مهندسة الطيران نجلاء فتحي ابوالريش..”البنت سر أمها”
يقال بأن الابنة هي شريكة والدتها، وأقرب حليف لها في كونفدرالية الأسرة ، وتعد إمتداد لها،والأمهات قدوة لبناتهن، ويرسمن خريطة طريقهن البيولوجية والعاطفية ، هذا ما تؤكده مسيرة المهندسة بشركة صافات للطيران “نجلاء فتحي ابو الريش”، التي كانت تقتفي أثر والدتها فى كيفية التوفيق بين عملها كاستاذة ورعايتها لهم عندما كانوا صغار السن، فقد مضت على طريقها وهي تسعى لاستنساخ تجربتها في سعيها التوفيق بين واجباتها المهنية ومسؤوليات أسرتها الصغيرة.
بدأت مسيرة نجلاء عقب تخرجها من جامعة السودان حيث درست هندسة طيران تخصص محركات.،والغريب في الأمر أن الطيران لم يكن رغبتها فقط الأقدار هي التي ساقتها إليه وتحت تشجيع والدها _عليه الرحمة _ ودعمه لها تجاوزت حاجز عدم الرضاء بل رويدا رويدا بدأت علاقتها تزداد متانة مع مجال لم تكن على قناعة به، لتمضي مسيرتها الجامعية حتى تكللت بالنجاح الباهر وتخرجت فى العام ٢٠٠٧، لتبدأ بعد ذلك رحلة البحث المضني عن العمل فى إحدى الشركات او مطار الخرطوم،كانت تحلم وهي شابة مقبلة على الحياة بطموحات لاتحدها حدود في الا تطول رحلة بحثها عن الوظيفة، وفي إطار سعيها بدأ اليأس يتسلل إلى داخلها حينما وجدت ان هذا المجال كان محتكرا بنسبة ٩٠٪ للرجال، ورأت انه من الصعوبة بمكان الحصول على فرصة للتدريب، ناهيك عن العمل.
إلا أن سعيها لم يتوقف حيث عملت مساعد تدريس متعاون فى جامعه السودان بقسم هندسة الطيران، كما عملت موظفة مبيعات فى ابو الفاضل بلازا،كانت فقط تريد العمل لرد الدين الي أسرتها.
وحمل لها العام ٢٠١٠ نبأ سار حينما فتحت شركة مارسلاند التي كان على رأسها كابتن الرشيد اورتشي فرصة للمهندسين من الجنسين فكان أن أبتسم لها الحظ وكانت من ضمن الذين تم استيعابهم، فكان أن تدربت على يد أستاذة كان لهم الفضل فيما وصلت إليه من نجاح وابرزهم المهندس محمد الباقر الشبلي والمهندس عقيل، والمهندس يوسف بن عوف _عليه الرحمة_، وتبدو ممتنة لمارسيلاند التي اتاحت لها فرصة العمل واسعة، و اكتسبت خلالها خبرة جيدة كانت معتبرها إلى شركة تاركو، وفى العام ٢٠٢٠م التحقت بمركز صافات لصيانة الطائرات .
وعن طبيعة عملها،تقول نجلاء بأنها تعمل بنظام الدوام العادي وليس الورديات، وتؤكد أنها تعلمت من والدتها كيف توفق المرأة العاملة بين بيتها واطفالها وحياتها الاجتماعية وعملها وكل مسئوليتها، وتقول ان أمها بالنسبة لها بمثابة القدوة والمثال الحي، كما أنها استطاعت _والحديث لنجلاء _ ان تستمد منها القوة فى ترتيب حياتها.
وتختم حديثها:” قطعا لايوجد رضا تام أشعر كثيرا بالتقصير حيال ابنائي، وانا فى العمل أكون مشغولة بهم واحزن عندما اتركهم خلفي وهم مرضى، هذه غريزة الأم إلا انني بالعزيمة والصبر اتسلح لمواصلة مسيرتي، فهذه ما هي إلا مطبات حياتية، ومصير الأبناء ان يكبروا، وعموما أؤكد باني موفقة فزوجي المهندس “خالد محمد المبارك” متفهما لطبيعة عملي وهو من أكثر الداعمين لي ، كما أنني محظوظة بوجود شقيقتي الصغري ضحي وهى بمثابة الام الثانية لابنائي، واسأل الله أن يمنحها الصحة والعافية”.
الخرطوم:ناهد سعيد
طيران بلدنا