رأي ومقالات

حسن اسماعيل: “إبراهيم الشيخ” .. لن نماري فيك إلا مراءا ظاهرا (4)

*حسن* *إسماعيل* *يكتب
*إبراهيم* *الشيخ* .. *لن* *نماري* *فيك* *إلا* *مراءا* *ظاهرا*
(4—؟)
*عن* *الفريق* *_عبدالرحيم!!_*
( سنتركهم يخلعون ثيابهم قطعة قطعة ، ويتخلصون من شعاراتهم الزائفة واحدا بعد الآخر ، وحين تذهب السكرة وتأتى الفكرة سيجدون أنفسهم عراة أمام عين التاريخ )
(ضياء بلال)
ـ يومها كانت الإعلامية النابهة اسراء عادل تسأل إبراهيم الشيخ …( كنتم بتنتقدوا الإنقاذ بعنف لأنها عينت مأمون حميدة وزيرا للصحة فى ولاية الخرطوم لأنه يمتلك مؤسسات صحية ..فيتعشرق إبراهيم ويقول لها ..لا ماقلنا كده ..نحن قلنا ماعايزين السياسات الصحية تتأثر بكون مأمون مستثمر فى مجال الصحة ..اسراء تبتسم وتكر على الرجل وتقول له ..طيب انت صاحب مصنع وبقيت وزير صناعة ؟ وابراهيم يستجدى الماء الذى فى سقف حلقه ويقول …ماهو شوفى ..أسى العالم أتطور وبقوا يعملوا اصحاب المصانع وزراء صناعة والأطباء وزراء صحة 😁) !!
– كانت عبارة الصديق ضياء تنتصب كشماعة ملابس وتستقبل ثياب الرجل من ربطة العنق إلى جوارب القطن الثقيلة وتتركه عاريا لاعليه شئ من المخيط اللهم إلا (قفة الصوف) التى فوق رأسه وحاجبان كثيفان اعتادا على الإرتخاء فى كل حالات التعرِّى التى تكاثفت فى محطات الرجل مذ دكاكين عبدالرحمن الخضر ال500 !!
– ويومذاك وفى مجمع اليرموك الصناعى كان الرجل يرفع اكتافه ويقول للصحفيين هذا عمل جبار …طبعا انتو عارفين نحن كنا بننادى بتفكيك المؤسسات دى لكن اقول ليكم هذه المؤسسات جاءت لتبقى وانا والله ماكنت قايل الناس ديل بدفعوا ضرايب وعندهم مراجع قانونى …اقول ليكم حاجة ؟ انا حاأعمل شراكة بين اليرموك وشركة السكر السودانية وسأطلب من أخى البرهان أن أكون شريكا فى إدارة هذه المؤسسات…إييييه…. فماذا تبقى من الهتافات ضد الإنقاذ عزيزى ( دابر آملا )
– وغلمان الحرية والتغيير يتناوشوننا منذ ثلاث سنوات بساقط القول وبذيئه ونحن نبتسم ونصبر ( فوق رأى ) ثم نجسهم تحت خواصرهم مثل الحملان ونربت على ظهورهم ونقول لهم عودوا لأمهاتكم فلاحاجة لنا بكم فدماؤكم لاتروى شغف أقلامنا فاخرجوا لنا (الدعول الدهين)…ومذاك نحن نستفز كبارهم للخروج وماكنتُ أظن صديقى إبراهيم بكل هذا الحٌمق يخرج إلينا حافى القدمين من نصف طرقة على مخبئه وهاهو يتقلب فى رمضائنا يرفع قدما ويتململ بالأخرى.. وفى الحقيقة انا كنت سأخرجه ليرى الناس تناقضاته ولكنى اكتشفت ان الرجل فوق كل ذلك ( عضير ) ..والعضير فى لهجة اهل السودان هو الكليلُ الحواس والأطراف فالسيد إبراهيم معتل الإملاء عليل الأسلوب ، العبارة والتعابير عنده مصابة بفقر دم كأنه لايطعمها مما يطعم، نعم هانحن نرفعه للناس ، نقلبه بين أصابعنا عاريا ونقول للعالمين أن هذا رئيس احد الأحزاب التى تنتظرون إزدهار الديمقراطية على أيديهم فيأسى الناسُ على الزعيم الأزهري والمحجوب ويبتهلون لله اللهم أجرنا فى ( مصائبنا )
. لايعلم الناس لماذا زج إبراهيم الشيخ بقصة قانون أكياس البلاستيك الذى اتخذته فى ولاية الخرطوم ولكننى أعرف بحكم خبرتى الطويلة فى السجالات والتعارك ، فكثيرون عندما تنفذ رصاصاتهم يلجأون للتصويب الفشنك وهذا مافعله عزيزى (دابر)
. كان الأخ الكريم الفريق عبدالرحيم محمد حسين فك الله أسره ويسر امره قد شاورنى أن يسند لى وزارة البيئة لأن أمر النفايات من الملفات المزعجة فى الولاية ، وبعد أداء القسم قال لى هنالك مشروع قانون لمنع صناعة البلاستيك أريدك أن تجعله فى أولوياتك ..صمت مطولا قبل أن اقول له دعنى ياسعادتك ادرسه أولا ثم أحدد ..ضحك وقال لى أيوة جدا جدا …بعدها أخذتُ الملف وعرضته على المختصين البيئيين والكيميائيين فى جامعة الخرطوم والسودان والأهلية وعدت بعدها وكلى قناعة بأهمية هذا القانون
