محمد عبد الماجد يكتب.. الغالبية الصامتة شاي أم قهوة؟
(1)
السلبية في كل شيء يجب ان لا يكون لها كلمة او قدرة على تغيير الاحداث – الايجابية هي وحدها التي يحق لها ان يكون لها الصدر دون العالمين.
الدول التي تحكمها (الغالبية الصامتة) تبقى دول باهتة وعاجزة ومنهارة ، يقول الله تعالى : (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ) هذه غلبة للقلة على الكثرة. الكمية ليست شرطاً للغلبة . يقول المولى عز وجل : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وهذا تفريق بين الناس بفضل (التقوى) فقط لا اللون ولا المال ولا النسب ولا السلطة لهم ادوار في الاكرام . ويبقى للعلم ذلك التقدير من ذي الجلال والإكرام : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ). لو لم يجد العلماء من علمهم غير خشيتهم من الله لكفاهم منه ذلك.
لا تفضيل او تقديم لجماعة او سلطة عن طريق (الغالبية الصامتة). ليس للصامتين حق في ذلك وان كانوا (غالبية). في الفصول الدراسية اذا كان هناك فصل فيه (40) طالباً نجح فيه (15) طالباً ورسب فيه (25) طالباً تبقى الغلبة في هذا الفصل للطلاب الناجحين، هم الذين يمنحون درجات التقدير ويحصدون سنابل الجزاء والثناء. وهم الذين يصبحون بعد ذلك اطباء ومهندسين واساتذة.
(2)
لاحظت في الفترة الاخيرة ان الكثير من المحللين السياسيين ، الذين ابتلينا بهم، ممن يطلق عليهم صفة (خبراء) يتحدثون عن (الغالبية الصامتة) ويقولون عن احتجاجات استمرت ما يقارب من الستة اشهر بعد انقلاب 25 اكتوبر وقدمت اكثر من (94) شهيداً من خيرة ابناء هذه البلاد ومن اكرم ممثليها ان تلك المواكب التي تشهدها المدن السودانية كلها لا تمثل الشعب السوداني وان (الغالبية الصامتة) تدعم وتساند حكومة الانقلاب العسكري الذي حدث في ليلة 25 اكتوبر.
الغالبية الصامتة هم التوم هجو وبرطم واردول.
الذين يمثلون الشعب السوداني ويحددون سياسات حكومته سفارات اجنبية ودول خارجية.. اما الشعب السوداني فلا يملك هذا الحق.
صدّق قادة هذه الحكومة فرية (الغالبية الصامتة) التي تدعمهم وهم الذين جاءوا بفئة قليلة الى اعتصام القصر بعد التحفيز بالمأكولات الطازجة والموز من اجل ان يجدوا لسلطتهم شرعية للانقلاب على حكومة حمدوك.
الغالبية الصامتة تتحدث بالموز والمحشي وكبدة الابل.
يقولون ان المواكب التي تخرج ضد حكومة انقلاب 25 اكتوبر لا تمثل الشعب وان الاحزاب السياسية الكبيرة التي تعارضهم الآن لا تملك تفويضاً لإسقاطهم، في الوقت الذي يبحثون فيه عن التفويض والشرعية من احزاب (تجارية) يقودها امثال التوم هجو ومبارك الفاضل وجبريل ابراهيم. احزاب عضويتها لا تتجاوز عضوية مكتبها السياسي اذا غاب رئيس الحزب فيها عن احد الاجتماعات سقطت قرارات الحزب بسبب عدم اكتمال النصاب.
يبحثون عن (شرعية) لحكومة الانقلاب عن طريق الحركات المسلحة في الوقت الذي يحرمون فيه الاحزاب السياسية الكبيرة والمعروفة ولجان المقاومة والمنظمات المدنية من هذا الحق.
تركوا الاصوات التي تتحدث وتتكلم وتحاور وتجادل وتستشهد عناصرها في الطرقات ويدخل انصارها للمعتقلات وذهبوا الى الكتل (الصامتة).
(3)
ما يحدث في الشارع السوداني طوال فترة قاربت الستة اشهر بعد انقلاب 25 اكتوبر هو الذي يمثل الشعب السوداني وهو الذي سوف يحدد بإذن الله وتوفيقه من يحكمه.
يقول الكاتب الفلسطيني (زياد منى) : (التقديرات في دول الغرب تقول إن مقدار المشاركة في الفترات العادية، أي التي لا تشهد أي أزمات وطنية حقيقية، مثل الحروب، لا يزيد عن 2.5%، ويرتفع المقدار في فترات الأزمات الوطنية إلى نحو 6% – 8%. أما البقية فلا تكترث بالأمر).
هذه الفئة المتحركة والفئة الايجابية .. قادرة على احداث التغيير ولو كانت بهذه النسبة الضئيلة.
في الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2012 والتي انتخب فيها باراك أوباما لولاية ثانية كان هناك نحو 90 مليون ناخب أمريكي (من إجمالي 206 ملايين أمريكي لهم حق التصويت) عزفوا عن المشاركة في الانتخابات الامريكية.
في المانيا ثلث الناخبين وهم من الفئات الأضعف والأكثر فقرًا، لا يشاركون في الانتخابات الاتحادية.
لا احد يمكن ان يضع لـ(90) مليون امريكي وهو قرابة نصف الاصوات التي يحق لها التصويت اعتباراً – علماً ان قرابة ضعف هذا العدد لا يملك من الاساس حق التصويت في الانتخابات.
الغالبية الصامتة لا دور لها في التغيير – ولكن هذا لا يسقط حقهم في الحياة الكريمة والمستقرة والتمتع بكل ما يتمتع به الاخرون من حقوق (اجتماعية) و(معيشية).. قد يفقدون حقهم (السياسي) لكن لا يفقدون حقهم في الخدمات التي تقدمها الحكومة للشعب كافة.
(4)
الآن فئة قليلة ومحدودة تريد التطبيع مع اسرائيل وتدعو لذلك، هل تضع الحكومة اعتباراً للغالبية التي ترفض التطبيع مع اسرائيل؟ لماذا لا تضعون اعتباراً للغالبية الرافضة؟
في ملاعب كرة القدم الفئة التي تسيطر وتحكم وتحدد الاشياء في النادي هي الفئة التي تنال عضوية النادي وتدخل مباريات الفريق – رغم ان الغالبية العظمى من جماهير الفريق تكون بعيدة من ذلك وتمثل اضعاف اضعاف ما تمثله عضوية الجمعية العمومية للنادي التي تحدد سياسة الفريق ونظامه الاساسي وتختار المجلس الذي يدير الفريق وتملك في نفس الوقت ان تسحب من مجلس الادارة الثقة وتسقطه.
عضوية نادي الهلال نادي الشعب والملايين كما يقال لا تتجاوز 2 الف عضو يملكون حق تقرير مصير نادي يشجعه اكثر من 20 مليون مشجع خارج وداخل السودان.
فريق برشلونة الاسباني يشجعه في العالم اكثر من مليار مشجع، لكن من ينتخب مجلس ادارته ويحدد نظامه الاساسي بعض الالاف.
(5)
بغم /
اذا كان حميدتي مقتنعاً بالأغلبية الصامتة التي تدعمه لماذا يبحث بين الادارات الاهلية عن من يأتي به رئيساً في الانتخابات القادمة؟
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة
من أين أتيتم ي معتوهين ي سخفيين الله لا جاب عقابكم ! ! ! أمخاخكم سوق السجانة لمواد البناء ! ! !