فيسبوك

كان هيبقى إعلان مدته 25 دقيقة عن حلاوة مصر وأكل مصر!

بستمتع جدا بفيديوهات الvloggers الأجانب اللي بييجوا مصر ويعملوا فيديوهات عن تجربتهم في البلد والأماكن اللي زاروها والأكل المصري اللي جربوه.
فيه حاجه لطيفة جدا في فكرة إنك تشوف نفسك بعيون حد أجنبي، وساعات كتير الموضوع بيفتح عينيك على حاجات عمرك ما فكرت فيها أو أخدت بالك من غرابتها أو من جمالها.
فيها شبه شوية من فكرة إنك تسمع رأي حد فيك من غير فلاتر أو مجاملات، بتفرح قوي بالكلام الكويس لأنه مش مقصود به مجاملتك لأنه مش موجه لك أنت أساسا، وكمان بتعرف عيوبك اللي المفروض تشتغل عليها.
النهاردة وقع تحت إيدي فيديو لواحد من الvloggers دول، عنده قناة علي Youtube عليها 8 مليون مشترك.
وده عدد مهول، والفيديو اللي عمله عن مصر إتشاف أكتر من 1.3 مليون مشاهدة في 24 ساعة بس.
الأعداد دي بتظهر حجم فرصة الدعايا المجانية اللي ممكن نغتنمها من الvloggers اللي زي الراجل ده لو بس كانت تجربتهم في مصر لطيفة.
الفيديوهات دي مؤثرة أكتر من أي إعلانات مصروف عليها ملايين من وزارة السياحة لأنها عامله زي ريفيوهات المنتجات اللي على الإنترنت، أنت مش عايز تسمع رأي البياع أو صاحب المحل في المنتج، أنت عايز تعرف رأي المشترين اللي زيك، أو في الحالة دي رأي السائحين اللي زيك، والموضوع هيفرق في قرارك أكتر من أي حاجة تانية.
التيمة المتكررة في كل الفيديوهات دي، هي إن صناع المحتوى دايما بيشتكوا من صعوبات التصوير في مصر بسبب الأمن.
أنا إتفرجت على عشرات من الvloggers دول ونادرا أما حد فيهم ماتكلمش في المشكلة دي.
دايما فيه فقرة في الفيديو الvlogger بيتكلم فيها عن إزاي اليوم كان ماشي بسلاسة، وإنطباعة عن الأماكن اللي زارها والأكل اللي أكله والناس اللي قابلها كله كان جميل جدا، لغاية ما إستوقفة رجل أمن (ساعات شرطة، ساعات مخبرين، ساعات بتوع سيكيوريتي شغالين في المكان، وساعات مواطنين عاديين بالنيابة عن كل دول) وقال له مايصورش أو أجبره على مسح الفيديوهات اللي صورها.
في الفيديو بتاع النهاردة، الراجل كان بيصور إزاي العيش البلدي بيتعمل في الأفران، والراجل قناتة متخصصة في الأكل، وكان مبهور بالطريقة اللي الفرن بيشتغل بيها ومبسوط من العيش نفسه، ومافيش ولا تعليق سلبي، والناس اللي شغالين في الفرن كانوا مبسوطين وبيتعاملوا معاه بلطف، وكله تمام، وبعدين الشرطة شافته بيصور، هوب أخدوا فريق التصوير على القسم بالمعدات بتاعتهم، وخلوا الراجل يفرجهم على اللي صورة، وأجبروه على إنه يمسحه!
السؤال هنا هو ليه؟
وأنا أعتقد فعلا إن ماحدش فكر في ليه دي خالص، لأني بحاول أقلبها في دماغي بكل الطرق ومش لاقي سبب.
هل مثلا خايفين يكون جاسوس؟
وده ياخدنا لسؤال تاني، هل عدمت أجهزة المخابرات الدولية الطرق اللي ممكن يتجسسوا بيها على الأفران المصرية – وسيبك من أصلا ليه عايزين يتجسسوا على فرن العيش – ومالقوش غير إنهم يبعتوا خواجة شعره أصفر ماسك كاميرا في إيده وعامل نفسه Youtuber؟
يا جدعان ده البلوت بتاع فيلم حملة فيريزر بتاع شيكو وهشام ماجد!
ده حتى قصص الجاسوسية بتاعة السبعينات كان فيها كاميرات صغيرة على شكل زرار قميص أو ولاعة، لكن في 2022 مش لاقيين حاجة أصيع من كده؟
مش لاقيين واحد شكله مصري شوية عشان مايلفتش النظر؟
ماعندهمش حد بيتكلم عربي مثلا؟
إحتمال تاني: مش واخد إذن بالتصوير.
المفروض ده ياخدنا لـ ليه أصلا الناس محاجة إذن إنها تصور في الشارع، وإزاي عمليا تقدر تمنع الناس من التصوير وكل تليفون فيه كاميرا وكل ناصية ولا مدخل محل ولا بنك فيه كاميرا، وكل حياتنا تقريبا متصورة، بس ماشي، مش هنتناقش في الأمور دي..بس أصلا، الراجل فعلا معاه تصريح بالتصوير!!
