هاجر سليمان تكتب: شركاء الجرم
كنت اود ان افرد مساحة كاملة لتفنيد تصريحات عضو المجلس السيادى الفريق ياسر العطا حول شهادته عن اعضاء لجنة التمكين، ولكننى وجدت ان الامر لا يستحق وكلمتان تكفى لايصال ما نود قوله، وحقيقة اغرب ما فى الامر ان تأتى تلك التصريحات من ياسر العطا تحديداً وفي هذا التوقيت، فهذا يجعلنا نفكر فى ثلاثة اتجاهات مختلفة فى آن واحد، خاصة ان ياسر اليوم الذى يشيد هو ذاته كان رئيساً للجنة ازالة التمكين، وكان ينبغى الا ينسى تصريحاته السابقة التى قادته لاعلان الانسلاخ عن اللجنة، ولكن كما اسلفنا فإن هذا يقودنا للتفكير فى اتجاهات مختلفة، وهى ان ياسر العطا فقد الحليف وشعر بقرب أجله وان هنالك جهات تخطط للتضحية به والتخلص منه، لذلك آثر اطلاق ذلك التصريح تزلفاً وتقرباً من وجدى صالح وأقرانه، واعتقاداً منه ان التظاهرات القادمة ستطيح بالبرهان وسيعود وجدى واتباعه الى مناصبهم، وبالتالى يكون قد حقق المكاسب ويذكرهم بوقفته معهم، فى وقت لم يجدوا فيه سوى النكران والجحود والاساءات اللفظية ومحاولات اغتيال الشخصية، ولم يشد بهم احد سوى كبيرهم الذى انسلخ عنهم فى يوم ما.
وايضاً يقودنا ذلك للتفكير فى جانب آخر مختلف، وهو ان اشادة ياسر المفاجئة تلك تحمل فى طياتها رائحة غير حميدة، وهذا لا يعنى ان وجدى ورفاقه متهمون، لا بل دعونا ننظر الى ان ذات اللجنة التى زج بجميع عناصرها في المعتقلات يرأسها ود العطا، فما الذي كان سيحدث.
اما الاتجاه الثالث فهذا سأفكر فيه لوحدى ولن ابوح به، وزى ما قال الفنان ابراهيم عوض (ما بقدر ابوح انا ما قادر اصرح).
(2)
شركاء الجرم ليسوا بالضرورة سياسيون، فهنالك شركاء فى الجرم من ابناء الشعب، فحينما نترك السيارة ومحركها يعمل ثم يأتى مثل ذلك اللص ويقوم بسرقة السيارة، فهو أمر حتمى مرجح طالما ان السيارة تعمل. وهنا نكون قد ساهمنا بطريقة غير مباشرة فى ارتكاب الجرم، ونحن كسودانيين مازلنا نجهل مدى قرب الجريمة من حولنا واحاطة المجرمين بنا احاطة السوار بالمعصم، ليس لكثرتهم وانما لاخطائنا الغبية والعفوية.
فمن الخطأ ان نترك السيارة ومحركها يعمل ولا نقوم بتأمين ابوابها، فمن الضرورى سادتى ان تعلموا انه عند نزولكم من السيارة يجب ان يتم ابطال محرك السيارة وان نؤمن ابوابها ونأخذ مفاتيحنا الى داخل مراكز التسوق، وان كان بداخلها شخص يجب ان ننبه لقفل الابواب من الداخل وتأمينها وعدم فتحها الا عند عودة سائقها.
وايضاً يجب ألا نترك الاشياء الثمينة داخل السيارة، والا نجعل السيارة خزانة للنقود والاموال، فحتماً ستتم سرقتها او كسر زجاجها وسرقة محتوياتها، لذلك يجب ان نتخلى عن العادات السيئة التى تجعلنا شركاءً فى الجرم وتسهل للمجرمين الوصول الى ممتلكاتنا.
كسرة:
عبيط المدينة تولى منصباً كبيراً، فمشى بخيلاء حتى كاد ذقنه يناطح عنان السماء، متجاهلاً أصله بل متأففاً من قريته وأقاربه، متناسياً انه فى احد الايام جاء للخرطوم وهو يطارد بعض الاحلام الهبوبية وينتعل (تموت تخلي) ويرتدي (عراقي) يظهر انه لم يغسله لسنوات.. معقولة القروش تنسيك أصلك يا فلان؟
صحيفة الانتباهة