تحقيقات وتقارير

الادمان الإلكتروني .. هل هو مؤامرة يهودية تجاه المجتمعات العربية والاسلامية؟!

الادمان الرقمي والأسفيري لا يقل خطورة عن ادمان المخدرات!

الجوع المعرفي حول العالم الافتراضي تحول إلى مدرسة للجريمة وانتهاك للخصوصية

خبراء الأسرة يحذرون ويدعون للعودة للألعاب الشعبية

ماذا تفعل حتى لا يقع أطفالك في فخ الادمان الإلكتروني؟

**التقدم التكنولوجي في السنوات الأخيرة أصبح جزءاً أساسياً في الكثير من الأمور الحياتية والمهام التي يقوم بها الإنسان بشكل يومي تجاه نفسه والآخرين خصوصاً الدول المتقدمة التي يتوافر بها الإنترنت كخدمة أصبحت من حقوق المواطن وهذا طبيعي يفرضه

التقدم والتطور الحياتي .. أما بالنسبة للادمان الإلكتروني والرقمي فبين ليلة وضحاها أصبح الجميع بكل الفئات العمرية متصلاً بالنت ونتيجة لذلك فقد الكثيرون طعم الحياة والمباشرة في التعامل بين الناس والخصوصية التي دمرت الكثيرين وخلقت مشاكل لعدم القدرة على التمييز بين ما يمكن نشره والعكس .. والعالم الافتراضي بدلاً من أن يكون أداة لتسهيل الحركة بين الناس في المجالات المختلفة اتجه الأغلبية من شباب العالم وبسبب الفراغ و(الجوع المعرفي) لتحوليه إلى مدرسة للجريمة وابتزاز بعضهم وانتهاك خصوصياتهم.. والخطورة الأكبر على الأطفال والمراهقين وانشغال الكبار حتى من العبادات والعادات والتقاليد والأعراف .. والمؤسف هناك بعض الأطفال والشباب مستعدون للسرقة حتى يستطيوا أن يدفعوا تكلفة تنيشط الإنترنت نسبة لأهمية الموضوع .. جلسنا مع بعض الخبراء لكشف حقيقة الادمان الإلكتروني وآثاره السالبة خاصة على الشباب والأطفال**

مؤامرة كبرى

من لبنان يحدثنا الدكتور (محمد مصطفى عثمان) رئيس الهيئة العربية لمكافحة المخدرات و الادمان الإلكتروني قائلا: ” الادمان الإلكتروني مؤامرة كبيرة تجاه المجتمع العربي والإسلامي لاشغالنا عن الأمور الحياتية والدينية وتدمير الأطفال والشباب وانتشار عادات سيئة مثل بيع المخدرات عبر الإنترنت والألعاب البوليسية والعنف والجلوس ساعات طويلة لمشاهدة هذه الأمور .. وأتمنى من الأسر والمجتمعات العربية والإسلامية ححب هذه الألعاب،ومن المؤسف هناك آباء يوفرون الهاتف الذكي لأطفالهم ويسمحون لهم بتشغيله لساعات طوال، وهذا خطر”.

تعود مزعج

الاعلامي والباحث والكاتب (محمد الخير حامد)، يرى ان التقنيات

الحديثة أصبحت ضرورة حياتية خاصة في الدول المتقدمة،أما مسألة الادمان الإلكتروني فهو تعود مزعج ويمكن أن نسميه بـ(الهوس) إلى ان يصبح الارتباط والتعلق به حالة مرضية، خلاف ذلك هو حالة عادية لمواكبة التطور والاستفادة منه.

تنمر وخوف

استشاري الطب النفسي والعصبي الدكتور (علي بلدو)،تحدث لـ(الحراك) متناولا القضية من منظور نفسي فيقول:”الادمان الإلكتروني والرقمي والاسفيري لايقل خطورة في شيء من بقية الادمانات الأخرى المختلفة، كإدمان المخدرات مثلا، من واقع التعود وقضاء ساعات طويلة ومن ثم اعراض انسحابية، وعدم القدرة على توفير المال للدخول في النت يؤدي إلى حالة عدم استقرار ذهني ونفسي وعدم الاهتمام بمناحي الحياة المختلفة أكاديميا وعمليا.. وهذا النوع من الإدمان الإلكتروني يصيب كل الفئات العمرية الرجال والنساء والأطفال والشباب في كل العالم، ويؤدي إلى تعقيدات في الحياة والشعور بالقلق وعدم الارتياح وإهمال المهام الحياتية ويظهر التنمر والخوف والاستغلال الجسدي والجنسي وانتهاك الخصوصية والابتزاز المادي.. حقيقة الأمر أصبح مزعجا هذه الأيام ولذلك يجب ترشيد التعامل مع الإنترنت حتى لا يتحول من نعمه إلى نقمة”.

