واشنطن تطالب بتحقيق “شامل وشفاف” في اغتيال شيرين أبو عاقلة
طالبت واشنطن، الثلاثاء، بفتح تحقيق “شامل وشفاف” في اغتيال مراسلة شبكة الجزيرة الصحافية شيرين أبو عاقلة، التي استشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتها اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في 11 مايو/أيار الجاري.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في إفادة صحافية، إنّ واشنطن “تريد تحقيقاً شاملاً وشفافاً بشأن مقتل الصحافية الفلسطينية- الأميركية شيرين أبو عاقلة”. وأشار، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول، إلى أنّ الإدارة الأميركية “لا تعتقد أنّ المحكمة الجنائية الدولية هي المكان المناسب” للتحقيق في اغتيال أبو عاقلة.
وفي السياق، لفت برايس إلى أنّ واشنطن دعت “الفلسطينيين والإسرائيليين للتعاون في التحقيق بمقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة”.
وكانت الخارجية الفلسطينية، قد أعلنت، الإثنين، أنها راسلت المحكمة الجنائية الدولية، بشأن إعدام أبو عاقلة وجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وفي 11 مايو/أيار الجاري، استشهدت أبو عاقلة (51 عاماً) جراء إصابتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيتها اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
“سي أن أن”: الجيش الإسرائيلي استهدف شيرين أبو عاقلة بشكل مباشر
وقال شبكة سي أن أن الأميركية، في تحقيق نشرته، أمس الثلاثاء، إنها جمعت أدلة تؤكد أنّ الجيش الإسرائيلي استهدف مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين بشكل مباشر.
ومن خلال مراجعتها للفيديوهات التي تم توثيقها، إضافة إلى أقوال الشهود، أكدت الشبكة عدم وجود مسلحين فلسطينيين، موضحة أنّ قوات الاحتلال تواجدت في نفس الشارع الذي كانت فيه أبو عاقلة، وأنها أطلقت النيران عمداً على الصحافيين، علماً أنهم يرتدون سترات واقية تحدد هويتهم كصحافيين.
وقالت الصحافية الفلسطينية شذى حنايشة التي كانت برفقة أبو عاقلة لـ”سي أن أن”: “لقد وقفنا أمام المركبات العسكرية الإسرائيلية لحوالي خمس إلى عشر دقائق قبل أن نتحرك للتأكد من رؤيتنا. وهذه عادتنا كصحافيين، نتحرك كمجموعة ونقف أمامهم لذلك هم يعلمون أننا صحافيون”.
وبالرجوع إلى فيديو من موقع الحادث والاستناد إلى أقوال ثمانية شهود (4 صحافيين وثلاثة مواطنين) ومحلل صوتي وخبير أسلحة، نفت الشبكة زيف ادعاءات جيش الاحتلال بأنّ أبو عاقلة قتلت خلال إطلاق نار من قبل فلسطينيين، مؤكدة أنه لم يكن هناك أي إطلاق نار في المنطقة التي قتلت فيها أبو عاقلة ولا وجود لمسلحين فلسطينيين فيها، وأنّ أبو عاقلة قتلت برصاص جيش الاحتلال.
وقالت الشبكة إنها حصلت على مقطع فيديو مدته 16 دقيقة التقطه سالم عوض أحد سكان مخيم جنين، عبر هاتفه، يظهر فيه الرجل وهو يصور مكان تجمع الصحافيين، ويسمع فيه صوته وهو يقول مخاطباً شخصاً بجانبه: “انظر إلى القناصين (…) لا تمزح. لا نريد أن نموت. نريد أن نعيش”.
وفي مقابلة مع الشبكة قال سالم عوض: “لم يكن هناك مسلحون ولا اشتباكات في المنطقة، نظراً لوجود الصحافيين.. لم نكن نتوقع أن يكون هناك إطلاق نار”. وتابع: “لم تكن هناك اشتباكات على الإطلاق.. كنا نتجول ونضحك مع الصحافيين.. لم نكن خائفين ولم نتوقع حدوث أي شيء لأننا عندما رأينا الصحافيين اعتقدنا أننا سنكون في منطقة آمنة”.
وأضاف: “بعد وصولي إلى المكان بسبع دقائق تغيّر الوضع بالكامل.. أطلقت دورية من مجمل أربع إلى خمس دوريات النيران باتجاه أبو عاقلة وعندما حاولنا الاقتراب لمساعدتها أطلقوا النار علينا”. فيما يبين الفيديو الذي جرى توثيقه في هذه اللحظة وضوح خط الرؤية بشكل مباشر لجنود الاحتلال.
وقال فتى يبلغ من العمر 16 عاماً كان بين المتواجدين في الشارع، إنه لم يكن هناك أي اشتباك أو رشق للحجارة قبل إطلاق النار على شيرين أبو عاقلة. وأضاف أنّ الصحافيين طلبوا منهم عدم لحاقهم أثناء سيرهم باتجاه قوات الاحتلال، لذلك بقي مكانه وشاهد عملية قتلها.
من جانبه، أكد كوب سميث وهو مستشار أمني ومحارب قديم في الجيش البريطاني، بعد اطلاعه على الصور والفيديوهات، أنّ أبو عاقلة قتلت في طلقات متقطعة وليس عبر إطلاق نار آلي، مشيراً إلى أنّ عدد الرصاصات التي أصابت الشجرة التي كانت تختبئ خلفها الصحافية شذى حنايشة وبجوارها أبو عاقلة، يؤكد أنّ الطلقات لم تكن عشوائية، وأنه جرى استهدافها مباشرة.
وأكد أنّ غالبية عمليات إطلاق النار من الفلسطينيين التي جرى توثيقها كانت عبارة عن زخات عشوائية، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع الرواية القائلة إنّ أبو عاقلة قتلت برصاص فلسطيني.
العربي الجديد