رأي ومقالات

نادية: الأزمة في دولنا ضربت هذه المرة حد العظم.. برشلونا مثلا صارت مدينة جياع

ورغم ذلك أقول لكم فطور هنيء. ولا غالب إلا الله.

فجأة إلتقت عيني بعينه إنه السيد الأنيق الذي يسكن بالجادة السادسة. نلتقي دائما بحكم أننا نجلس في نفس الحديقة. ونتسوق من نفس السوبرماركت. ونركن سياراتنا في نفس الموقف.ودائما صباح الخير.. ومساؤك سعيد بيننا. لكن هذه المرة إلتقينا في مركز الإفطار. كنت سأساعد قليلا وأغادر. أما هو فكان يتخفى خلف المشردين في صف طويل. إلتقت عيني بعينه. وشعرت أنه شعر بالخجل. ثم غادرت مسرعة كعادتي.

يبدو أن الأزمة في دولنا التي تسمى متطورة قد ضربت هذه المرة حد العظم. برشلونا مثلا صارت مدينة جياع. صفوف طويلة كل يوم أمام خبز الكنائس… المنقبون في القمامة… المتصارعون على فضلات طعام المطاعم… الطالبين لبيتزا وحلويات العرض… الأيادي التي تطلب منك مساعدتها في الشارع وانفاق المترو والحدائق… المتزاحمون على موائد الإفطار رغم أنهم ليسوا صائمون… المسجلون في قوافل طلب المساعدات والكوبونات المجانية.. وغيرها من مظاهر البؤس.

بعيدا عن الشوارع المتلألأة بأضواء لاس فيغاس… عن الفخامة… ستجد أشخاص وعائلات يفترسهم الجوع في كل مرة…. رغم أن أكثرهم يعمل في وظيفتين بل أكثر…

لقد صارت الرأسمالية تنين ينهش كل شيء… وقد يبدو لك من ملابسهم ووظائفهم وسياراهم أنهم يعيشون في رفاهية… لكن لا فرق بينهم وبين المشردين سوى أنهم يختفون ليلا في منازل وشقق أنيقة بدل أسفل الجسور.. حتى منازلهم سيفقدونها في أي وقت… رهون البنوك تطاردهم… وبعدها لا فرق بينهم وبين المشردين… ولا غالب إلا الله.

Ramadán Mubarak ,feliz Ramadán

ولا غالب إلاّ الل️ه
“No hay vencedor sino Alláh”

🌹 Nadia Rafael ELKORTOBI