مقالات متنوعة

عبد الله مسار يكتب : ود لبات والطعن في ظل الفيل!

قلنا في مقال سابق، إن ود لبات دبلوماسي موريتاني جاء إلى الاتحاد الأفريقي محمولاً على ظهر موسى فكي عبر علاقات فرنسية، وجاء الى السودان مبعوثاً من الاتحاد الأفريقي متدخلاً في قضية السودان بعد الخلاف الأول بين المكون العسكري والحرية والتغيير المجلس المركزي، وقام بصناعة الوثيقة الدستورية الورطة التي أدخلت السودان في الأزمة الحالية، لأنها فصلت بمقاس الحرية والتغيير، وجعلت الدولة تحت رحمة قحت وعزلت الآخرين ودبست العساكر في (أم كبك) التي لم نخرج منها حتى الآن.

ثم انتفض العساكر لما نظروا إلى تمدُّد قحت دون سند شعبي وإقصاء كل القوى السياسية والمجتمعية الأخرى، بل ضياع الدولة والحكم واحتكار السلطة والتعدي اللفظي والمعنوي على القوات العسكرية، بل العمل على المدنية خارج مشروعية الانتخابات.

الآن عَادَ ود لبات ليُعيد الدّرس الأول بوساطة أفريقيّة ويعمل نفس العمل الأول ليتحدّث عن حَاضنةٍ جديدةٍ وهي القديمة، ويتحدّث ومعه آخرون عن لجنة أمنية (مجلس دفاع وأمن) وحكومة مدنية ومجلس سيادة مدني، بمعنى أحمد الى حاج أحمد أي إرجاع “أربعة طويلة” بالشباك، بعد أن خرجت بالباب، بل يُريد أن يبعد الآخرين بطريقة الهرولة السياسية والعزل الناعم وعزف نفس السلم الغنائي القديم.

إنّنا كقوى سياسية ومجتمعية لن نسمح بإعادة نفس الدرس الذي قام به ود لبات مرة أخرى، “ورجوع حليمة لقديمها”، لأنّه لا الزمان ولا الرجال ولا المكان يسمح للعودة إلى المربع الأول، والحرية والتغيير المجلس المركزي لم تعد هي ذاتها بشحمها ولحمها، ولا العساكر هم أنفسهم، ولا القوى السياسية والمجتمعية هي ذاتها، ولا الشعب السوداني هو ذاته الذي تعلّم على رأسه ود لبات الزيانة، ولا العالم هو ذاته، كل الأمور متغيرة بما في ذلك الجو السياسي في العالم.

إذن ود لبات وفولكر يرقصان خارج الحلبة، ويُغرِّدان خارج السرب ويُديران الملف بالأماني، يسمعان لمن يريدان، ويتحدثان فيما يرغبان.. وهذه الحالة لن تُوصِّل إلى اتّفاقٍ حول كيف تُدار المرحلة القادمة، ولذلك هما يطعنان في ظل الفيل.!

الحل هو “سُوداني – سُوداني”، وهو حوار كل الأطراف مع بعضها، ولكن المسح على شعر العجوز لا يربي الشعر، الذي صار كالعهن المنفوش.. المطلوب الآن:

1/ حوار سُوداني لا يستثني أحداً لا عزل فيه ولا إقصاء.

2/ وفاق وطني لإدارة بقية الفترة الانتقالية وفق مشروع وطني محدد المطلوبات.

3/ إقامة حكومة وطنية من الكل أو حكومة كفاءات خارج الأحزاب، مرجعيتها الشعب، مهامها مُحدّدة، تقوم بالدور التنفيذي.

4/ مجلس سيادة عسكري صرف كما في أبريل 1985م، أو مجلس سيادة مدني عسكري كما هو الحال الآن، مسؤول عن قيادة البلد السياديّة والإشراف العام على الدولة.

5/ إقامة باقي أجهزة الفترة الانتقالية.

6/ إيقاف التدخُّلات الأجنبية في القرار الوطني بما في ذلك ود لبات وغيره، وخاصةً العالم في مرحلة تشكّل جديدة وكذلك أفريقيا.

7/ إنّ الشعب السوداني أمامه الخيار الأصلي والديمقراطي هو الانتخابات، كل الذي يتم الآن أخذ حقوق لغير مُستحقيها، بالمعنى الواضح أخذ حكم بوضع اليد.

أي حكم محله الشعب، أي الانتخابات الطريقة المعروفة عالمياً للحكم المدني الديمقراطي، ولكن الحكم بالاستهبال السياسي وأقلام المخابرات هذا ليس له مجالٌ في السودان لا اليوم ولا غداً.

عليه، إنّ ود لبات وفولكر يُريدان أن يحييا العظام وهو رميم وهذه يحييها الله ويوم القيامة أما في الدنيا فلا.

أخيراً.. الأخ البرهان توكّل على الله وكوِّن حكومة مهام مُحدّدة، أهم مهامها المعاش والأمن والعلاقات الخارجية والانتخابات، وأخرج من (لمصقة) ود لبات وفولكر، هذان يقومان بوظيفة المحلل لمطلقة الطلاق البائن بينونة كُبرى لا تُحل إلا بزوج جديد والزوج الجديد هو مَن يختاره صندوق الانتخابات.

صحيفة الصيحة

‫2 تعليقات

  1. وتعيين عبدالله مسار السادن مع البشر والذي رشحه رئيس دولة مدي الحياه رئيسا لوزراء ثورة الثوار.بالله يا مسار لوعندك ذرة حياء مش مفروض تختفي عن الانظار حتي ننسي جلائطك.

  2. العلاج برأئي كالاتي:
    1/حواركل الاطياف للخروج بحكومة متفق عليهاومقبولة لكل الشعب.
    2/حل الدعم السريع واعادة دمج اوتسريح افراده بالقوات المسلحة بعداعادة تدريبهم.
    3/حل واعادة دمج اوتسريح افرادجيوش الحركات المسلحة بعداعادة تاهيلهم.
    4/اقامة انتخابات حرة تحت اشراف الامم المتحدة وغيرهامن المنظمات الدولية .
    5/تكوين مجلس عسكري انتقالي لفترة انتقالية لاتتجاوزالعام مع رئيس وزراءمدني مقبول لاغلبية الشعب بشرط كفائته وخبرته المشهودله به (اسلامي اوشيوعي اوغيره)وان تكون حاضنته هوالشعب السوداني …وان يعمل علي الاهتمام بمعاش الناس وبسط الامن وهيبة الدولة والعلاقات الدولية القائمة علي مصلحة السودان وخصوصامع دول الجوار.
    6/تهيئة المناخ للاحزاب السياسية للعمل والاستعدادللانتخابات دون اقصاءلاحد.
    7/الاهتمام بمسالة الحريات العامة وحرية الصحافة وفق القوانين والضوابط
    والتشريعات.
    8/وضع القوانين الرادعة لحسم الفوضي والسيولة الامنية ومحاربة خطابات الفتنة وبث الكراهية اوالدعوة لتخريب المرافق اوالممتلكات العامة اوالخاصة.
    9/العمل علي اصلاح ماتدمرخلال الثورة وصيانة الطرق واحياءمشاريع النظافة
    والتشجيروالتجميل لمدن العاصمة والولايات.
    10/اعادة النظرفي اوضاع اللاجئين
    في البلادوتقنين وجودهم وحصرهم
    وحصراقامتهم بمعسكرات اللاجئين فقط
    الي ان يتم ترحيل من انتفي سبب لجوئه.
    والله الموفق.