سلاح ذو حدين

أما الخبير النفسي والتربوي (ياسر عبدالله) فيعتبر ان الإدمان الإلكتروني حالة مرضية خارجة عن ارادة الشخص.. وأسبابه كثيرة منها الملل والفراغ وعدم انتهاء المهام والانشغال بالإنترنت وزيادة الاقبال عليه بسبب الفراغ والشعور بالوحدة، ولذلك يجب ترشيد التعامل معه.

أما (فاطمة جبريل يوسف) اختصاصية علم النفس العلاجي فترى:” ان

الإدمان الإلكتروني جزء لا يتجزأ من أنواع الإدمان الأخرى،

فهو يمر بكل المراحل من تعود وادمان وأعراض انسحابية..

فعند انقطاع الشبكة يشعر المدمن إلكترونيا بحالة من القلق والتوتر والعصبية وهي نفس الأعراض التي تنتاب مدمن المخدرات او الحبوب المخدرة عندما لا يجدها!..وإذا حدثت هذه الأعراض السابقة لأي شخص يتعامل مع الإنترنت بصورة مفرطة عليه أن يدرك أنه أصبح مدمنا إلكترونيا.. ولكي تتخلص من الادمان واعراضه يجب ان تخصص زمنا معينا للإطلاع ووجودك وتقلل من زمن وجودك في وسائل التواصل لأن التكنولوجيا سلاح ذو حدين..

وعدم معرفتها تضعك في قائمة الأمية التكنولوجية، بينما معرفتها بافراط تضعك في قائمة المدمنين إلكترونيا..

فعليك أخذ الحيطة والحذر لكي لا تقع في فخ الإدمان الإلكتروني وخير الأمور أوسطها”.

وترى الإعلامية المصرية (ولاء هنداوي):”بعد جائحة كورونا زاد الوضع بشكل سريع وخطير لدرجة الإدمان واصبح الوضع أكبر خطورة على الأطفال والمراهقين وهناك العاب تتخللها اعلانات مسيئة للأخلاق ما يتسوجب ضرورة التوعية وإيجاد الحلول من قبل الجميع”.

خبراء الأسرة

خبراء الأسرة يحذرون الآباء والأمهات وضرورة الانتباه لأطفالهم خاصة المراهقين والمراهقات بعدم مشاهدتهم للبرامج والألعاب المدمرة والتي تؤثر على السلوك مع مرور الوقت.. ودعا البعض العودة للألعاب الشعبية حتى لا يتعرض الأطفال إلى كارثة الادمان الإلكتروني والرقمي.. بينما ناشد آخرون صانعي المحتوى بوضع برامج تتناسب مع الأطفال والمراهقين وصناعة الشخصية بشكل صحيح وسليم حتى تقل خطورة الادمان إلكتروني الذي أصبح مهدداً للأسر والمجتمعات، ويجب على الجميع البعد عن الفراغ الذي يخلق كثيراً من المشاكل والجرائم لعدم الاستقرار النفسي والجوع المعرفي.

**المحرر

بعض البحوث والدراسات العلمية العربية توصلت لنتائج مفزعة حول هذه القضية مفادها أن هناك مؤامرة يهودية وسعي حثيث من مراكز البحوث اليهودية والصهيونية العالمية لطمس هوية الشباب العربي وتذويبها والاتجاه بالعقول العربية والإسلامية نحو التبلد والخمول وجعلها متلقية بدون أي إعمال للفكر..والدوائر اليهودية والصهيونية تروج لمخططها الماكر هذا ببثها لبرامج وأفلام اباحية تهدف أساسا لاغراق شبابنا العربي في بحر من الرذيلة والاسفاف الأخلاقي والابتعاد بهم بذكاء عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، بل والتشكيك فيه.. وهذا يتطلب من الجهات الرقابية في الدولة ووزارة الإعلام ممثلة في نوافذها الرقابية مراقبة كل ما تبثه الفضائيات وشبكة الإنترنت من أفلام وإعلانات مسمومة أخلاقيا وعقائديا حتى ننقي أطفالنا وشبابنا من إدمانها وخطرها المدمر الذي لا يقل خطورة عن ادمان المخدرات كما ذكر بعض الخبراء النفسيين الذين استطلعنا آراءهم من خلال هذا التحقيق.

تحقيق ـ أفكار جبريل
صحيفة الحراك السياسي