ـ فى الحقيقة كانت معركتى فى هذا القانون مع مجموعتين رئيسيتين ، الأولى مجموعة رجال الأعمال الشوام الذين قاموا بتفكيك مصانعهم فى البلدان التى منعت فيها صناعة البلاستيك وعادوا لتركيبها فى الخرطوم ، أما الثانية فعدد كثيف من رجال أعمال المؤتمر الوطني الذين كانوا قد سيطروا على هذه الصناعة
– بدأ هؤلاء معركتهم ضد القانون باسلوب اللين والترغيب والإغراء فقابلوا الصديق الكريم دكتور الصادق الهادى وعرضوا عليه أن يدعموا الحزب ماليا مقابل أن( يرخى ) حسن القانون ولكن الرجل قطب جبينه واعتذر لهم قائلا لقد طرقتم الباب الخطأ، فاشتعلت معركة رهيبة للضغط لإيقاف القانون ،ضغط داخل مؤسسات المؤتمر الوطنى وكان فاعلو الخير ينقلون لى تفاصيل ذلك الضغط بغية تخويفى وللحق فقد نصحنى بعض أصدقائي ألا أملأ يدى كثيرا وقد أجد نفسى وحيدا فى هذه المعركة …حتى وردنى إتصال يومها من مكتب الرئيس البشير …قال محدثى من الطرف الثانى الريس بقول ليك أصحاب المصانع ديل عرضوا يتكفلوا بدفع (٢٥ فى المائة) من كلفة عمليات النظافة فى الولاية فإنت شوف رأيك وارجع لينا…قلت لمحدثى لاأحتاج أن ارجع ليك فقط بلغ الأخ الرئيس أن هذا العرض غير مقبول فمعضلة النفايات فى الولاية صحيح أنها مرتبطة بالمال ولكنها مرتبطة أكثر بسلوك استخدام الأكياس الخفيفة ولابد من وقف ضخ صناعة الأكياس…صمت محدثى كثيرا وقال لى اقول للرئيس كده ؟ فقلت له نعم …بعدها بنصف ساعة عاود الرجل الإتصال وهو يضحك ويقول الريس قال ليك (على البركة go-ahead) ولهذا فعندما ذكر بعض أصحاب المصانع أنهم سيعطلون القانون من فوق رددت عليهم فى المؤتمر الصحفى الشهير ( لمة تطلعوا فوق تلقونى قاااعد منتظركم) ومع هذا فالضغط العنيف والمزعج لم يتوقف…فبعدها بيومين اتصل على الفريق عبدالرحيم للإجتماع فى مكتبه وفى الحقيقة لم أسأله عن الموضوع وعندما حضرتُ لقاعة الإجتماعات وجدتها محتشدة بسبعة عشر رجلا من عتاةِ أصحاب المصانع أعضاء الدائرة الإقتصادية فى المؤتمر الوطنى وخمّنتُ أن السيد الوالى يريد أن يعقد تسوية ما فى موضوع القانون وترسخ هذا التخمين أكثر عندما بدأ الإجتماع وبدأ الأخ الوالى يوزع عليهم الفرص وهم ينتقدون الوزارة والقانون والوزير بعنف ..تأكدتُ أنّ السيد الفريق يريدنى أن اطّلع على سخونة المعركة واتخذ من تلقاء نفسى قرار (ركن) القانون ….ولكن
– رفعتُ يدى لآخذ فرصتى فى الرد وكنت فى قمة الغضب والتوتر ولكن الوالى ابتسم وأشار لى أن انتظر ….ثم تولى هو الرد والذى لم يتجاوز الثلاثة دقائق فقد قال لهم…شوفتو الوزير القاعد ده هو المسؤول عن تنفيذ هذا القانون ونحن ماحانكسر ضهرو ولابنضعفو ولو مشى قدّم مشروع قانون بحرق مصانع البلاستيك وأُجيز وأصبح قانونا فسوف أدعمه بالكامل وتانى ماعايز كلام فى الموضوع ده ….على هامش الاجتماع كان السيد الفريق يضحك ويقول لى لاتغضب فسلوك رجال المال فى كل مكان قائم على الدفاع عن مصالحهم وأنا حرصت على حضورك الإجتماع (عشان مافى زول يجى يقول ليك قعدت مع الوالى) …
– يومها أدركت ُ أننى أتعامل مع رجال دولة بامتياز وليس مجرد نشطاء على عتبات التعلم فى إدارة الشأن العام وسأعود لتفصيل تجربتي فى العمل مع الأخ عبدالرحيم وأنفى عنه كثيرا من سفاهات قحط
نواصل

حسن اسماعيل