مقالات متنوعة

عبد الله مسار يكتب: عَمَالَة النُّخب في العالم الثالث

أجرت قناة “السي أن أن” CNN في تقييمها للحرب الأمريكية على الصومال عام 1993م والتي خرجت فيها أمريكا مهزومةً تُجرجر أذيالها، أجرت لقاءً مع جنرال أمريكي كبير، قالت المذيعة كيف انهزمتم في الصومال؟!
فكّر الجنرال قليلاً، ثم التفت يمنة ويسرة وهو يتحسّس نياشينه ليرد بكل برودٍ، اسف، لم نعثر بينهم على أناس مثقفين!! ورغم بساطة الجواب وغرابته، إلا أن المذيعة وكذا المشاهدين فهموا أن الجنرال الأمريكي كان يقصد أنّهم عجزوا عن إيجاد عُملاء وخَونة بصفة مُثقفين، ونخب يُمكنهم أن يقنعوا السُّكان الصوماليين أنّ قصف أمريكا حضارة وتمدُّن، وأنّ الجيش الأمريكي جاء للصومال لنشر الديمقراطية كما فعلها في العراق وليبيا وسوريا ولاحقاً يفعلها الكيان الصهيوني في فلسطين المُحتلة، وتُريد بعض الدول الغربية أن تفعلها في السُّودان!
إذن فشلت أمريكا في الصومال لأنها لم تعثر على كتيبة مُثقفين ونُخب (عُملاء)، هُناك مِمّن يفرشون الأوطان لمُستعمرهم بحجة الحُرية والديمقراطية.
والآن الدول الغربية وتوابعها من عالمنا يستعملون المثقفين والنُّخب (العُملاء) السُّودانيين لضياع السُّودان باسم الحرية والديمقراطية، بل جاءوا ببعثة أممية خِلْسَةً باسم الديمقراطية وحماية التحوُّل الديمقراطي، ونصبوا الألماني فولكر الحاكم بأمر العالم الغربي للسُّودان!!!
وأغلبهم الآن يحجون للسفارات الغربية وبعض من السفارات العربية ليل نهار، لنصرتهم على شعب وجيش السودان، وهم يبيعون أوطانهم على قارعة الطريق، إنهم بعض النخب والمثقفين أذيال الاستعمار!!!
ولكن الوطنيون لهم بالمرصاد، وقد سجّل التاريخ في السابق، رجالاً أبطالاً وخلّدهم وآخرين خونة تشيعهم اللعنات إلى يوم القيامة.
أيُّها الذين تجلسون ليلاً في كافيهات الرياض مع روزوليندا ضد أرضكم وشعبكم وجيشكم ودينكم، اعلموا أنّ التاريخ شاهدٌ عليكم تخربون وطنكم لصالح أوطان الآخرين!!!
اعتبروا يا أولي الألباب.

صحيفة الصيحة

‫2 تعليقات

  1. فلسطين المحتلة كعبارة لم يعد لها مدلول في تفاعلات السياسة الخارجية بعد محاولات التطبيع الخجولة والمستترة مع الكيان الاسرائيلى، نعم هنالك نخب عميلة للغرب وهنالك أشباه النخب الساعية لمصالحها مع كل النظم وأثناء هذا السعي تترك المبادئ وتكن جسور لتمرير ما يصبو إليه السلطان، لذلك العمالة خشم بيوت وعلى مستويات داخلية وخارجية.