أم المطار.. “لمياء إبراهيم عبدالرحيم”.. مشوار العطاء والوفاء
تحظي بالإحترام، لها مكانة كبيرة في القلوب، فكل من تعامل معها يعتبرها إمرأة استثنائية من واقع بساطتها ونقاء سريرتها والابتسامة التي لاتفارق محياها، لذا فإن الكثيرون يعتبرونها أم الجميع بمطار الخرطوم ليس لأنها اكبرهم عمرا ولكن لأن تعاملها ينطوي على حميمية وطيبة وسوداناوية وهي صفات يمتاز بها الكبار عقلا وروحا.
ولأن الكثير من زميلاتها وزملائها طلبوا منا أن نلقى الضوء على مسيرتها تقديراً لها فقد حصلنا على ملامح عامة من مشوارها المهني.. هي “لمياء إبراهيم عبد الرحيم” تخرجت من جامعة أم درمان الأهلية كلية الآداب والعلوم قسم اللغة الإنجليزية فى العام 1999، واختارت بوصلة الأقدار أن توجه مسيرتها بعيداً عن قاعات الدرس فكان أن حطت رحالها بمطار الخرطوم حينما انضمت للشركة العربية للطيران التي تم قبولها فيها موظفة خدمات ركاب لتكون هذه بداية انطلاقتها في مجال الطيران الذي لم تكتفي فيه بوظيفة بل أهداها الحظ شريك حياتها “طارق فاروق” الذى كان يعمل فى ذات الشركة في وظيفة مدير عمليات، فكان أن مشيا مشوار جميل جمع بين عشق العمل والحب المتبادل بينهما، لتمر الأيام ليتحول إسم الشركة الي داناتا العربية عقب شراكة مع دبي داناتا.
ولأنها اتسمت بالانضباط والجدية في عملها كان طبيعي ان تتدرج يوما تلو الاخر إلى أن باتت موظفة كاونتر ثم مشرفة كاونتر وبعدها إلى مساعد مدير محطة لخدمات الركاب، وهذا التدرج وبخلاف صفاتها الشخصية كان نتاج طبيعي لخضوعها لعدد كبير من الكورسات فى مجال الطيران والتى ساعدتها كثيراً علي تقديم الأفضل فى عملها وكان طبيعي أن تمضي نحو الأفضل مهنيا وفي هذه الاثناء فقد رزقها الله بابنها وقرة عينها “مهند طارق” وهو الآن طالب فى كلية المختبرات السنة الرابعة.
لتدور بها دورة الأيام ولأسباب إدارية تم فض الشراكة بين العربية وداناتا وإنتهى مشوارها معها في العام 2005، غير أنها لم تتوقف عن العمل فكان أن إلتحقت بشركة سويس بورت وبعدها شركة اهبا لخدمات الطيران فى ذات وظيفتها مسئولة خدمات الركاب والمتعة، غير أن ظروف أسرية قاهرة اجبرتها على تقديم استقالتها والتي على اثرها ابتعدت عن المطار لثلاثة سنوات.
وبعد توقف إجباري كانت خلاله تتمنى العودة إلى أجواء المطار عادت مجدداً وانضمت لشركة ناس بورت، وهي من المحطات العملية التى أضافت لها الكثير من التجارب والتحديات ووجدت فيها كامل الدعم خاصة من مديرها المحترم “أحمد زين العابدين” وكل الزملاء فقد كانت ضمن الفريق الذى عمل جاهدآ لنيل شهادة الإيساقو العالمية للشركة بترشيح ودعم من السيد أحمد زين وكانت تجربة جميلة ومفيدة أضافت لها الكثير.
وبعدها عملت بشركة ماكس فى وظيفة مدير خدمات الركاب والأمتعة لمدة عامين، وبعد ذلك وإلتحقت بشركة طيران النيل المصرية فى وظيفة مساعد مدير محطة حتى الآن.
وخلال فترة عملها تدربت على يد زملاء أفاضل لا تنسى فضلهم منهم على سبيل المثال السيد نادر عتبانى متعة الله بالصحة والعافية وهو مدير فى الخطوط القطرية الآن بدولة قطر، والأستاذة عائشة صلاح وهي علم على رأسة نار وهي مديرة التدريب فى شركة سودانير حاليآ وكثيرين غيرهما، وتبدو ممتنة لهم ولوجودهم فى حياتها.
ومثلما تدربت على يد عدد من خبراء الطيران فإنها أيضاً نجحت في نقل خبراتها ودربت الكثير من الموظفين وهم بمثابة أبنائها وبناتها، وتستمتع حينما تتم منادتها ب “ماما”.
وهنا لابد من الإشارة إلى أنها وأثناء عملها فى الشركة العربية المتحدة تم إختيارها للمشاركة في دورة تدريبية فى كورس “customer services” بدولة البحرين من قبل طيران الخليج وكان إضافة حقيقة لمسيرتها.
سألنا “لمياء إبراهيم” عن توفيقها بين العمل والواجبات المنزلية فقالت:” كان كل من حولى يمثل لي دعم وسند، على رأسهم أمى الحبيبة وإخوتى وزوجى الذى ظل يساندنى ويشجعني، وإمتنانى كذلك لوالدة زوجى أمى الثانية لها الرحمة والمغفرة التي كانت تحمل عنى كل أعباء المنزل وتربية إبنى دعمآ وحبآ ربنا يرحمها ويتقبلها فى عليين بإذنه تعالى، وأعتقد أن العمل فى مطار الخرطوم مدرسة قائمة بذاتها مليئة بالصعوبات والعقبات وأيضآ بالتحديات والنجاحات وانا في غاية السعادة كوني جزء من أسرة المطار”.
الخرطوم:ناهد سعيد
طيران بلدنا