بالفيديو الخبر من الأرشيف.. حادثة سودانير ببورتسودان.. أخطاء ودروس

إنتهى بنا الحديث فى الحلقة السابعة إلى رواية حادثة طائرة الخطوط الجوية السودانية، في بورتسودان ووعدنا ان نتناول الأصداء الإعلامية لها بالداخل والخارج. وقتها وعثرنا بحمد الله وبتعاون أحد عناصر ادارة العلاقات العامة والإعلام بالهيئة العامة للطيران المدنى سابقا ومسؤول الإعلام حاليا باكاديميةالسودان لعلوم وتكنولوجيا الطيران..هو الأخ هيثم عبد الرحيم على تقارير تلفزيونية. وأكثرها إثارة هو صورة بالفيديو للطفل الناجى محمد الفاتح فى تلفزيون السودان وله من العمر عامان ومقابلة معه فى فضائيه mbc وهو شاب له من العمر ١٨ عاما فى مطار جدة متوجها لاداء العمرة…(نرفعها مع هذه الحلقة بوصفها وثيقة مرئية).
وقبل الشروع فى سرد اليوميات بعد الحادث نقف لتناول الإعلام السوداني وتغطيته لهذه الحادثه ،حيث تكشفت لنا عدة ملاحظات..اهمها:
الخلط البائن بين الخطوط الجوية السودانية والهيئة العامة للطيران المدنى ، حتى ظن كثير من الناس ان الطيران المدنى هو المالك للطائرات.
الاندفاع والقفز نحو النتائج وإطلاق الأحكام دون اخذ كل الحيثيات فى محاكمة سريعة منشورة على الصحف للوصول للادانة.
عدم العناية فى اختيار المصادر الموثوقة وصولا للسبق الصحفي. والإثارة الصحفية مما يؤدي الى اهتزاز الثقة فى قطاع الطيران الذى تتميز سمعته بالحساسية.
ومن ثم اتخذت الهيئة وقتها مسارا لتصحيح هذه المحاور بوصفها منطلقا لاعلام ما بعد الحادث المأساوى ولذا حاولنا فى إدارة العلاقات العامة والإعلام الاتجاه نحو نشر ثقافة الطيران من خلال النشر الصحفى المطبوع فكان لنا صفحة متخصصة تنشر مرتين خلال الشهر تحت مسمى، ( مطارات ومهابط) بصحيفة الرأى العام وبرنامج اذاعى يبث من راديو أم درمان أى الاذاعة السودانية القومية كل أسبوعين يحمل إسم ( أجواء ومطارات) ولاحقا مجلة تلفزيونية تبث مرتين فى الشهر باسم ( عالم الطيران) ثم اخذت مسمي دنيا الطيران لاحقا.
كان المحور الأساسي الذى تم التركيز عليه إعلامياً
هو ان الهيئة العامة للطيران المدنى هى الجهه المسؤولة عن تنظيم الطيران فى السودان والقائمة على سلامته من خلال منح تراخيص الطائرات واجازة صلاحيتها للطيران ومراقبة وتفتيش معايير السلامة بالمطارات وعقد اتفاقيات النقل الجوى مع الدول الأخرى وتقديم التسهيلات الأرضية للمسافرين..وخدمات الملاحة والمراقبة الجوية وتوفير الاتصالات والاجهزه اللازمة لارشاد الطائرات فى المجال الجوى للسودان سواء كانت عابرة او قاصدة للمطارات او مقلعة منها.
وبالتالي فهى مؤسسه لا تعمل فى نقل الركاب مباشرة ولاتتجه لاقتناء ناقلات جوية او طائرات وإنما مسؤولة عن النهوض بهذا القطاع واقتصادياته وتقوم بتشييد
المطارات ومايتبعها من بنيات تحتية.
وتعمل على اجتذاب وتشجيع شركات النقل الجوى للعمل وفق معايير دولية تقوم على تنفيذها كما جاءت فى قوانين منظمة الطيران المدنى الدولى.
لذا فعند وقوع الحوادث تقوم الهيئة بالتأكد من مراجعة قائمة مطلوبات السلامة بالطائرة بداية بسريان شهادة صلاحية الطيران إضافة إلى شهادة المشغل الجوى وغيرها من المراجعات القياسية.
وهناك منهج متكامل حددته منظمة الطيران المدنى للتحقيق فى الحوادث. تقوم به ادارة مستقلة ليس غرضها الادانة وإنما الوصول إلى إجراءات تمنع وقوع الحوادث وعدك نكرارها وتعمل مع شركات النقل الجوى ومع هيئة الطيران لتفادي الحوادث.
إذن المسؤولية تضامنية وتكاملية تمثلها أضلاع المثلث المكون من الشركات المالكة للطائرة والهيئة المانحة للترخيص والمراقبة له والبشر العاملون على التشغيل والذين حسب الدراسات تقع عليهم مسؤولية حوادث الطيران بنسبة ٨٥٪.
هذه هي المحاور الأساسية التى تشكل الأرضية المشتركة مع الإعلام لتوضيحها للجمهور..
فى الحلقات القادمة ان شاء الله نتناول..المشكلات المتعلقة باعلام الحوادث وانعكاساته على صناعة الطيران..مع بعض الشواهد.
بقلم
عبدالحافظ عبدالرحيم
طيران بلدنا