حسن اسماعيل: غندور ووجدى صالح (فرق القُدرات والسُعرات)
استمع الناس إلى البروفسور غندور بعد خروجه من المعتقل وهو يخاطب ضيوفه الذين تقاطروا إلى داره يومذاك ثم استمعوا إليه فى عدد من القنوات كما استمعوا إلى الجزولى وأنس عمر ، كان ثلاثتهم وكأن المعتقل الطويل لم يفقدهم حيويتهم الذهنية والنفسية وكانوا مثل اللاعب الذي يدفع به مدربه فى الشوط الثانى ليسد ثغرات معينة فى الميدان فكان خطابهم هو بالضبط ماتحتاجه الساحة السياسية يومئذ ،، الثلاث سنوات التى قضاها الثلاثى مع آخرين لم تكن عقيما فقد أنجبت ميثاق وحدة التيار الإسلامي العريض وهى خطوة موجبة يحتاجها أيضا ميدان السياسة المتشرزم …
المهم لم تشكل فترة المعتقل مرحلة انقطاع ذهنى او تفكيرى بل على العكس كانت مرحلة لمضاعفة التركيز وتجويد الرؤية
ـ قبل خمسة أيام من خروج أعضاء (سيئة الذكر) لجنة تفكيك التمكين من السجن كان الفريق البرهان فى افطار ياسر العطا يؤكد أنه استدعى رئيس القضاء والنائب العام وتشاور معهم حول اسراع اجراءات إطلاق سراح المقبوض عليهم من اعضاء اللجنة ومع هذا خرج هؤلاء الطلقاء ليتحدثوا بعنجهية عن الضغط الجماهيرى الذى قاد لإطلاق سراحهم…ليؤكد هؤلاء أن الفجوة الذهنية والإدراكية التى دخلوا بها إلى السجن قد تضاعفت وتطورت كثيرا فى الإتجاه السالب .
ـ الذى استمع إلى غندور سيكتشف أن الرجل يتكئ على ثلاثة عقود من الخبرة فى العمل العام …النقابى والإدارى والسياسى اكسبته كل هذا العمق والهدوء واتساع الرؤية وبُعد النظر ثم أنه ينتمى لتنظيم مرّ بكل مراحل التطور من جماعة صفوية نخبوية إلى حزب حركى إلى حزب حاكم إلى تيار معارض وكل هذا الحظ من النضج يفتقده وجدى وحزبه ومجموعته وإن شئت الدقة ( شلته) …
ـ ثلاثون عام من المعارضة العمياء ثم ثلاث سنوات من الحكم المتخبط أكدت أن هذه الشرذمة من الناس هم أبناء الهتاف الأجوف والعويل الكذوب
ـ خرجوا من تهم جنائية اقترفوها بغباء وتهور بضمانات مالية تدفع بإجراءاتها تسوية سياسية ثم يصرون على أنهم سيقاومون الانقلاب وهم فى الواقع ابناء الانقلاب وضحاياه فى ذات الوقت …وهو فى الحقيقة انقلاب عربتهم التى كانوا يمتطونها وهم يحلمون بالانفراد بالسلطة …!!
ـ كم هى مدهشة سخافات هذه الشلة وهى تتوزع بين المتناقضات ..فهى تريد ان تعود إلى كراسى الحكم وفى نفس الوقت تريد أن تبقى فى صفوف المعارضين، تريد أن تصرخ فى وجه البرهان وحميدتى وتصفهم بالإنقلابيين وفى ذات الوقت توسط طوب الأرض ليقنع البرهان بأن يتراجع ويقول للوسطاء ( خلاص قحط مرجوعة فى مسماها)
ـ هذه الشرذمة البائسة كانت تحتاج أن تقرأ فى تجربة الحركة الإسلامية ..كيف أدارت الحرب مع قرنق ثم كيف أدارت معه تحالف مابعد نيفاشا …وكيف عادت مبارك المهدى وكيف قفزت معه لمربع جديد وهى تضعه مساعدا للرئيس وغير ذلك كثير …
ـ لو أن لهذه الشرذمة حظ من عِرفة ودِربةٍ ودراية لانتظرت قليلا حتى ينفجر صراع الجنرالات الثلاث ( ابن عوف وحميدتى وقوش) داخل غرفة البشير ولكنهم بغبائهم حملوا تلك الألغام فوق رؤوسهم وتحت آباطهم ثم زادوا عليها البرهان حمل بعير فانفجرت بهم قبل أن تتوهط مؤخراتهم فى مقاعد السلطة والحكم …. ( دلاهات ياخ)
ـ ( شفت فرق السُعرات قدر شنو ) ؟؟ والجزولى يقول لأحمد طه ..لن نتحالف مع العساكر ولن نتحالف مع قحط بل لدينا خمس منطلقات الذى تتوافق معه فليتحالف معنا …شفتو كيف؟؟
حسن اسماعيل
أن ينتهي الحال بأحدهم لأن يكون مجرد مادح للكيزان فهذا هو المصير البائس والخسران المبين بعينه !!!