عذرا أخي الناجي عبدالله فقد تغيرت اللعبة

عذرا أخي الناجي عبدالله فقد تغيرت اللعبة ….
الملك بين يدي الرحمن يؤتيه لمن يشاء وينزعه ممن يشاء … واعلم أخي أن مقياس فلان كان يعمل معنا والآن قد صار مسؤلا كبيرا يأمر وينهي فهذه بيد الله عز وجل وليست بيد زيد أو بيد عمرو … فالفضل جميعه بيدالله تعالي يؤتيه من يشاء من عباده … أما دعوتك لتوحيد التيار الإسلامي العريض بالسودان فمرحبا بها … ولكن دعوتك للتقليل من شأن الفريق أول البرهان والفريق أول حميدتي لا تقبل إطلاقا … وبما أنك رجل تنتمي للتيار الإسلامي العريض ومشهود لك بالإستقامة والصلاح فلابد لك أن تعلم بان الخط الذي تنتجهه يخدم عدونا جميعا وهم قبيلة اليسار العلماني وبالذات في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد … ثم ثانيا لولا فلان وفلان اللذين ذكرتهما لما امسكت بهذا المايك متحدثا جهارا وتكلمت بحرية تامة … ومن قبل أن يكون فلانا وفلانا موجودين لم تستطع أن تجتمع في صالة أفراح … وخرجتم منها بصورة سيئة جدا لم نقبلها أنذاك برغم ما صدر من أمين حزبكم علي الحاج بعد سقوط الإنقاذ حينما قال نحن كنا (بننخر) في التنظيم من الداخل … أما قولك علينا أن نتجاوز علي كرتي وعلي الحاج فهذه تحتاج منا وقفة طويلة جدا … فالكبير كبير … والأمير أمير … فإذا كنت تستطيع أن تتجاوز علي الحاج فهذا شائنك … ولكننا لا نستطيع أن نتجاوز الشيخ علي كرتي فالإمارة تأمرنا أن ناتمر بأمره … والقسم المغلظ يلتف حول أعناقنا فلا نستطيع أن ننطق بما نطقت به … الشيخ علي كرتي وقف وقفة رجال حينما ولي الناس مدبرين … وأعاد ترتيب صفوف التنظيم عندما تشتت الجموع … وفوق ذلك لم يهرب من وطنه بعد السقوط خوفا من المصير المحتوم كما فعل الآخرون … هو أميرنا وكلمته تسمع وتطاع ما دامت هي في طاعة الله وخدمة البلاد والعباد …
اعلم يا أخي الناجي السياسة تتغير علي حسب المتغيرات الموجودة في الساحة السياسية … وميزان القوة الآن تغير تماما مما كان عليه في السابق … فارجو عندما تمسك المايك في المرات القادمة عليك أن تتذكر ما كتبته إليك … ولا تتسرع ويسقط منك الكلام وبعد سقوطه ستعجز عن تجميعه مرة أخري … ولن تستطيع مراجعته وترتيبه … في هذه المرحلة السياسية الراهنة بالبلاد تحتاج منا جميعا الوقوف مع قواتنا النظامية وذلك لتفادي التشتت والإنقسام والإبتعاد عن الحروب الأهلية والقبلية في البلاد … وما فعله الفريق أول البرهان والفريق أول حميدتي لعمل عظيم يحسب لهما وسيسطر التاريخ لهما ما فعلاه اتجاه الوطن والمواطن … وذلك عقب الوصول الي إنتخابات حرة ونزيهة في البلاد …
أخي الناجي نعلم بأن تيار حزبكم يعارض الخط العسكري معارضة تامة … فنرجو منك أن تدعوا لتوحيد التيار الإسلامي العريض بالبلاد ولا تدعوا الي زعزعة أمن البلاد بمهاجمتك لقيادات الدولة العسكرية والتقليل من مكانتها …

🖋️د. أحمد منصور المحامي …