مقالات متنوعة

يوسف التاي يكتب.. الانتصار على الأجندة الشريرة

الناظر إلى المشهد السوداني “المتلبك” والمعقد، يدرك أن العبور إلى المنطقة الآمنة والانتصار على الأجندة الشريرة ليس أمراً سهلاً بل هو طريق شاق ملؤه الصعاب والآلام والأوجاع ويحتاج إلى صبرٍ طويل المران، فجسر العبور يترآى الآن كما لو أنه أرقَّ من الشعرة وأحدَّ من السيف… العبور ليس مستحيلاً ولكنه صعب للغاية، فإما التركيز واليقظة والانتباه والحذر وتحمل المصاعب والأذى ، أو السقوط في الهاوية…

(2)

مهما أسهبنا في الحديث وأكثرنا من الجدل والمحاولات فلن نجد إلا جسراً واحداً للعبور الآمن، ذلك الجسر هو التوافق على برنامج وطني بين جميع القوى السياسية بالبلاد، هذا البرنامج القومي في حده الأدنى وحده الذي يؤمِّن الطريق ويحفظ وحدة البلاد ويصون الحريات والحقوق ويحقق أهداف الثورة وشعاراتها ويوصلنا إلى التحول الديمقراطي، وهو وحده الذي سيحول دون تحقيق أجندة المتربصين بأمننا القومي، والعملاء والجواسيس وأهداف المحاور الإقليمية والدولية الطامعة في ثرواتنا… هذا البرنامج وحده القادر على منع الانزلاق إلى أتون الفوضى والتمزق والحرب الأهلية المحتملة وإخماد الفتن العنصرية والجهوية..

(3)

حتى لا نخدع أنفسنا يجب أن يستقر في أذهاننا أن التوافق وإيجاد الحد الأدنى من التراضي ليس أمراً سهلاً، فهناك الكثير من الصعاب والتعقيدات والمطبات والمتاريس في هذا الطريق … برنامج التوافق الوطني في حده الأدنى هو الجسر الآمن الذي سيوصلنا إلى ساحة التنافس الانتخابي، لكن في نفس الوقت هناك قوى صغيرة العدد خفيفة الوزن عديمة الخبرة تريد أن تحكم بدون استحقاق انتخابي، وتفرض رؤيتها رغم أنف الجميع، وهذا أول التحديات والمصاعب والمتاريس في طريق الوصول إلى التوافق الوطني…

(4)

هناك أيضاً حركات مسلحة (الحلو، وعبد الواحد) نموذجاً، ليس من السهل التوصل معها إلى نقطة التقاء، فقادة الحركتين كلاهما متعصب لرأيه ويريد كل منهما فرض رؤيته على الآخرين بالقوة والتعنت بعيداً عن رغبة الأغلبية وديمقراطيتها، فمن الصعب التوافق مع رجل يحارب عقيدة الأغلبية ويرهن حل المشكلات السياسية بترك هذه الأغلبية لشريعتها ومنهجها ويرى أن شريعة الإسلام هي مصدر الشر وتقسيم الناس، ويزعم وفقاً لموقع (صوت الهامش) “أن الشريعة تقسم الناس وتصنف غير المسلمين ليس لديهم مكان في السودان” هكذا اورد موقع صوت الهامش حديث عبد العزيز الحلو، فأي حكومة قالت (إن غير المسلمين ليس لديهم مكان في السودان) وأي نظام وأي حزب قال هذا ومتى ؟!!! هذا افتراء وكذب رخيص لتأجيج الصراع الديني واستدرار العاطفة الدينية للكنائس العالمية… أقول من الصعب التوافق مع من يفرض أيدلوجيته ورؤيته ورغباته الخاصة على الأغلبية ولكن بالطبع ليس مستحيلاً… ألم أقل إن الأمر ليس سهلاً، ومع ذلك لا بد من الصبر وتحمل التفاوض مع الحلو ونور لأن الخيار الثاني هو الحرب والتقسيم ..

(5)

التوافق على البرنامج القومي الذي يولي أمن السودان واستقراره وحقن دماء شعبه الأولوية القصوى ليس هو الطريق المفضي إلى الانتقال السلس والتحول الديمقراطي فحسب بل هو وحده الذي يقطع الطريق أمام أصحاب الأجندات الشريرة الخارجية والداخلية، وهو الذي يمنع التدخلات الأجنبية وقلة الأدب التي نراها اليوم من بعض الأجانب الذين يتجاوزون حدود مهامهم ووظائفهم…..اللهم هذا قسمي فيما املك.

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة