سياسية

السودان.. سرعة الانهيار تستدعي استعجال الحلول

ثمة ضوء في آخر نفق الأزمة السودانية بدأ ظهور قبس منه، يلوح في الأفق المغلق، ويبدو أن سرعة تدهور الأوضاع في البلاد مع استمرار الاحتقان الشعبي، ومخاوف انجراف السفينة إلى مصير مجهول جعلت الجميع يتحسس دوره في إنقاذ نفسه أولاً قبل غرق السفينة وعلى متنها الجميع.

وعلى هذا الأساس طرحت الجبهة الثورية التي تضم حركات مسلحة وقعت على السلام، وتستأثر بمقاعد السلطة شراكة مع المكون العسكري مبادرة لحل الأزمة، وما تلى ذلك من قبول قوى الحرية والتغيير المعزولة عن الحكم بأمر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الجلوس مع قادة الجبهة للتباحث حول المبادرة، كله مؤشر على أن ثغرة في الجدار المسدود بدأت تفتح.

ولكن تظل المعضلة الأساسية تظل هي أن غالبية الكيانات السياسية المتشاركة مع العسكريين الحكم أو تلك المعارضة لا تعبر عن الحراك الذي يشهده الشارع منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، إذ تظل أزمة الثقة قائمة بين تلك الكيانات والقوى الشبابية التي تقود التظاهرات والمتمثلة في لجان المقاومة، فهذه القوى غير المستهان بها يسعى الجميع لخطب ودها، ولكن تجربة الثلاث سنوات الأخيرة، جعلها تتمسك بمطالبها الرافضة لكل أنواع المساومة أو الحوار، وأن لا شرعية لأي حكم عسكري، وعودة الجيش لثكناته، مع حل كل الميليشيات المسلحة بما فيها قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان حميدتي.

أكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة العميد الطاهر أبو هاجة، أن واقعاً سياسياً جديداً سيتشكل خلال الفترة القادمة بالاستفادة من كل المبادرات الوطنية الخالصة التي تقودها الكيانات والجهات السودانية الحادبة على مصلحة السودان واستقراره والعاملة على إنجاح الفترة الانتقالية بكامل مؤسساتها السيادية والتنفيذية والعدلية ومفوضية الانتخابات وغيرها من المؤسسات، وأضاف أن تشكيل الحكومة القادمة بكوادر خلاقة همها السودان أمر يمثل رغبة وخيارات الأغلبية الصامتة التي تأذت من الفوضى والهمجية السياسية.

وشدد أن القيادة لم تيأس بل ظلت صابرة ومتفائلة بوصول القوى الوطنية إلى مرحلة الوفاق وتوسيع قاعدة المشاركة لانتشال البلاد من أزمتها لكنه اتهم قوى شريرة ببث السموم والسباحة عكس التيار واستغلال جو الحريات في خنق البلاد، وقال إن تلك القوى لا تريد وفاقاً ولا استقراراً ولا أمناً للبلاد.

وبعد قطيعة استمرت لشهور التأم اجتماع بين الجبهة الثورية التي تضم فصائل مسلحة موقعة على السلام وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي لبحث الوضع السياسي الراهن، والمبادرة التي طرحتها الجبهة للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، وهو ما يشير إلى إمكانية جلوس الأطراف المتمنعة على طاولة حوار جامعة تعالج الأزمة وترسم خريطة طريق لمستقبل البلاد السياسي وتطوي صفحة الخلاف.

وقال عضو المجلس الرئاسي للجبهة الثورية مصطفي تمبور في تصريح صحفي، إن الاجتماع الذي حضره كل من رئيس الجبهة الهادي ادريس والقيادي الطاهر حجر يأتي في إطار مساعي الجبهة الثورية، لإيجاد حلول للخروج من الأزمة السياسية الراهنة من خلال المبادرة التي طرحتها، ولفت إلى أن الاجتماع اتسم بالجدية والصراحة لمعالجة جذور الأزمة، وبحث باستفاضة، مبادرة الجبهة الثورية وصولاً إلى رؤية موحدة تضمن الخروج الآمن من الأزمة الراهنة وحالة الاحتقان السياسي الذي تشهده البلاد حالياً.

صحيفة البيان