محمد طلب يكتب : (الرضوة)
كما توقعت وجدت مقالاتي المتسلسلة تحت عنوان (ست البيت) تفاعلاً مع القراء والمهتمين بأمر (الحقيبة) ومن هؤلاء الصديق الكاتب هشام الخليفة صاحب العمود الخفيف اللطيف في (أخيرة السوداني) حجاوي الجمعة وهو ابن منطقة العيلفون (مسرح الحدث) للأغنية محل النقاش أو بالأحرى الجارة لأم ضبان محل إقامة الشاعر ود الرضي.
(حجاني) هشام الخليفة بقصة (ست البيت) مصراً على أن الأغنية تحكي عن قصة حقيقية وان خلافا طارئا نشب بين الشاعر وزوجته وعلم بهذا الخلاف زملاء الشاعر من الشعراء والفنانين فاتوا من أم درمان وزاروا ود الرضي في بيته في محاولة للصلح بين الطرفين وطلبوا منه (الرضوة) وهي عادة تتمثل في تقديم هدية مادية للزوجة ذهب أو توب أو غيره حتى ترضى وتعود لبيتها وزوجها وعندما كان الشاعر لا يملك مالاً (للرضوة) فقام بتأليف هذه القصيدة (قطع أخدر) وتم التلحين والغناء في ذات الجلسة وسمعتها الزوجة ورقصت عليها…. هذه القصة كما رواها لي الأستاذ هشام وسمعت غيرها وما يشابهها وهذه القصة تحمل في طياتها دلائل عدم صحتها ولا نُريد الخوض في التفاصيل لأن الأغنية نفسها تنفي ذلك بقوله:
منها قط خلاف ما حصلي
بس ازعاجا لي قوم صلي
فالشاعر هنا ينفي تماماً وجود أي خلاف بينه وبين زوجته خلال مسيرتهما في الحياة الزوجية بل ويذهب لأبعد من ذلك قائلاً:
(لييه ما اشكرا مطاوعني)
وأيضاً يؤكد على أنها وإن كان مخطئاً تحتمله وتحتمل كل غلطاته وتغفر له كل ذلك (حباً وكرامة) في قوله:
(مهما أبقى مر بالعاني)
أما قاصمة الظهر في ادعاء أنّ الأغنية كانت نتيجة لقصة حقيقية فنجدها في قول الشاعر
اطوع من بناني إلىّ
وأشفق من جناي عليّ
كل المطروح أعلاه يدل على أنّ الشاعر يتحدّث عن (زوجة مثالية) ربما لا تكون موجودة في الواقع المعاش وهذا اتّجاه تبنّاه الإخوان في قروب (زحمة أفكار) وعلى رأسهم الشاعر ياسر خيري والدكتورة تماضر سليمان التي نفت تماماً وجود زوجة بهذه المُواصفات في الواقع السابق أو الحالي وحتى اللاحق، وأفادت بأن جمال ومُتعة الحياة الزوجية تتمثل في قبول الشريك على علاته وأن هذا القبول من الطرفين والصُّعوبات والمُعالجات هي التي تعطي الحياة الزوجية طعمها الخاص.. أما أستاذ خيري قال نصاً (الكثير من الشعراء في شعرهم يعبرون عن ما يتمنونه شعراً كتعويض عن غيابه واقعاً)
وإن الشاعر ربما يفترض واقعا موازيا لواقعه وربما ينطبق هذا الحال على أغنية (ست البيت)
وكثير من التعليقات التي لا يسمح المجال لذكرها.
(ست البيت) كواحدة من أغنيات الحقيبة المتفردة بعنوانها وموضوعها تستحق هذا النقاش الطويل الممتد.
الإلمام التام بالظروف المُحيطة بأي عمل فني توسع مدى إدراك المتلقي وتجعله أكثر يقيناً بمرامي النص أو يكون الحال (يغني المغني وكل هواه)
اطلعت على مقدمة ديوان ود الرضي التي كتبها ابنه محمد الطيب الرضي، وهذا سيكون موضوع مقالي غداً إن شاء الله (ست البيت 7)
أما الذي سوف أطرحه في مقال الغد فهو أمر (غير مسبوق) إطلاقاً ولم يتطرق له أي ناقد لكنه خطر لي مجرد خاطر…..
صحيفة الصيحة