محمد سيد حاج رحل عن الدنيا الفانية في مثل هذا اليوم قبل 12 عاماً
افتقدناك!!
كان على موعد مع أناس أحبهم وألفوه.. لم يلتقوه كفاحاً.. لكنهم كانوا معه على موعد ولقاء عبر الصوت.. والصورة.. وهي حال القلوب والأنفس المفطورة على الخير.. والحب.. والصدق!!
ولأنه كان هيناً.. ليناً.. سمحاً.. عطوفاً.. خفيفاً على الناس بفعله وقوله؛ فقد جمع الله له حب الناس والتفافهم حوله.. يقطعون المسافات الطويلة ليستمعوا له.. ويتركون أعمالهم ومشاغلهم ليصغوا له!!
لم ألتقه كفاحاً إلا مرتين.. لكنه بقي في قلبي.. وروحي.. لا أعرف حتى هذه اللحظة لماذا أحببته.. وتعلق قلبي به!!.. كثيراً ما أشعر.. وبصدق أنه يقدم الموعظة والحديث إليّ شخصياً.. من كل قلبي أستشعر موعظته.. وكلماته تدخل قلبي بلا استئذان..!! كثيرون مثلي تعلقوا به.. لم يجمعنا به حزب.. ولا جماعة.. لم نلتق في مصلحة.. ولا تجارة.. لكننا التقيناه في ميدان وهب له وقته.. وجهده.. وإخلاصه.. فأعطاه الله سبحانه وتعالى التوفيق والقبول.. ووهبه طاقة العمل لما يحب ويرضى..!!
قليلون أمثاله ممن وجدوا القبول والرضا من قطاعات المجتمع كافة.. ما أكثر الدعاة والمصلحين في ميادين الدعوة والإصلاح وتزكية المجتمع.. وما أقل الذين يغيرون في حياة الناس وينقلونهم من حال المعصية إلى رحاب الطاعة والاستقامة والسير التائب والمنيب إلى الله رب العالمين!!.. دعاة ومتحدثون كثر لا تكاد كلماتهم تصل أذنيك حتى تطير في الهواء وتتبخّر.. وقلة من الدعاة يدخل حديثهم قلبك بلا استئذان.. إنها نعمة التوفيق والبركة (المطروحة) في الأعمال عندما تكون لوجه الله تعالى.. لا يحيطها دخن.. ولا يلفها شيء من رياء ولو كان مثقال ذرة!!
قدم لنا درساً وموعظة.. وفيها أن حياة المرء لا تقاس بعدد السنوات التي يعيشها ويقضيها في هذه الحياة.. وإنما بما يقدمه لأمته ودينه ورسالته من جهد مخلص.. وعمل صادق يلبس الجوهر رداءً وبه يتدثر.. ومثله أئمة الصلاح والهداية ورموز العلم وشيوخه.. كثيرون منهم غادروا الدنيا في ريعان الشباب وربيع العمر.. لكنهم تركوا علماً يتعجب الإنسان كيف وجدوا وقتاً لكتابته ناهيك عن غزارة ما فيه من نفائس وذخائر وعجائب!!
إنها كلمات أسأل الله صادقاً أن تنزل دعوات أبثّها من سويداء قلبي على تربة قبر أخي في الله الشيخ محمد سيد حاج، الذي رحل عن الدنيا الفانية في مثل هذا اليوم قبل 12عاماً من الزمان.. أدعو كل إخوانه ومحبيه ليدعوا له.. وأسأل الله أن ينتبه القائمون على أمر أطفاله الصغار وأسرته ويتعهدونهم بالرعاية والعناية.. وألا تكون صوارف الدهر وشواغله قد أنستهم رعاية أهله من بعده.. فقد تركهم لله ورسوله.. ونعمَ بالله راعياً ولو نسي الناس عباده!!
رحمه الله..
عبد الماجد عبد الحميد
ربنا يتقبله مع الصديقين والشهداء ، وطيب مثواه بالجنة وبارك الله فى اسرته
يديك العافية على التذكرة يا رائع
نسال الله له الرحمة والمغفرة واسكنه فسيح جناته
كان أمة: إذا كنت صادقا فإن تأثيرك على الأبرار سيكون عظيما , و إن كنت كاذبا فإن تأثيرك على الفجار سيكون عظيما..خلاصة تجاربي الحياتية.في العام 1996 بلغني من أحد أصدقائي أن داعية شاب بزغ نجمه في مسجد الثورة الحارة21 و أنه تخصص في كتب العلامة إبن القيم الجوزية,فكنا نذهب لحضور خطب الجمعة عنده..مرت السنوات و طبقت شهرة الشيخ الآفاق بصدقه و إخلاصه و تجرده..فهو يركز على فئة الشباب ..يذهب اليهم في مظانهم..في العام 2002 كان يحضر إلينا في كلية العلوم الرياضية بجامعة الخرطوم كل يوم إثنين لشرح كتاب مدارج السالكين ..كأن الشيخ كان يدري قصر عمره فكان حريصا على توثيق مسيرته الدعوية ..إن إرث الشيخ محمد سيد حاج الدعوي مسئوؤلية تضامنية بين المؤسسات الدعوية في السودان و على رأسها وزارة الأوقاف و من ثم أسرته فالرجل ثروة قومية في مجال الدعوة .. نسأل الله أن يتغمده برحمته و يلحقنا به في خير حال .