إنما ياخد تصريح تصوير فيقوم نازل مصور عادي كده؟..ليه مش رجالة إحنا يعني ولا إيه؟
الإحتمال التالت، إن تصوير “الحاجات دي” بيشوه صورة مصر.
طبعا سيبك من إن نقل الواقع بقى إسمه تشويه الصورة، لأن الراجل مادخلش فرن نضيف بيبرق وقال لهم “لأ لأ لأ، أنا ماينفعنيش النضافة دي، وسخوا لي الحيطان دي وإرمي لي شوية زبالة على الأرض وغير لي الشيفات الفايف ستارز دول بعيال فرانين شكلهم شقيان”
وسيبك برضة من إن لو واقع مصر مش عاجبنا يبقى المفروض نحاول نغير واقع مصر مش نفشخ اللي يستجرأ بصور.
وطنش معايا موضوع إن مافيش قسم أفلام وثائقية في كلية الشرطة عشان يبقى أحد أدوار رجالها إنهم بقيموا مادة المحتوى الفني، ويحددوا إذا كانت ترقى للمستوى اللي يتناسب مع مقاييسنا الرفيعة.
وتعالى نسأل سؤال عملي، هل اللي عمله بتوع الأمن دول هنا، حافظ على صورة مصر؟
ا نظرة سريعة على التعليقات اللي على الفيديو بتظهر صورة محزنة جدا وبتوري نتيجة عكسية تماما.
واحد من المعلقين وصاحب الفيديو نفسه كان عندهم تعليق بيقول “في بلد 12% من دخلها بييجي من السياحة، الأمن المفروض مايعاملش السياح كأنهم جواسيس”.
والأسوأ إن الفيديو مش بس أظهر تعنت الأمن في الموقف ده وإنما كمان أظهر عدم كفائتهم، لأن الvlogger الخواجة ببساطة عمل Airdropping أو شيرينج للفيديوهات اللي صورها على أجهزة تانية وهو مستني في القسم، فكل اللي عمله بعد كده هو إنه مسح قدامهم نسخة، وهو عنده نسخ تانية.
مقطع من كلام الراجل بيقول “دول حتى مش عارفين التليفونات بتشتغل إزاي، كل الفيديوهات اللي مسحتها من على التليفون قدامهم لسه موجودة في الDelete Bin وممكن ببساطة أعمل لها restore في أي وقت”.
ماكنتش أحب أسمع تعليق زي ده على شرطة بلدي في فيديو بيشوفه ملايين الأجانب.
وبعدين حط الفيديو اللي الأمن أجبره يمسحه، تتفرج عليه، ماتبقاش فاهم هي المشكلة كانت فين، وماتفهمش الفيديو ده كان بيهدد أمن مصر أو بيشوه صورتها إزاي بالضبط.
الراجل أصلا كان مبسوط من كل حاجة شافها، ولولا موقف الأمن معاه، الفيديو كله ماكانش هيبقى فيه تعليق سلبي واحد وكان هيبقى إعلان مدته 25 دقيقة عن حلاوة مصر وأكل مصر!
فبتوع الأمن هنا عاملين زي اللي منع عياله يدخلوا الإمتحانات لأحسن يسقطوا.
وفي النهاية، مين المستفيد من التقفيل الأمني على التصوير في مصر؟
الفيديوهات اللي كانت دعايا لينا، تحولت لفيديوهات دعايا ضدنا.
المسلسلات العالمية اللي أحداثها بتدور في مصر، بيروحوا يصوروها في المغرب وفي المجر عشان مش عارفين يصوروها هنا.
وتلاتة بالله العظيم، والمصحف الشريف، إن شالله يا رب أتسخط قرد لو بكذب عليكم، الأساليب المخابراتية في الدنيا يا جدعان إتطورت عن تصوير فيديو في الخباثة بالتليفون، وكل التقفيل على النصوير في الشارع ومنع الdrones وكل الكلام ده ماخدمش الأمن القومي بجنيه، هو بس عسفنا كلنا ومنع عنا الخير.
إنما هو زي ما الvlogger الخواجة نفسة اقالها ببساطة:
“هل إحنا معانا تصريح بالتصوير؟ أيوه. هل إحنا خرقنا أي قوانين؟ لأ. لكن اللي أنا فهمته إن الموضوع هنا بيمشي على حسب مزاج الناس اللي فوق النهاردة عامل إزاي”
هل معقول الدولارات اللي إحنا في عرضها وبنجري وراها ومش عارفين نحلق عليها منين ولا إزاي، تبقي بتطير من البلد لمجرد إن الdefault بتاع بعض رجال الأمن هنا هو المنع قبل التفكير حتى في أسبابه؟
لازم الناس العاقلين – اللي فوق الناس اللي فوق – يلحقوا الموضوع ده، لو مش من باب إننا المفروض أهل كرم وضيافة وبنعامل كل الناس كويس، فعلى الأقل من باب إننا مانطفشش الزباين اللي بييجيبوا الدولار عشان خاطر المم.

Mostafa Helmy