر بالعمل.
* يبعد كل من لا ينتج.
* يبعد كل متآمر على الوطن.
* يظل العمل في تحسن وتطور .
* يجذب العمل المؤسسي الأكفاء والمؤهلين.
* يبعد التدخل الخارجي تحت مظلة أي حجة.
إن العمل المؤسسي عبارة عن نظام يحرك جميع أجهزة الدولة. تصدر القرار المؤسسة لا الفرد، فمن أصاب فقد سار على النظام، ومن أخطأ فقد خالف النظام.
لا يوجد شخص واحد يرجع إليه في العمل المؤسسي، وبالتالي كل أجهزة الدولة من دستورية ونظامية وتنفيذية وقضائية تدور حول فلك مؤسسي.
يعتمد عمل الدولة كله على نظم تحرك الدولة تكافئ المحسن وتعاقب المخطئ وفقا لمؤسساتها.
وإن حدث خطأ يعمل على تعديله من خلال الجزء الخاص بالمؤسسة الذي حدث فيها الخلل.
قطعا العمل المؤسسي لأركان الدولة لا يتم إلا من خلال الحكم المدني، فما أن يضع الحكم المدني قدمه على مفاصل الدولة إلا وتبدأ مؤسسات الدولة في التأسيس والانتعاش.
وتزول كل أمراض العنصرية والجهوية التي تعمل على زعزعة وتقسيم السودان.
كذلك التدخل الأجنبي وعمالة أبناء الوطن لا تختفي إلا من خلال العمل المؤسسي.
الجيش وحده لن يستطيع إزالة الأمراض التي تلحق بالدولة، وقد جرب السودان ذلك، فأكثر الفترات التي حكمته كانت عسكرية، فلم يكن مصير هذه الأمراض إلا الازدياد والقوة.
حتى الصراعات التي لا تزيد الأزمات إلا سوءا سوف تختفي ويحل محلها التنافس الذي يريد أن يبرز نفسه من خلال العمل المؤسسي لا من خلال التكتلات والاتهامات التي تصدر من طرف على طرف في حين أن كلا الطرفين ينبغي أن يضمهم وطن واحد.
لا يتفوق طرف على طرف إلا بمقدار الإنجاز الذي يحققه كل طرف في دعم العمل المؤسسي.
استقرار السودان مرتبط كل الارتباط بتمليك الدولة العمل المؤسسي، فكلما اقترب السودان من أسبابه كلما استقر والعكس صحيح.
صحيفة الانتباهة