محمد عبد الماجد يكتب.. شيخ تف تف !
(1)
شاهدت في احدى الصور التي التقطت لإحدى منصات الحوار والوفاق الوطني كما يطلق عليه بغير وفاق في الايام الماضية التي كنا بعيدين فيها عن الكتابة، صورة للشيخ محمد المصطفى عبدالقادر (شيخ تف تف) وهو يتكئ على المنصة الرئيسية للحوار في (لقطة) كشفت لنا عن السطحية، والمستوى الضحل الذي وصل اليه الحوار والوفاق الوطني الذي بدأ من التوم هجو وانتهى بالشيخ محمد المصطفى عبدالقادر.
لم يبق للعسكر غير برمة ناصر وشيخ محمد المصطفى وغيرهم من (الارجوزات) الذين يستعملون كنباتات الزينة والظل في مثل هذه المنصات لمحاورتهم والتوافق معهم.
قد يستعين العسكر في الايام القادمة بشيخ الامين فهو افضل من يتحدث عن (الحنة) ويدعو لها اذا كان المقصود من تلك الحوارات اللا موضوعية واللا شيء.
افضل شيء للا شيء هو شيخ الأمين.
الشيخ محمد المصطفى الذي اشتهر بالتفاف حتى صار يعرف بشيخ تف تف لم تجد حكومة الانقلاب غيره لكي تعبر عن انفتاحها وعن الحوار والوفاق الذي تدعو اليه.
اذا كان الشيخ محمد المصطفى (طارداً) لأنصاره الذين (يتف) عليهم و(يبصق) على وجوههم في خطبه الدينية كيف يكون داعياً للحوار وجسراً للوفاق الوطني؟
من يفعل ذلك في (السلام) ماذا يفعل في (الحرب)؟
رجل لا يتوافق مع اصدقائه هل يتوافق مع خصومه؟
فاقد الشيء لا يعطيه فكيف ان كان (يبصق) عليه؟
(2)
نحن لسنا فقهاء في الدين ولا نعرف فيه اكثر من الشيخ محمد المصطفى عبدالقادر لكن ندرك ان الطريقة التي يتبعها الشيخ محمد المصطفى (شيخ تف تف) في دعوته وإرشاداته طريقة (منفرة) ، ولا تمثل (الاسلام) في شيء ،ولا تعبر عنه، والله سبحانه وتعالى قال عن افضل خلقه (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
هذا عن المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي وصف المولى عز وجل خلقه وقال عنه : (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ). الرسول الذي ارسل رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) بكل هذه الاخلاق والرحمة كان يمكن ان ينفض عنه الناس لو كان فظاً غليظ القلب، فكيف لمن هو دونه من عامة البشر، يتحدث عن جلالة قدره، ويتف على الناس وهو يدعو الى الهداية والصلاح؟
تأدبوا وتلطفوا وانتم تتحدثون عن الاسلام وتدعون اليه.
اذا كنتم تدعون الى سبيل الله حقاً والى الحوار والسلام والوفاق الوطني فاقتدوا بمن قال له الله تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).
وحده تعالى هو الذي يعلم بمن ضل عن سبيله ووحده هو اعلم بالمهتدين. هذا الامر لا يملكه الشيخ محمد المصطفى ولا الشيخ مزمل فقيري ولا شيخ الامين الذي يدعو الى سبيل ربه باستعراض الازياء والتندر والسخرية بمن يتصدق عليهم.
فرعون الذي قال عنه تعالى : (فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلْأَعْلَ) وبعد ان بلغ هذه المرحلة من الكفر والفسوق كان خطاب الله سبحانه وتعالى وأمره لموسى وهارون بهذا اللطف والرحمة (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى – فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى).
ان من يتحدث عن هذه القيم والمثل يجب ان يكون ليناً ولطيفاً وان لا يشوه هذه التعاليم بالتفاف والتأفف على شعب ومواطنين تعاليم الاسلام من طباعهم التي ولدوا بها ونشأوا عليها.
(3)
الاجسام الهلامية، والأحزاب الفلينية، والشخصيات الكرتونية التي تحاورها الحكومة الانقلابية الآن المقصود بها ملء فراغات، او هي محاولة لكي يحجزوا بها نصيبهم من الثروة والسلطة والدعومات التي سوف تأتي من الخارج في حالة التوافق الوطني الذي يحاولون ان يصنعوه الآن من فراغ.
من يحاورهم الآن اشبه بالحجارة التي تضع في الصفوف من اجل ان تحتفظ من خلالها بمكانك في الصف.
او هم مثل (حقائب) السيدات التي يحجزن بهن (المقاعد) في المركبات العامة عبر (شبابيك) المركبة، عندما يكون باب المركبة مسدوداً.
الحكومة الانقلابية تحاور في احزاب لا تملك سنداً ولا وجود لها على ارض الواقع – هي احزاب مجرد (لافتات) وقيادات لا تحمل من الحضور غير انهم يمتلكون فقط (اسماء عمل). من هنا جاء اسم (احزاب مسجلة)، الفرية التي صنعت في العهد البائد أحزاب لا وزن لها.
الحكومة بحوارها مع هذه الاحزاب (المُنخنقة والمَوقوذة والمُتردية والنَّطيحة وما اكل السبع ) اشبه بالسمسار الذي يشتري (منزلاً) من شخص لا يمتلكه ولا يمتلك حجته القانونية ويعمل بعد ذلك من اجل بيعه باعتباره مالكاً له.
ملء الفراغ بالفراغ لا يعطينا غير الفراغ العريض وهذا هو عين ما تفعله الحكومة بعد انقلاب 25 اكتوبر.
لقد انقلبوا عليهم من اجل ان يدخلوا معهم في حوار جديد – لقد اصبح الحوار عبارة عن (تجارة).. مثل تجارة الحرب وتجارة المخدرات وتجارة السلاح!!
(4)
بغم /
مناوي وجبريل هددوا بالعودة الى (الغابة) في حالة أي اتفاق يقلل من انصبتهم بعد سلام جوبا – في اعتقادي هذا افضل من ان ينقلوا (الغابة) الى العاصمة والمدن.
9 طويلة احدى افرازات الحركات المسلحة التي فعلت في الشعب بعد (السلام) ما لم تفعله في الشعب اثناء (الحرب).
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة